أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

ملهيات الألم … مقال بقلم الأستاذة خديجة داود آغا

إيسايكو: ملهيات الألم … بقلم الأستاذة خديجة داود آغا

ربما يتبادر إلى ذهن أحدهم : هل لي أن أنسى ألمي ، أو أتنساه ، أو أتجاوزه ؟
هل من شيء يجعلني أمارس حياتي بشكل أفضل رغم وجود الألم ؟
حتمًا إنه يسأل عن مليهات الألم ..
ملهيات ، تلهيك عن ألمك ، تخفف منه ، وربما تطويه فيُنسى ، تساعدك على أن تبني صورة ذهنية عن ألمك ليكون أقل حدة وأقل ضخامة مما هو في عقلك فعليًا.
• تفاوت الأوقات : ثمة آلامٌ تستيقظ ليلًا وتصحو نهارًا ، وأخرى تستيقظ نهارًا وتصحو ليلًا ، هناك آلام تصحو في الشتاء وأخرى تصحو في الربيع
تَحيَّن أوقات ألمك واعرف سببه لتتجنب تكراره .
• الأخبار اليومية : في عالمنا السوشيال ميدي هناك ضخ من الأخبار التي لا تعد ولا تحصى ، تذكر أن كل ما حولك من مثيرات وأخبار ما هي إلا مدخلات إلى عقلك تتلقاها بقصد أو دون قصد .
قدرتك أن تنتقي ما تسمع وما ترى وبماذا تهتم ، يجعلك تنقي هذه المدخلات قبل أن تعلق بعقلك فتؤثر باعتقادك وتنعكس على سلوكك،
فكلما كانت المدخلات نقية كلما خففت من الأثر النفسي الناجم عنها .
راقب الأخبار السارة والأحداث المفيدة كم ستليهك عن ألمك وكم ستحسن من مزاجيتك ونفسيتك ؟
• رافق الأصدقاء : تذكر أن شعورك بالألم وأنت وحيد يتلاشى كثيرًا ، فأنت مع الجماعة ، الجماعة أهلك وأصدقاؤك وأحبابك .
العيش مع الجماعة يزيدك أنسًا وطمأنينةً ويقلل من أثر الوحدة والانطوائية عليك ، فوجود الأفراد الذين تحبهم كفيل بأن يخفف من وجعك وينسيك جزءًا منه ، بل ربما كله ..
• القراءة والكتابة : هل راقبت نفسك يومًا وأن تتدفق ذهنيًا وبين يديك كتاب تقرؤه ، أو ورقةً وقلمًا تكتب ما يجول في خاطرك ، أو ما يؤلمك ؟
تذكر سيل المشاعر الإيجابية وأنت تقرأ ما تحب متناسيًا ما يزعجك أو مايؤلمك.
لا تنسى أنك في الظرف السليم تنتج مشاعر إيجابية بعكس الألم الذي يستهلكك ويجعلك أكثر سلبية .
في الكتابة مخرج من الأحداث المؤلمة أو الذكريات السيئة ، اكتب كل شيء وليس مهما كم تكتب وكيف تكتب ، المهم أن تكتب لفترة لا تقل عن أربعة أيام متواصلة كما أثبتت الدراسات والتجارب العلمية ، ولاحظ الخفة في نفسك مع مرور الوقت .
القراءة والكتابة كفيلة أن تحسن مزاجيتك ، وترفعك من أثر الصدمات النفسية الماضية التي علقت فيك .
• اتحد مع الطبيعة : لربما تساءلت يومًا لماذا الناس يفضلون الإقامة في أماكن ذات إطلالات أو شرفات ؟ لماذا تتحسن صحة المرضى الذين تطل غرفهم على منظر طبيعي خلاب قياسًا على أولئك الذين يقضون وقتهم في غرفٍ عادية ؟ ميول البشر لحب الطبيعة فطريٌّ متأصلٌ في النفس البشرية ، فالتجول بين الأشجار أو المشي على شاطئ البحر كفيلٌ بإيقاظ السلام والسعادة في نفسك البشرية .
أن تتأمل في جنبات الطبيعة وكونها الواسع والفسيح ، يعطيك مدًا من الراحة والاسترخاء ودفقًا من الأكسجين ، الأكسجين الذي يعالج كثيرًا من الألم الجسدي والنفسي .
• اللمس وأثر الكلمة : أن تربت على كتف أحدهم ، أو على يده ، أو أن تحتضن أحدًا من عائلتك يتألم ، أو طفلًا خائفًا وحائرًا ، يمنح الهدوء والطمأنينة .
فالتعامل الودي والحميمي ينشؤ تياراتٍ من المشاعر الإيجابية التي تتقد في نفس الإنسان الموجوع .
التعامل الودي مجاني ولا يحتاج جهدًا ، يحتاج شخصًا فقط يعي ما يتركه هذا التعامل في النفس الإنسانية .
أما الكلمة الطيبة فلها فعلها في الإنسان السليم فكيف بالإنسان المريض والمتعب ؟
أليس أجدر أن ينتقي هو كلمات إيجابية يسمعها لنفسه ، وأن ينتقي له الآخرون أيضًا كلمات تدعمه ، تسنده ، يجدر بهم ذلك ، فانتقاء الكلام الطيب كما الثمر الطيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى