أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

التغيير بين الألم والتطوير … بقلم الأستاذة فاطمة المسيلم

إيسايكو: ?مقال بعنوان? التغيير بين الألم والتطوير … بقلم الأستاذة فاطمة المسيلم

يرتبط التغيير الشخصي بفكر أو أسلوب أو سلوك الإنسان، وهو إما أن يكون تغييراً ثورياً وسريعاً أو يكون تدريجياً بمنهجية محددة. وللتغيير دوافع تنبع من داخل الإنسان تارة وتفرضها الظروف المحيطة تارة أخرى.

ولأن التغيير سنة من سنن الكون يتوجب على الإنسان ألا ينتظر حتى يكون مجبراً عليه، بل عليه المبادرة لصناعة التغيير فيكسب السبق أولاً ويتدارك التغيير الإجباري الذي لا يكون خياراً لديه عادة بسبب خططه التي سينسفها التغيير المفاجئ.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” الرعد ١١

والتغيير جزء أساسي من عملية التطوير الذاتي المستدام، فإذا ما أحسن الإنسان التعامل معه أصاب منه خيراً كثيراً. ولأن التغيير الذي تفرضه الظروف المحيطة يكون مفاجئاً ومؤلماً لمن لا يكون جاهزاًً له، فإن إعداد الخطط الاستباقية هو الحل الأمثل لكي يستطيع الإنسان الاستفادة منه وتوظيفه لصالحه.

لقد فرضت جائحة كورونا -مثلاً- تغييراً كبيراً على نمط حياة البشر حول العالم، إلا أن استجابة الناس لهذا التغيير الإجباري كانت متفاوتة. من الناس من تعامل مع هذا التغيير بإيجابية عالية ومنهم من تذمر واشتكى فظهرت عدم قدرته على التعامل مع التغيير الذي فرص نفسه.

والتغيير عادة يقوم باستفزاز القدرات لدى البشر وخصوصاً فيما يتعلق بالقدرة على اتخاذ القرارات في أوقات حرجة وعصيبة، وهنا تظهر تلك القدرات أو ينكشف من لا يملكها. ولأن القرارات الحاسمة تأتي في الظروف غير المؤاتية عادة، كان لزاماً على الإنسان أن يتمرن على الكيفية التي يستطيع فيها اتخاذ القرار وخصوصاً تلك القرارات التي ستغير مسارات الإنسان على مستوى الأسرة والعمل والمجتمع.

يقول نجيب محفوظ: “لا جدوى من قرار يتخذ ضد تيار الحياة، المسألة هي كيف يمضي التطور بأكبر فائدة وأقل خسارة”.

كن مستعداً للتغيير القادم، لأن عدم الاستعداد مؤلم، والاستعداد يفضي إلى ممارسة التطوير النابع من التغيير بمتعة وقدرة عالية على التعامل مع جنون الأحداث.

#فاطمة_المسيلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى