أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

كوكيز القراءة … مقال بقلم الأستاذة خديجة داود

إيسايكو: كوكيز القراءة … مقال بقلم الأستاذة خديجة داود

طبقك المفضل ، لباسك الأنيق ، تخصصك الجامعي ، علاقاتك الاجتماعية ، تفضيلاتك، إنها اختياراتك الشخصية ، قراراتك أنت .

كتابك الذي تقرؤه ، وتغذي به عقلك ، وتصحح به فكرك ، وتنعش به نهارك ، وتملؤ به ليلك . قدرتك أن تختار ما تقرأ ، ما تحتاج ، ما تحب ، ما تستمتع أثناء قراءته ، وكأنك تتدفق فيه ، اختره كأحلى قطعة كوكيز ممكن أن تقدم لك في مقهاك المفضل .

كما تستبدل الطعم الحامض ببعض السكر ، استبدل ما بلي من الكتب بأخرى ، رف المكتبة قابل للإزالة ، والكتب قابلة للتغيير ، كأن تجعلها نصب عينيك ، بدل التلفاز ، أو لوحة معلقة على جدار الصالة ، أو حتى صور لبعض الذكرى ، تذكر أن المفاهيم تتغير ووتيرة الأمور تسير بعجلة سريعة ، ودائما هناك ما يتجدد ويتطور فيأتي الجديد ليبلي القديم .

كتابك ، كوكيزك المفضل أبق عينك عليه أكثر ، تلتهم منه وجبات أكثر ، تقضي بين صفحاته وقتا أطول ، اجعله نشاطك الذهني في النهار ، واسترخاءك في الليل .

ماذا لو استبدلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي بأيقونات لكتب تريد قراءتها

تبقى على سطح المكتب تعاود قراءتها وتتابع فيها كل حين .

قدرتك على ارتباطك بالكتاب يجعل منك شخصا آخر .

التهام الكوكيز يرفع لديك الشعور بالسعادة ، يزيل كثيرا من غيوم الكآبة ، كذلك الكتاب له وقعه الخاص عليك كلما أحسنت اختياره ، وأحسنت قراءته .

ماذا لو تشاركت مع من تحب بعضا مما تحب ؟

المشاركة الجماعية تزيد من وقودك للسير بشكل مستمر ودون انقطاع ، اطلاعك على آراء الآخرين يعطيك قيمة ، تصحح بها اعتقادا ، أو تنسف بها خطأ ، أو تعزز بها مفهوما.

انظر لقائمة البريد الإلكتروني لديك ، ماذا عن قائمة أسماء الاتصال أيضا .. لا بد أن هناك الكثير منهم يحبون ما تحب ، ويهتمون لما تهتم ، فالعلاقات قواسم مشتركة يصيغها البعض مع البعض الآخر .

شارك ما تثق به من الكتب مع أصدقاءك وعلى صفحاتك  الخاصة ، أنت تضيف قيمة ، وتأخذ أجرا ، وتنشر خيرا ، وتعين الناس على تصحيح فكر وتنمية موهبة ، وتعزيز مهارة.

في الاستعارة منهل كبير وواسع ، يعطيك الفرصة أن تختار أكثر ، وتقرأ أكثر ، فلا يثقل كاهلك شراء الكتب ، ولا يكون همك جمع بعض الدراهم لأجل كتاب تود قراءته .

لكن التملك أيضا طبيعة فطرية في نفس الإنسان ، فامتلاك كتب بعينها ، تعطيك الفرصة أن تعيد قراءتها ثانية ، وتنهل منها مرات ومرات ، وتعيرها لغيرك أيضا .

القراءة وأنت تحتضن قلما وورقة أفضل بكثير من احتضان الكتاب لوحده ، في الشتاء نحتاج دفئا أكثر  

لا شيء يعادل احتضان كتاب ورقي قياسا على كتاب إلكتروني ، فهناك فروق كثيرة ، فلا تجعل التكنولوجيا تجرك نحو الملل ، وما لا تريد .

اجعل كتابك رفيقك في دقائق الانتظار التي تمر عبر اليوم دون فائدة .

ماذا لو أحصيت هذه الدقائق ؟ أترى كم وقتا أضعنا ونضيع باستمرار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى