أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

مشكلة الحرمان العاطفي … مقال بقلم الدكتور عبدالله الغامدي

إيسايكو: مشكلة الحرمان العاطفي … مقال بقلم الدكتور عبدالله الغامدي

يقصد بالحرمان العاطفي شعور الإنسان الداخلي بفقدان من يسمعه ويستمع إليه، ومن يهتم به ويحرص عليه، ومن يغدق عليه الحب والحنان، الذي يشعره بقيمته وأهميته، ليشكل له قوة دافعة ينطلق بها في هذه الحياة.
وتعد عاطفة الحب والحنان من أهم العواطف التي يحتاجها الإنسان في جميع مراحل حياته، ويؤثر نقصانها على تطور قدراته، وعلى اتزانه النفسي، حيث قد يتجه الإنسان إلى الإدمان على شيء ما ليعوضه عن ذلك، كما قد يسبب له القلق والتوتر، والبؤس والكآبة، بل قد يتجه سلوكه بسبب ذلك إلى العدوان، وارتكاب الإجرام.
فالحرمان أو الفراغ أو الجفاف العاطفي مشكلة تبرز واضحة في مرحلة المراهقة خاصة، والتي لها علامات بارزة: كآبة وحزن من دون سبب محدد، شعور بالضياع والغربة في وسط الأهل، تكرار التذمر المستمر، الانعزال والبعد عن الواقعية، الاتجاه لأحلام اليقظة.
وكذلك عدم الرغبة في المشاركة بأنشطة الأسرة، كثرة الخروج من المنزل، العنف والعراك مع الأخوة، الصراخ بصوت عال لسبب تافه، تكسير الأشياء، ممارسة التفحيط للأولاد، تدني التحصيل الدراسي، السهر في الليل، التعلق بمغني أو فنان أو لاعب، إشباع هذهِ العاطفة بعلاقة غرامية، أو بسلوك شاذ.
وهذه المشكلة ترجع أساساً إلى الفراغ الروحي، وضعف الوازع الديني، كما ترجع إلى التربية القاسية، والأسرة المفككة، وعدم العدل في المعاملة بين الأبناء، أو إلى وفاة أو غياب أحد الوالدين، أو انشغال الأب والأم عن رعاية الأبناء، أو بسبب انعدام الحوار ، وانحسار الحب والتآلف، والعطف والحنان ، أو ترك الأبناء يهيمون في عالم مجهول مع النت والقنوات ووسائل الاتصال.
ولتجنب هذه المشكلة ينبغي غرس محبة الخالق سبحانه في نفوس الأبناء، وتفعيل دور العبادات في قلوبهم، والإكثار من الدعاء لهم في حضورهم وفي غيابهم، والعمل على القرب منهم ولمسهم واحتضانهم وتقبيلهم، والإنصات إليهم ،وسماع حديثهم، وإغراقهم بالمديح، والدعم والتحفيز الذي يرفع من معنوياتهم.
كذلك العمل على مشاورتهم واتخاذهم أصدقاء، وتنمية اهتماماتهم، وشغل أوقات فراغهم، ومعرفة من يصادقون ومن يجالسون .
مع التذكير بأهمية الرضاعة الطبيعية، وفوائد الزواج المبكر، والذي يشبع الغريزة، ويحميهم من الرذيلة.
ويمكن للمنحرف عاطفياً أن يجاهد نفسه وهواه وشيطانه، ليمتنع من السلوك الخاطئ، والدوافع إليه، وهذا يكون بالحرص على الصلاة والصيام والأذكار وقراءة القرآن الكريم، والتواصل مع الصالحين، وكذلك بالتقرب من الوالدين للتزود بالتغذية النفسية من حنان الأمومة، وعاطفة الأبوة، والتي معها تسكن الروح، وترتاح النفس، ويستقيم السلوك.

د.عبدالله سافر الغامدي
جدة
Safsaf1555@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى