أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

قمة “العلا” … قمة أمير الإنسانية … مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني

إيسايكو: قمة العلا … قمة أمير الإنسانية … مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني.

منذ أن اندلعت الأزمة الخليجية بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي قبل أربع سنوات أخذت دولة الكويت على عاتقها بقيادة أميرها الراحل صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الصباح رحمة الله وطيب ثراه حل هذه الأزمة وأبعاد منظومة دول مجلس التعاون عن التصدع والتفكك والتي تماسكت لما يقارب 40 عاما.

وما أن انفجرت الأزمة بين دول مجلس التعاون حتى بادر سمو الأمير الأنسانية إلى محاولة تطويقالأزمة واحتوائها قبل اشتدادها، مستخدما لغة الحكمة داعيا الجميع الالتزام بالنهج الهادئ فيالتعامل مع الأزمة، مبيننا لأبناء منظومة الخليج العربي بأن التاريخ لن يرحم أحد وأن سجلاته ستذكر أفعلنا مفصلة بخيرها وشرها وأن الأجيال لنتسامح من يقول كلمة واحدة تساهم في تأجيجالخلاف الخليجي.

ولم تقتصر حكمة سموه عند هذا الحد بل كان يردد في كل محفل بأن الأزمة الخليجية هي الشغلالشاغل لبلاده لحماية مجلس التعاون من التصدعوالانهيار، بالإضافة إلى ذلك كانت تنطق حكمة سموهبأن الكويت ليست طرفا ثالثا في هذه الأزمة ، بلهي الدولة الشقيقة لكافة الأطراف وأنها طرف واحدبين الشقيقين هدفها إصلاح ذات البين.

كما استمرت لغته الحكيمة بدعوته لأبنائه وبنات من شعب دولة الكويت بأن لا ينجرفوا مع طرف دون الأخر، وان يأخذوا وضع الحياد، فالخلاف بين أشقاء وان الانجراف وراء احد من الطرفين قد يزيد من لهيب الأزمة التي قد تعصف بالمنظومة الخليجية,

فلم تقتصر حكمة سموه على الجوانب السياسية ومخاطبة الشعوب لدعوتهم لتهدئة فقط، بل كان يطالب كافة وسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بضبط النفس وقول الكلمة الطيبة التي من شأنها تساعد على احتواء الأزمة والابتعاد عن الحرب الإعلامية التي تضرب بالصف الخليجي الواحد.

فخارطة الطريق التي رسمها سمو الأمير الراحل لحل هذه الأزمة لم تنتهي ولم تغيب شمسها مع وفاته رحمة الله بل حمل الراية من بعدة سمو أمير التواضع صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظة الله مؤكدا بأن حل هذه الأزمة هو هاجس دولة الكويت الأول وأن هذا الملف من الأولويات التي يسعى سموه لحلها وطي هذا الملفبأسرع وقت ممكن، فالجهود التي بذلها سمو الأمير حفظة الله لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء أثبتت بأن السياسة الكويتية تسعى دائما لجمع شمل البيت الخليجي الواحد، وإنهاء الخلاف بين الأشقاء في منظومة دول “مجلس التعاون” الخليجي، وأن يعود خليجنا، واحد مصيرنا واحد، وشعبنا واحدكما كنا نردد في السابق.

واليوم بعد أن انجلت الازمة وذهب كابوسها إلى الا عودة وبرد صفيحها السياسي الملتهب وعادت المياه إلى مجاريها سجل التاريخ إنجازا سياسيا جديدا لدولة الكويت وحكامها يرسخ بحروف من ذهب، وأثبتت الأيام الماضية بأن المساعي التي بذلتها القادة الكويتية لم تتوقف ولم يراتبها يأس ولم تتغير مع تغير الأحداث ومجرياتها بل كانت تنظر لمجريات الأحداث بنظرة تفاؤل مفادها بأن الأمل لا ينقطع وأن جمع الشمل بين الأشقاء قريب جدا ، بالإضافة إلى ذلك كانت كافة المعطيات تشير إلى أن من دار هذا الملف منبع للحكمة السياسية والاجتماعية وصاحب نظرة سياسية بعيدة المدى التي يسجلها التاريخ لتحاكي الأجيال القادمة.

تغريدة:

وأن قدر الله غياب امير الأنسانية رحمة الله عن قمة العلا إلا أنه حضوره بات واقعا في هذه القمة بجهوده ونتائج حكمته ومساعيه الخيرة التي لم يتخللها يأس بجمع شمل الخليج وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء لحل هذه الأزمة، وأن غاب أمير الإنسانية عزاؤنا في هذا المقام هو حضور صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد حفظة الله ورعاة وبرعايته تحقيق الصلح بين أبناء الخليج وكذلك جمع الشمل وذوبان الجليد السياسي المتراكم بين حدود فتح أجواء الأمل بين مواطني دول مجلس التعاون بأن القادم أجمل بإذن الله .

الدكتور أحمد الحسيني

Dr-alhussini@hotmail.com

ALHUSSINIDR           @

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى