سجلت بورصة وول ستريت تراجعا حادا الأربعاء على غرار أسواق الأسهم الأوروبية التي تخشى فرض قيود جديدة للحد من انتشار وباء كوفيد-19 الذي يؤثر على معنويات المستثمرين. وفي نيويورك، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3,03 بالمئة إلى 26631,16 نقطة بينما خسر مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا الذي بلغ أدنى المستويات في الشهر الأخيرة 3,07 بالمئة إلى 11080,81 نقطة. وفي بداية الجلسة بلغت خسائر مؤشر داو جونز 2 بالمئة وناسداك 1,75 بالمئة. وتعرضت أسواق الأسهم العالمية أيضا للضغط مع تخوف المستثمرين من تشديد القيود في أوروبا لمنع انتشار كوفيد-19. وسجلت بورصات فرانكفورت وباريس وميلانو انخفاضا تراوح بين 3 بالمئة و3,6 بالمئة، وكذلك الأمر في بورصة لندن التي خسرت 2,27 بالمئة من قيمتها. وقد أثرت المخاوف الأوروبية والأميركية من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بشكل أقل على أسواق المال في آسيا التي سجلت تراجعا طفيفا. وهذا القلق أثر أيضا على أسعار النفط. فقد انخفض سعر برميل الخام الأميركي لغرب تكساس الوسيط تسليم كانون الأول/ديسمبر أكثر من خمسة بالمئة بينما انخفض سعر برميل نفط بحر الشمال بنسبة أقل بقليل من خمسة بالمئة. أدى وباء كوفيد-19 بحياة مليون و168 ألفا و750 شخصا في جميع أنحاء العالم منذ أن أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، وفقًا لأرقام جمعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية حتى الساعة 11,00 ت غ من الأربعاء. وتفيد هذه الأرقام أنه تم تشخيص إصابة أكثر 44 مليونا و56 ألفا و470 إصابة بالعدوى رسميا منذ بداية الوباء، شفي منها 26 مليونا و694 ألفا ومئة. وهذا العدد من الإصابات التي تم تشخيصها لا يعكس سوى جزء بسيط من العدد الفعلي للمصابين. وسُجلت في الإجمال 516 ألفا و898 إصابة جديدة و7723 وفاة. ويُفسّر ارتفاع عدد الإصابات اليومية جزئيا بزيادة الفحوص منذ الموجة الوبائية الأولى في آذار/مارس ونيسان/ابريل. وتدرس ألمانيا إمكانية فرض تدابير جديدة صارمة لاحتواء الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، تشمل إغلاق المقاهي والمطاعم والمؤسسات الرياضية والثقافية لمدة شهر، وفق ما جاء في مقترحات لحكومة المستشارة أنغيلا ميركل تناقشها الأربعاء مع المناطق. من جهتها، تتجه فرنسا الأربعاء نحو إعلان إعادة فرض حجر عام في البلاد، أقلّ صرامة من الحجر الأول خلال الربيع، وذلك لمواجهة عودة التفشي الواسع لكوفيد-19 الذي أودى بحياة 300 شخص في المستشفيات خلال 24 ساعة. وتشهد إيطاليا تزايدا في التظاهرات ضد القيود الجديدة التي تؤثر على أعمال فئات مهنية محددة. وفي أوج الموجة الأولى من الوباء قدمت الحكومات والمصارف المركزية للاقتصادات الكبرى في العالم دعما هائلا للحد من الركود الذي يلوح في الأفق. وقد سمح هذا لأسواق الأسهم بالتعافي من أهوال شباط/فبراير وآذار/مارس والانتعاش حتى نهاية الصيف. – إمكانيات الدعم؟ – قال مايكل هيوسون المحلل في مجموعة “سي ام سي ماركيتس” إنه “ليس من الواضح على الفور أن دعم الميزانية سيكون كبيرا جدًا في المرة الثانية وهذا هو سبب تراجع أسواق الأسهم”. وأضاف أنه كدليل على ذلك، في الولايات المتحدة وقبل أسبوع واحد من الانتخابات الرئاسية “يبدو أنه ليست هناك رغبة في إطلاق خطة للتحفيز المالي قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل”. ووعد دونالد ترامب الثلاثاء ببرنامج “افضل” لمساعدات اقتصادية لكن بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 03 تشرين الثاني/نوفمبر، متهما زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي بعدم التفاوض بحسن نية. وتتعثر المناقشات حول قيمة خطة الدعم الجديدة. من جهته، لا يزال الاتحاد الأوروبي في طور تنفيذ ميزانيته وخطة الإنعاش الأولى البالغة 750 مليار يورو التي تم تبنيها في تموز/يوليو وتحتاج إليها إيطاليا وإسبانيا بشدة. وستترأس رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد الخميس اجتماعها الثامن للسياسة النقدية في هذه الهيئة المالية الأوروبية لدراسة أي معلومات جديدة حول تمويل الاقتصاد بشكل خاص. وقال ميلان كتكوفيتش المحلل في مجموعة “أكتيف تريدس” إنه “من المحتمل ألا يعلن البنك المركزي الأوروبي عن أي تغييرات غدا”، لكن “هذه فرصة لرئيسته لاغارد لتهدئة الأسواق وتمهيد الطريق لإجراءات جديدة في ديسمبر”. في الوقت نفسه، تستمر عمليات إلغاء الوظائف. فيوم الأربعاء وحده شهد إعلان مجموعة “سيليو” إغلاق 102 متجر في فرنسا وإلغاء بوينغ سبعة آلاف وظيفة إضافية حتى نهاية 2021. وبمعزل عن الوباء يراقب المستثمرون موسم أرباح الشركات. وقد مني قطاع تكنولوجيا المعلومات بخسائر شديدة. ففي أدنى شركات مؤشر “كاك 40” هبط سعر سهم “أتوس” 6,58 بالمئة إلى 58,50 يورو. كما تراجعت أسعار أسهم “ألتن” (13,7 بالمئة) و”سوبرا ستيريا” (13,60 بالمئة). ويتصدر قطاع السياحة الشعور بالقلق من تشديد القيود. فقد خسرت اسهم مجموعة فنادق إنتركونتيننتال 1,04 بالمئة من قيمتها و “ايه آي جي” الشركة الأم ل”بريتش إيرويز” 3,34 بالمئة.
|