التفكير بين الأسطورة والواقع .. مقال بقلم الأستاذة فاطمة عفار المسيلم

إيسايكو: التفكير بين الأسطورة والواقع .. مقال بقلم الأستاذة فاطمة عفار المسيلم

?الأسطورة قصة أو مجموعة من القصص والحكايات القديمة التي تعود لزمن قديم وغالباً لا تكون قصص حقيقية وإنما من وحي الخيال، ويمكن أن يستقيها رواتها من واقع الحياة وينسجون منها عجائب وغرائب خارج إطار الواقع.

✨التفكير يميز الإنسان عن باقي المخلوقات على الأرض، وكما يقول المفكر الفرنسي بليز باسكال: “الفكر أثمن ما يملك الإنسان”. والتفكير منبعه العقل سواء كان واقعاً أوخيالاً، ويحتاج الإنسان أن يُعمل عقله ويتفكر في هذا الكون الواسع ليشكل قناعاته التي يعتز بالوصول إليها. فالقناعة التي توصِل الإنسان إلى أن يعيش السعادة تستحق عناء التفكير وهي تنتج من طبيعة تفكير تفاؤلية.

فالتفكير يمكن أن يوصل الإنسان إلى السعادة وهو ذاته يمكن أن يوصله إلى الشقاء، وذلك تبعاً لمنهج التفكير الذي يسلكه.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ) سورة المدثر ١٨-٢٣

ولأن التفكر عبادة، فالأصل أن يوصلنا إلى الحق لا إلى الضلال، فعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لا عقلَ كالتدبير، ولا ورع كالكفِّ، ولا حَسَب كحُسن الخُلق). وهذا تأكيد كبير على أن العقل نعمة كبيرة، إذا ما عمل بالاتجاه الصحيح أصاب خيراً كثيراً.

?إن مقولة المفكر الفرنسي رينيه ديكارت الشهيرة: (أنا أفكر إذاً أنا موجود) صارت مثلاً لأنها تحمل معنىً عميقاً لقيمة عقل الإنسان، إذ ربطت وجود الإنسان بعقله.

☄️حتى الأساطير التي هي من وحي خيال رواتها كانت تؤكد على القيم والمعاني السامية، لأن العقل المفكر مهما بلغ من الشطحات الفكرية فإنه يعزوها إلى الخير المتأصل داخل الإنسان. والتفكير السليم سواء كان خيالاً أو واقعاً يقوم على ترسيخ القيم وتعزيز الأخلاق الحميدة.

“أنا أحمل فكراً إيجابياً إذاً أنا سعيد”?

الأستاذة فاطمة عفار المسيلم