بالفيديو الطرار الكشخة أسلوب جديد | جريدة الأنباء
[ad_1]
- الخالدي: دخل عليّ طرار في ديواني في رمضان ومن كشخته حسبته جاء يخطب إحدى بناتي
- العوضي: أصبح لدينا الطرار VIB.. كاشخ ولا يرضى بأي شيء بل هو الذي يحدد المبلغ الذي يريده
محمد الدشيش
يعتبر التسول من الظواهر القديمة التي تنتشر في معظم المجتمعات على اختلاف مستوياتها المادية والاجتماعية والثقافية، حيث نجد المتسولين في الشوارع وأمام الأسواق وفي المواقع السياحية والترفيهية، وحتى عند المقابر يستجدون الناس أن يقدموا لهم شيئا يعينهم مقدمين حججا وأسبابا مختلفة لدفع الأموال والتي غالبا ما يتجاوبون معهم بغض النظر عن مدى قناعتهم بمصداقيتهم.
كما أن التسول ظاهرة قبيحة وغير حضارية في المجتمع الحديث وتشوه صورة البلد، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى في حديثه عن التسول وذل النفس، وقد حرص ديننا الاسلامي الحنيف على حفظ كرامة الانسان وصون نفسه من التعرض للإهانة، ونصح بالعمل الجاد وطلب الرزق الحلال والابتعاد عن المال الحرام وما يشابه ذلك، ونحمد الله في الكويت وجود الجمعيات الخيرية بكثرة لمساعدة المحتاجين والعاجزين وضعاف الدخل من جميع الجنسيات، إضافة إلى حرص الناس على دفع الزكاة والصدقات والتي يذهب أغلبها لمساعدة المحتاجين والأسر المتعففة في الكثير من المجالات لتكون سببا في عدم انتشار التسول بشكل كبير.
وربما كانت ظاهرة وجود التسول «الطرارة» سابقا مختصرة على بعض الاشخاص من الوافدين والذين ينتشرون في الاسواق المركزية والمجمعات التجارية وقرب المساجد، وفي بعض المواسم كشهر رمضان، أو الأعياد، أما اليوم فقد تغيرت الحسبة واصبح لدينا «الطرار الكاشخ» الذي يأتيك بقمة الأناقة طالبا المساعدة بأسلوب مميز ومحرج أحيانا، يظهر فيه وجوب تقديم المساعدة وأحيانا بطلب محدد منه.
ولمعرفة آراء المواطنين والمقيمين حول «الطرار الكاشخ» كانت الحصيلة التالية لجولة «الأنباء» للوقوف على بعض هذه الحالات:
أول من التقت بهم «الأنباء» كانت منى العوضي التي أكدت وجود «الطرار الكاشخ» كظاهرة موجودة في البلاد، مؤكدة أنها في ازدياد بعد جائحة فيروس «كورونا».
وقالت العوضي: اكلمك عن حادثتين صارتا معي، الاولى كانت بأحد المواقف بمنطقة الفروانية، إذ كان هناك شخص يرتدي بدلة رسمية ولا يتجاوز عمره الأربعين عاما، وكان بكامل صحته، وقد قام بالطرق على زجاج سيارتي، وبسؤاله ماذا يريد، قال انه بحاجة الى مبلغ 50 دينارا لتسديد رسوم الإقامة وحدد المبلغ من تلقاء نفسه وهو مبلغ 50 دينارا، وانا من كشخته وهندامه تخيلت انه مدير شركة او صاحب شركة من المظهر الذي رأيته امامي.
الزي الخليجي
أما الحادثة الثانية وهي عجيبة وغريبة، فقد وصلت الجرأة بهم لأن يطرقوا ابواب المنازل ويأتون بسياراتهم الكشخة أيضا، وهذا ما حصل معنا في منزلي في العاصمة عندما ابلغني احد الخدم بأن هناك شخصا ما يريد اصحاب المنزل للضرورة، وعندما ذهبت اليه وجدته بكامل زيه الخليجي من غترة وعقال وسيارة، وقال إنه يريد المساعدة لأن عليه ديون متراكمة وهو مريض، مضيفة أن العجيب في الامر أننا كنا في الكويت نشاهد حالات المتسولين في الأسواق لعامل نظافة أو بعض عمال الجمعيات، ولكن اصبحت مهنة من لا مهنة له.
وطالبت العوضي بأن يكون هناك تعاون بين مؤسسات المجتمع المدني للحد من هذه الظاهرة، فاذا كان كويتيا فعلى الجهات الخيرية المنتشرة في البلد، ولله الحمد أنها كثيرة، مساعدته واذا كان وافدا فيجب استدعاء كفيله على الفور للوقوف على أسباب لجوئه إلى التسول واتخاذ الإجراءات اللازمة والقانونية.
اما سليمان الصالح فقال عندما وجهنا له هذا السؤال: «الصدفة خير من ألف ميعاد»، قبل ساعات معدودة كنت مع زوجتي في احد المجمعات، ويأتي اليّ شاب عشريني بكامل أناقته الشخصية ويطلب مساعدة وحدد المبلغ 20 دينارا وعندما سألته ليش 20؟ رد عليّ انني اعيل اسرة وتراكمت علي ايجارات متأخرة لـ 4 اشهر، والعجيب في هذا الشاب وبهذا العمر يتسول وهو ليس ضريرا ولا هو كبير في السن ولا يعاني من أي امراض، واعتقد ان البعض منهم غير صادق فيما يقول ويتبع هذا الأسلوب بسبب تعاطف الناس معهم.
الديوانية والضيوف
كذلك تحدث سالم العجمي لـ «الأنباء» قائلا: اذا رأيت احدا منهم في الشارع فإنك حسب قناعتك تعطيه او لا تعطيه وهذا الأمر يرجع اليك، ولكن في الوقت الحالي وصلنا الى ظاهرة اكبر من ذلك، إذ يأتيك الى الديوانية ويطلب المساعدة امام الضيوف ثم يقوم بإحراجك امامهم ويحدد المبلغ الذي يريده وعلى كيفه هو، وهذه الظاهرة استفحلت بعد ازمة «كورونا»، واطالب الجهات المختصة بالحد من هذا الشيء غير الحضاري، ثم إنهم لو كانوا صادقين فلماذا لا يذهبون إلى الجهات والمؤسسات الخيرية التي تقدم لهم المساعدة وفقا لأوضاعهم.
حالات فردية
بدوره، قال محمود الشمري: أشكركم على طرح هذا الموضوع المهم الذي بدأ بالانتشار بكثرة، ونتمنى الا يكون ظاهرة وحتى لو قلنا انه ظاهرة فهي حالات فردية، ولكنها في ازدياد، وصرنا لا ندري من هو المحتاج ومن غير المحتاج، ولكن اذا نظرت الى الذي يتسول بهذه الطريقة وهو يرتدي الملابس الانيقة وقد يركب سيارة مميزة أيضا، بحيث يجعلك تنظر اليه وكأنه مدير لشركة وليس متسولا «كاشخ من ساسه لراسه»، والمشكلة الكبرى ان بعضهم من الشباب، واتمنى ان تختفي هذه الظاهرة الفردية في هذا البلد لأن الكويت بلد خير وفيها عطاء كثير.
وبلقاء كل من حسن الفارسي وحرمه ام ابراهيم الفارسي، أكدا ان لدى كل منهما موضوعا وحالة عن هذه الظاهرة الغريبة التي ظهرت في بلدنا بلد الخير وانتشرت في هذه الايام، حيث قال الفارسي: توجد عندنا هنا مشكلة كبيرة في الذين يقفون امام الاشارات المرورية وهم اطفال يتسولون بطريقة اخرى، حيث يأتيك ليبيع «بالون» او وردة او «فوط مسح السيارات»، وهؤلاء الشباب يعرضون أنفسهم للحوادث المرورية الخطرة بهذه الطريقة غير الحضارية، ونتساءل: أين ذوو هذا الشباب او الطفل من هذا كله، هل يعلمون أين أبناؤهم؟ وأين الجهات المختصة أيضا؟
مستشفى وعلاج!
اما ام ابراهيم الفارسي فقالت: حدثت معي حالة غريبة جدا كنت امام احد المستشفيات الخاصة، حيث أتتني شابة وقالت لي أنها محتاجة لمبلغ معين لتدفعه لهذا المستشفى لأنها تتلقى العلاج عندهم، وأنها محتاجة إلى هذا المبلغ وهي لا تجد قوت يومها لأنها فقيرة وعلى باب الله، والمبلغ الذي طلبته ليس كبيرا ولا قليلا، وعندما اعطيتها المبلغ وجدتها تذهب الى مواقف السيارات وليس إلى المستشفى، وصعدت الى سيارة صغيرة وحديثة ثم رفعت الغطاء الذي كان عليها وانطلقت بالسيارة، وهنا عرفت انها نصابة وليست محتاجة، وبين الحين والآخر نسمع عن مثل هذه الحوادث وكلهم يكونون «كاشخين» ويشعرون الناس بحاجتهم لما يطلبون.
من الأسواق للمنازل
وبسؤال عائشة حبيب وزوجها محمد أحمد (من الوافدين العرب)، فقد أكدت حبيب أن هذه الظاهرة كانت بالأسواق واليوم وصلت إلى المنازل، قائلة: أسكن في احدى العمارات السكنية الحديثة، وقبل فترة صعد شخص الى العمارة وأخذ يطرق باب كل شقة في العمارة طالبا منهم المساعدة، وهو يرتدي ملابس أنيقة ويدعي أن ظروفه صعبة.
أما زوجها محمد فقال: ان الكويت بلد خير وعطاء، ومع الأسف ان هذه الظاهرة كثرت بعد انتشار وبروز جائحة «كورونا» بشكل لافت، وكل واحد منهم يقول انه فقد عمله، ولا ندري هل هذا الكلام صحيح أم لا والله اعلم، وأمر المساعدة يعود للشخص وقناعته إذا ما كان يريد تقديمها أم لا، وهناك الكثير من الجمعيات الخيرية والإنسانية التي تقدم المساعدات للمحتاجين بشكل حقيقي والأفضل لهؤلاء اللجوء إليها وبالتأكيد ستمد إليهم يد المساعدة والعون.
قهوة وخطبة
من جانبه، قال ناصر الخالدي: اليوم «الطرارين» على انواع منهم النوع الذي تقولون عنه «الكاشخ»، وفي احد الايام دخل علي شخص بعد الفطور في رمضان ومن كشخته حسبته جاء ليخطب احدى بناتي، كان شابا وفي سيارة ونزل منها، وبعدما قدمت له القهوة والضيافة طلب مني مساعدة مالية فجأة، وعندما سألته: هل انت كويتي؟ قال لي: نعم، ومن العيب ان اطلب منه هويته، وقد رفض العشرة دنانير التي اعطيتها له واصر على طلبه اكثر منها، وعندما لم أعطه طلبه اخذ العشرة وذهب.
في الأسواق والمقابر
عبدالله الراشد قال: لا استطيع أن ادخل بالنيات وهل الشخص «الطرار» محتاج فعلا أم غير محتاج، فالله وحده الذي يعلم، ولكن هذا النوع من المتسولين متواجدون في كل مكان من رجال ونساء، أمام بعض الجهات الحكومية والمجمعات والأسواق وغيرها حتى امام المقابر نجد بعض «الحريم» في كل اسبوع وعددهن بازدياد، وبصراحة هذا المنظر يشوه صورة البلد، ونتمنى أن تكون له حلول جذرية سواء بمساعدة المحتاجين بشكل نظامي وعبر المؤسسات والجهات الخيرية أو بمنع وكشف غير المحتاجين والذين يتخذون من التسول مهنة.
[ad_2]
Source link