هل المشاركات الفنية المشتركة تقرب | جريدة الأنباء
[ad_1]
أميرة عزام
يلاحظ في العديد من الأعمال التي تعرض على القنوات العربية مثل قنوات دبي وال ام بي سي وغيرهما، وجود اللهجات العربية المختلفة في العمل الفني الواحد مثل مسلسل «سمرة» وغيره من المسلسلات العربية، بالاضافة الى تأدية الممثلين العرب لأدوار مصرية كما يحدث حاليا في مسلسل «اسود فاتح» من بطولة اللبنانية هيفاء وهبي والسوري معتصم النهار، كما يوجد العديد من الفنانين الذين يقومون بأدوار بلغات مختلفة عن لغتهم الأصلية مثل عمر الشريف في «لورانس العرب Lawrence of Arabia1962» و«رولز رويس الصفراء The yellow rolls1964» و«الوادي الأخير The last valley 1971» وغيرهم، وعمرو واكد في «سريانا 2005» و«لوسي 2014» و«جيوستورم 2017»، ورامي مالك في «المحيط الهادئ The Pacific2010» و«السيد الروبوت Mr Robot2015» فهم من أصل عربي ولكن شاركوا في أعمال أجنبية، ما يجعل من هذه الأدوار مفاجئة ومبهرة للجمهور.
وممن شاركوا بلهجات مختلفة عن لهجاتهم الفنان ظافر العابدين، فهو تونسي ولكن تحدث باللهجة اللبنانية في مسلسل «عروس بيروت»، واللهجة المصرية في مسلسل «حلاوة الدنيا»، والفنانة هند صبري في المسلسل ذاته الذي انبهر العديد بحقيقة أنها تونسية وليست مصرية، فهي تتقن اللهجة المصرية بشكل يجعلنا لا نصدق كونها غير مصرية، والفنان عبدالعزيز الحداد ايضا شارك باللهجة المصرية في مونودراما «قصة الأمس» والعديد غيرهم من الفنانين.
وتظهر مدى أهمية المصحح اللغوي عندما يشارك الممثلون بلهجة غير لهجاتهم، والبعض منهم يشترط وجوده خاصة اذا كان سيقوم بدور يحتاج الى لهجة غير لهجته الأصلية، فوجوده يجعل العمل يبدو أكثر واقعية ومصداقية ويحمل قدرا كبيرا من الإبداع.
أعمال تغير القوانين
أرى ان علاقات العرب الحقيقية لم تظهر بعد بشكل واقعي في الدراما فلم تسلط الدراما الضوء على العديد من المشكلات والأزمات بين شعوب الدول وكيفية التعامل معها او حلها، ولم تسلط مشكلات الزواج من الأجانب أو ابناء البلاد الأخرى، رغم أن ذلك قد يتسبب في تغيرات كبيرة، فقد جاء قرار الرئيس المصري الراحل مبارك بمنح الجنسية لأبناء الأم المصرية بعد مسلسل يروي زواج مصرية من اجنبي ومعاناتها وأبنائها، فنحن لانزال نحتاج للعديد من القوانين التي يتم تشريعها على أساس العلاقات العربية بين الدول، ومازال يوجد العديد من الشروط والقيود بين الشعوب التي لا تتطرق الدراما لتجسيدها أو الحديث عنها، كما لا ننسى ان الراحل فريد شوقي تغير، بعد 3 افلام له، العديد من القوانين والتشريعات مثل فيلم «جعلوني مجرما» الذي صدر بعد عرضه قانون ينص على الاعفاء من السابقة الاولى في الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة شريفة، فهل يمكن للاعمال الفنية الحديثة ان تفعل ذلك؟
الفهم الخاطئ
من زاوية اخرى، كثيرا ما يسبب اختلاف اللهجات بعض المشكلات بسبب المعاني المتنوعة لنفس اللفظ في الوطن العربي، وقلة استخدامه وانتشاره في غير أرضه، وعدم معرفة العديد من الناس بتنوع معنى ذلك اللفظ، فتقع احيانا العديد من المفاهيم بشكل خاطئ، فعلى سبيل المثال: كلمة (سكر) يتم استخدامها في الخليج والشام بمعنى (إغلاق) وهي مشتقة من القرآن الكريم ولكن بعض الشعوب الأخرى يفهمونها بمعنى (أضيف السكر لشيء) أو (سكر الحلويات)، وكلمة (مرة) في الكويت تعني (امرأة) أما في لهجات أخرى تعني (سيئ السمعة)، فهل من حلقات فنية تدرج هذا التباين لمزيد من التفاهم وتبادل الثقافات؟
رسالة لمنتجي الوطن العربي
اللهجات لا تقتصر على متحدثيها فقط، بل يجب نشرها وإظهار دمج اللهجات بشكل أقوى وأكثر في الأعمال الفنية، وأن تستخدم بما يجعلها مفهومة وقريبة لكل الشعوب العربية، ويتم توسيع استخدامها في الفن بصور حقيقية واقعية، مما
سيؤدي إلى قرب الشعوب والبلاد العربية من بعضها فنحن بحاجة الى هذا التقارب لتفعيل اتحاد الوطن العربي بشكل أكبر على الاقل فنيا!!
محارب: أؤيد ولكن بشروط!
وعن رأيه اذا كان وجود اكثر من لهجة عربية في الدراما لتقوية الروابط بين الشعوب العربية، قال الكاتب والسيناريست بدر محارب: «أؤيد ذلك بشرط ان تكون موظفة في العمل الدرامي وليست مقحمة عليه كأن يكون مثلا الأب كويتي والبنت مصـريـــة والأم بحرينية، فتختلط اللهجات في عائلة واحدة، ولكن ان اردنا أعمالا مشتركة من هذا النوع فلابد ان تكون شخصية عربية موظفة في النص توظيفا جيدا ويؤدي هذه الشخصية ممثل عربي، وان يكون هناك مبرر درامي ولا تكون مجرد حشو في العمل».
وعما اذا كان سبب عدم وجود هذا الدمج بين اللهجات في الدراما يرجع الى عدم توافر هذا النوع من الكتّاب، أكد: «ليس مطلوبا من الكاتب ان يكتب جميع اللهجات العربية، فمن الممكن ان يكتب النص بلهجته، ثم عند اجراء البروفات وقراءة النص يتم تحويل اللهجة حسب لهجة الشخصية الموظفة في العمل، فعلى سبيل المثال مسرحية (استجواب) كنت قد كتبتها وأخرجتها باللهجة المحلية وشارك بها الفنانان أحمد جوهر والراحل المنتصر بالله، وعند عمل البروفات سافرت الى القاهرة مع الفنان أحمد جوهر وجلسنا مع الفنان المنتصر بالله، رحمه الله، وتم (تمصير) دوره في العمل (بمعنى كنا نشرح له اللهجة الكويتية وهو يقوم بدوره بتحويلها الى لهجة مصرية) وهي مناطة بذكاء الممثل وقدرته على تحويل أي لهجة الى لهجته التي يتقن خباياها ومرادفاتها».
وبسؤاله اذا كان يتوقع ان نشهد في القادم من الأيام المزيد من اللهجات العربية في العمل الدرامي الواحد خاصة مع ملاحظة ان بعض القنوات الفضائية بدأت تركز على هذا النوع من الأعمال، قال: «لا اعتقد، فمن الممكن ان يكون هناك عمل او اثنين خلال العام، لكنها لن تكون ظاهرة مستمرة او ان تكون غالبية الأعمال بهذا الشكل».
[ad_2]
Source link