هل الدراما التركية هبة وانتهت؟ | جريدة الأنباء
[ad_1]
أميرة عزام
[email protected]
بدأت المسلسلات التركية في الظهور على شاشات الوطن العربي عام 2006، وأخذت تزدهر للحد الذي جعلها تطغى على المسلسلات العربية، ولم تغز المحطات الفضائية فقط بل والمحطات المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المشاهدة (الاونلاين)، وتقول الأرقام أن الأعمال الدرامية التركية ذات الطابع الرومانسي والاجتماعي والإنساني لاقت متابعة عربية كبيرة خلال السنوات الأخيرة للحد الذي جعل بعض المشاهدات تتجاوز 80 مليون مشاهدة، فحققت خلال السنوات العشر الأخيرة «هبّة» ونجاحا مذهلا للدراما التركية الأمر الذي اتخذته تركيا مصدرا مهما لدعم اقتصادها الوطني.
هذه «الهبّة» لابد لها من اسباب عديدة تجهلها الدراما العربية خصوصا من ناحية الافكار والقصص التي تقدمها الدراما التركية والتي تظهر فيها الجوانب العاطفية والاجتماعية والتاريخية والبوليسية بأسلوب جميل ومحبب، الأمر الذي يتعلق به المشاهدون لأن متوافر هذه الاساليب غير متوافرة في الدراما العربية التي لم تتطور في اساليبها بالافكار والقصص التي تتناولها.
هذا التنوع جعل للدراما التركية مكانا كبيرا في قلوب المشاهدين العرب ويعتبرونها مميزة عن غيرها خصوصا في الحرفية المتقنة بتقديم الفكرة، مع الاستعانة بالمناظر التركية الجميلة ذات الطبيعة الخلابة والتي أدت تلك المشاهد الى الترويج لوطنها كبلد سياحي من الدرجة الاولى، ويحسب للدراما التركية انها تعرف جيدا قوة اعمالها فتعرضها بأي وقت تراه دون النظر إلى مناسبة معينة.
فعلى سبيل المثال مسلسل «فاطمة» التركي تم عرضه لأول مرة في وقت قلّ فيه عرض المسلسلات الجديدة، فكان المسلسل حينها تقريبا المسلسل الحديث الوحيد الذي يعرض في تلك الفترة، فظهر تقريبا بلا منافس، على عكس المسلسلات العربية التي تتكدس في موسم واحد مثل شهر رمضان، ليتم فيه عرض جميع الأعمال الجديدة، فيتشتت المشاهد من كثرة المعروض ولا يأخذ كل مسلسل حقه في العرض.
والمسلسلات التاريخية الوطنية التي تعرض في أوقات الاحتياج والتعطش للدعم الوطني وشعور الانتماء، ويتم مزجها بالحبكات الدرامية، فلا يكون المسلسل عملا تاريخيا بحتا، مثل مسلسلات «أرطغل» وعثمان» و«حريم السلطان»، حتى وان كانت بعض الاحداث مغلوطة ومشوهة في الحقيقة التاريخية الا انها للأسف قد وصلت للجماهير هكذا!
وفي الموضوعات الكوميدية، لا يتم الاعتماد على «الكليشيهات» أو «الإفيهات» القديمة المعروفة، بل تتميز بشيء من الابتكار والأداء الكوميدي للممثلين، بالإضافة لنجاحهم في اختيار موضوعات حديثة تحمل العديد من التفاصيل، وهذا ما يطلبه المشاهدون.
وبعد مرور هذه السنوات واستمرار عرض الدراما التركية على شاشاتنا العربية، يبدو لي ان «الهبّة» اختفت بعدما كشف المشاهدون العديد من عيوب وسلبيات هذه الدراما في الجانب الفني للعمل والتي تتمثل في الإطالة الزائدة في الحلقات والاجزاء مما قد يدعو المشاهد للملل أحيانا عندما يتم تخطي حد الارتباط بالمسلسل بسبب طوله، ويصعب على البعض المشاهدة لعدم الرغبة في مشاهدة مسلسل يضم هذا العدد الضخم من الحلقات، وايضا يحدث أحيانا إعادة في أفكار قد وصلت للجمهور بالفعل، فتكون إعادة من دون فائدة، فتعطي الشعور بالملل، وعلى الجانب الاجتماعي العربي، فانتشار الدراما التركية بهذا الشكل جعلها تدخل العديد من البيوت العربية، ولكن هل كل محتواها يتم تأييده فكريا في الوطن العربي؟
فالعديد منها يحتوي على انحرافات ثقافية وفكرية وأخلاقية يتم بثها من خلال هذه الأعمال، تتعارض مع قيمنا وثقافتنا وتاريخنا ونظرتنا لشخصيات تاريخية مهمة، ووجودها على الساحة بلا منافس قوي بآراء معاكسة لآرائها يعطيها القدرة على تغيير السلوكيات وبناء قيم وهدم قيم أخرى.
بانتظار التفوق العربي
نقع الآن تحت انتظار كبير لخروج الانتاجات العربية بإنتاج اقوى كيفا لا كما، وخروج للطبيعة والمناظر الخلابة واختيار مواهب وقدرات عالية ومعالجات اقتصادية واجتماعية ممزوجة بالكوميديا اللطيفة والتي من شأنها التفوق عالميا ليتم ترجمتها ودبلجتها للآخرين وليس العكس.
حمد بدر: مقص الرقيب هو السبب
أكد الكاتب والسينارست حمد بدر ان الدراما التركية قد تطرح موضوعات ذات جرأة بعض الشيء، ونحن مشكلتنا في الرقابة العربية وخاصة الخليجية، نحن نعتبر مقيدين رقابيا، وعندما أطرح موضوعا فكريا معينا أجد عوائق كثيرة تقيد من حريتي ككاتب، أو حرية الزملاء الكتاب، فنجد السيناريوهات متكررة أو متشابهة ولكن بالنسبة للممثلين والإخراج، هم ممثلوهم مقتدرون أكثر من عندنا والممثل إذا وجد سيناريو قويا سيعمل، ونحن نملك ممثلين جيدين، ولكن انا أتحدث ككاتب أو ككاتب سيناريو، نحن لا نملك حرية طرح، وللأسف إذا قام بعض الكتاب بطرح جريء للأعمال، قد تكون جريئة بنظرهم ولكنها لا تمت لمجتمعاتنا الخليجية بصلة.
وعما اذا كان بالامكان ان تنتصر عليها الدراما العربية، قال: لن تنتصر مادام فكر الرقيب موجود عندنا، لن تنتصر أي دراما خليجية مادام مقص الرقيب فوق رقبة الكاتب، فليس لدينا الطرح الحر، لا نقدر أن نكتب عن وزير فاسد، أو ضابط فاسد ولا نقدر على عدة أشياء، قد ترفع علينا قضايا من قبل هذه الجهات، فكيف للدراما أن تتطور؟
الدراما التركية تأثرت بالدبلجة
علقت الكاتبة الأردنية المقيمة بتركيا ايمان السعيد عن هذا الموضوع حيث قالت: الدراما التركية المدبلجة اخدت مساحتها على الشاشات العربية في السابق لأسباب كثيرة اهمها طبيعة الطرح الرومانسي الجريء والذي يسمح بسقف من الحرية قد لا تسمح به معايير رقابة المجتمع العربي اجتماعيا فضلا عن جمالية كوادر التصوير في مواقع التصوير التركية والتي كانت لها جاذبية كبيرة لعين المشاهد العربي، فضلا عن بعض التقاطعات والتشابه بطبيعة المجتمع التركي والتي تتشابه
في احيان كثيرة مع طبيعة المجتمعات العربية وخاصة ضمن بيئة اجنبية ولكنها مسلمة، ولكن حاليا الدراما التركية تأثرت بالدبلجة والقضايا السياسية وهذا الامر ادى الى تراجع لمتابعتها في العديد من الدول.
[ad_2]
Source link