بالفيديو صرخة مؤلمة لترميم سوق | جريدة الأنباء
[ad_1]
- ناصر الزيد: أشهر مطاعم الكويت «ومبي» أول فرع له خارج مدينة الكويت كان بالأحمدي
- حيدر الحسيني: أهالي الأحمدي جيل بعد جيل لهم ذكريات مع هذا الصرح العمراني التراثي
- أم عمر: هناك اقتراحات لتطوير السوق وتقسيمه لقسمين حديث وقديم لخدمة أهالي المنطقة
- أم عماد: للأسف بعدما كان السوق منارة للمنطقة أصبح مكبّاً للنفايات ونتمنى إعادة ترميمه
محمد الدشيش
يعتبر سوق مدينة الأحمدي من أقدم الأسواق في الكويت، ارتبطت ذكريات الكثيرين من أهل المنطقة وسكانها به، تلك المدينة التي تبعد عن العاصمة حوالي 40 كيلومتراً، والتي ارتبط اسمها بالخير، حيث إنها مصدر الثروة «الذهب الأسود»، وقد بنيت منذ أربعينيات القرن الماضي، وسميت «الأحمدي» نسبة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ أحمد الجابر، وأطلق على الكويت عروس الخليج والأحمدي عروس الجنوب أو منارة الجنوب، هي مدينة الحدائق والزهور، سكنها الأجانب العاملون بالنفط عند قدومهم منذ الأربعينيات.
ونظرا لمكانة سوق الأحمدي التراثي في قلوب الكويتيين، كان استطلاع «الأنباء» عن هذا المعلم المهم، حيث استمعنا إلى عدد من أهالي المنطقة من الجيلين، جيل القدامى من موظفي نفط الأحمدي، والجيل الثاني من أبنائهم حتى الجيل الثالث من أحفادهم، ووجهنا إليهم مجموعة من الأسئلة عن رأيهم بالسوق الذي أغلق منذ أكثر من 8 سنوات وقد اصبح مأوى للحيوانات السائبة حسب رأي الأهالي، وإمكانية تطويره واستغلاله لغرض آخر، او أن يتم تنظيف المكان وتحويله لمشروع تجاري أو مكان اثري او سياحي والاحتفاظ بشكله التقليدي، حيث أجمع من التقينا بهم من رجال ونساء على رأي واحد وهو ترميم السوق وتطويره حتى يكون مركزا ثقافيا وتاريخيا واجتماعيا لأهالي المنطقة خاصة وللأبناء الكويت عامة، وفيما يلي التفاصيل:
كان ناصر الزيد أول من التقينا بهم من الجيل الأول، وبسؤاله عن رأيه بحال سوق الأحمدي وما آل إليه ولماذا لا يتم تجديده وتطويره، قال: أنا من العاملين القدامى في شركة نفط الكويت، وتحديدا منذ تاريخ 29 ديسمبر 1959 وحتى 15 مارس 1987، ونحن من يطلق علينا «قدامى الأحمدي»، وانا اليوم اتذكر هذا السوق او هذا المبنى التاريخي الذي تشاهده امامك وكأن الزمن نسيه، فقد انشئ منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، وخدم سكان الأحمدي من العاملين بالشركات النفطية، وكان مبنيا على الطراز الحديث في وقته، ويتكون من دورين، الدور الأول محلات والثاني مخازن، وكانت فيه محلات وأنشطة متنوعة وحرفية مثل الخياطين والحلاقيين والخباز الإيراني واللبناني، وايضا كانت فيه محلات للساعات الثمينة «ماركات»، كما أن أول مطعم «ومبي» يفتح فرعا خارج العاصمة كان في هذا السوق.
معالم تراثية
وأضاف الزيد: ان «الأحمدي» فيها الكثير من المعالم التراثية غير هذا السوق، وفي الخمسينيات والستينيات كانت تزور الكويت وفود خارجية كثيرة، وكان يتم تنظيم رحلة ترفيهية لهم للاطلاع على الأحمدي لتميزها عن باقي المناطق، فمنازلها بنيت من أواخر الأربعينيات وعلى النمط والشكل الانجليزي، وشوراعها واسعة وحدائقها كبيرة، ونستغرب لماذا يريدون إزالة هذا المعلم؟ ولماذا يتركونه مهجورا بهذه الطريقة غير اللائقة؟!
وقال الزيد: على جميع المسؤولين في الدولة من المعنيين ان يوجهوا بترميمه وإعادته للحياة مع إضافة بعض الأشياء الحديثة له، لأن كثيرا من معالم الأحمدي اندثرت وهي مشهورة بطابعها الخاص وهويتها التراثية، وقد زارها الكثيرون من مشاهير العالم من ساسة وفنانين وشعراء وحتى شاعر الكويت الكبير فهد العسكر قال بها شعرا مادحا هذه المدينة.
فكرة وتجديد
أما أم عمر، وهي من سكان الأحمدي فمنذ عام 1957 أي منذ ثلاثة وستين عاما وتعتبر من الجيل الثالث لقدامى العاملين بالأحمدي، فعبرت عن رأيها بوضع السوق قائلة: ان السوق بحالة يرثى لها، وقد استبشرنا خيرا عندما علمنا بعدم إزالته بعدما كان على حافة الإزالة بعد قيام سكان المنطقة بدور كبير وجهود متواصلة لوقف ازالته لأنه يعتبر من المعالم التاريخية في الكويت وليس فقط في «الأحمدي».
وزادت أم محمد: عندي فكرة اردت أن أنشرها عبر جريدتكم حول هذا الصرح التراثي للحفاظ على هويته والاستفادة منه، وهي أن يتم ترميمه وإدخال بعض التعديلات الحديثة عليه وتجديد جميع رخص أصحابه القدامى كالخياطين والحلاقين والخباز، وجميع الأشغال الحرفية وعمل مجسم لمدينة الأحمدي القديمة وسط هذا السوق وبناء «الحوش» الذي كان موقفا للسيارات بمحلات صالة كبيرة على شكل محلات يستفيد منها الشباب الكويتون تعطى لهم كل عام عن طريق القرعة، وفيه تباع المواد الغذائية وملابس الأطفال اما القسم الجنوبي من السوق وهو مساحته كبيرة ايضا يتم تقسيمه لجزأين الجنوبي يكون على قرار منطقة المباركية ومشابه لها والمقابل له ان يكون مطاعم وجبات سريعه وكافيهات حديثة.
أجيال بعد أجيال
كذلك تحدث د.راشد الدماك عن رأيه بالسوق، فقال: هذا مركز مرت عليه اجيال بعد اجيال ولهم فيه ذكريات، واحنا سكان الاحمدي ما عرفنا الا هذا السوق منذ الخمسينيات، وبالأصل كان هذا السوق يخدم القرى القديمة وسكان البادية، واطالب المسؤولين بأن يتم في القريب العاجل تحديثه وبنائه من جديد.
وأضاف د.الدماك: لقد شاهدت على السوق لوحة تشير إلى انه اصبح من املاك الدولة وبعهدة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومنذ قرابة 8 أعوام وهذا السوق مغلق وموضوع عليه سياج، حتى أن شكله أصبح بشعا ومنظره غير حضاري أمام المارة ولابد من تجديده والاهتمام به، فالأحمدي منطقة نموذجية وفيها معالم عديدة ومن اهم معالمها هذا السوق واليوم اصبح بعهدة النسيان.
مدينة أشباح
بدوره، قال ابو عبدالله العازمي: أؤكد لكم أنه لولا جهود سكان المنطقة وحرص بعض المسؤولين جزاهم الله خيرا لكان هذا السوق قد تمت ازالته منذ سنوات، ولكن تجمع الاهالي حفاظا على تراثهم وتوجهنا الى المحافظ الأسبق الشيخ د.ابراهيم الدعيج بكتاب حول الموضوع مع تعاون بعض المسؤولين حتى وقفت الإزالة، واليوم وبعد هذه السنوات اصبح السوق مهجورا وعندما تمر قربه تبدو وكأنك تمر بمدينة اشباح، فلماذا يكون السوق على هذا الوضع؟ ولماذا لا يتم الاهتمام به؟
وأشار إلى أن ترميمه لا يكلف الكثير ويفيد سكان المنطقة ككل، وكان في السابق بجميع المحلات التجارية المواد الغذائية والأواني المنزلية وقربه مسجد الأحمدي القديم، ونتساءل: متى يبدأ ترميم هذا الصرح، اليوم او غدا او سينطوى في صفحات النسيان؟
المرافق التراثية
من جهتها، أكدت أم عماد أن هناك ذكريات جميلة بهذا السوق، واليوم اصبح شبه خرابة ولا أحد يسأل عنه، فكل شيء كان فيه حلوا ومميزا، وجميع العاملين به يعرفوننا نحن وعوائلنا وكنا نمشي بأمن وأمان، اما اليوم فإن الاقتراب منه مرعب، مطالبة بالاهتمام بجميع مرافق مدينتي مدينة الأحمدي، وأن يتم تطويره كي لا يكون على هذا الشكل المأساوي ومكبا للنفايات، ثم أين اعضاء لجنة المرافق التراثية والجهات المعنية عن معالم محافظة الأحمدي؟
طراز تراثي
كما التقينا عبدالله عباس الذي تكلم عن سوق الاحمدي، وقد أكرم فريق «الأنباء» بالترحيب والضيافة، وبعدها بدأ الحديث عن هذا السوق، فقال: الحديث طويل لكن سأختصره لكم، بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عن أملنا ان يعطي الأولوية لهذا السوق والعمل على ترميمه والمحافظة عليه، وعلى طرازه القديم فنحن من اوقفنا ازالته، ونشكر كل من ساهم معنا بهذا الأمر، واقتراحي عليكم ان يكون هذا السوق مكانا للكبار والصغار والمحافظة على شكله القديم، وألا يترك بهذه الحالة المزرية وصحيح أن محلاته قديمة لكن ترميمها شيء بسيط جدا مع أن تكون بطراز تراثي يتماشى وتاريخ السوق.
جمال وبساطة
كما التقينا منصور العجمي وزميله مبارك العجمي بديوانهم القريب من السوق ومن منتزه الأحمدي الجديد، فقالا لـ«الأنباء»: نحن من موظفي النفط، واسواقنا معروفة، وهذا هو السوق الرئيسي لنا منذ الستينيات ونحن لا نعرف الا هذا السوق، وكان يتمتع بالكثير من الجمال والبساطة، حتى أن اسعاره ارخص من الاسواق المجاورة لأن ايجاراته كانت لا تذكر مقارنة بغيرها، شيء قليل واصحابها من سكان المنطقة، يعني اهلنا وجيراننا فلماذا تتم ازالته؟ ونحن ضد ازالته ولا نريد شيئا آخر غير ترميمه واعادة افتتاحه والاهتمام به من جديد.
اما مبارك العجمي فقال: اشكر «الأنباء» على طرحها لهذا الموضوع، وانا اقول ليس هذا السوق فقط بل كل معلم تراثي بالكويت يجب المحافظة عليه للأجيال القادمة وعدم ازالته، واليوم نشاهد هذا السوق وقد اصبح بحالة يرثى لها بعدما كان الناس يزورونه من خارج الكويت ومن داخلها اهل السور والديرة، حيث كان يتميز بما فيه من محلات وبضائع وبأسعاره المناسبة جدا.
«الأحمدي» تستاهل
بدوره، قال حيدر الحسيني: لن تتم ازالة هذا السوق بفضل الله وبفضل اهالي الأحمدي وجهودهم، وانا واحد منهم، فقبل 8 سنوات عندما ما كانت جرافات البلدية تقف على ابوابه لإزالته طرقنا ابواب المسؤولين لوقف الإزالة، وأشكر جميع من استجاب بوقف أعمال الإزالة، ولكن انظروا الى شكله حاليا وهو محاط بالصفائح الحديدية القديمة والشباب والصغار والاحداث يكتبون عليه عبارات غريبة كمعاني الغزل والحب وانا برشلوني وانا مدريدي وغيره من الجمل الغريبة!
وتابع: وحقيقة لقد استبشرنا خيرا عندما سمعنا باتخاذ قرار بتحويله الى معلم تراثي، ولكن الأمر طال واصبح اليوم المنظر يسيء للمنطقة ككل ونتمنى من المسؤولين الاهتمام أكثر به، وأن يعود السوق إلى سابق عهده بل وأفضل لأن «الأحمدي» تستاهل وأهلها يستحقون الأفضل.
[ad_2]
Source link