البترول الوطنية في عيدها الـ 60 | جريدة الأنباء

• 7,5 مليارات دينار إيرادات الشركة في السنة المالية الأخيرة.. و 6264 إجمالي عدد موظفي الشركة منهم 5508 كويتيين.. ما يعادل نسبة التكويت 87.93%

تصادف هذه الأيام الذكرى الستين لتأسيس شركة البترول الوطنية الكويتية، ففي شهر أكتوبر من عام 1960، وفي عهد أمير البلاد الأسبق الشيخ عبدالله السالم- طيب الله ثراه- صدر المرسوم الأميري رقم 9، الذي أقر تأسيس الشركة، برأسمال بلغ حينها 100 مليون روبية، أي ما يعادل 7.5 ملايين دينار.

وتطورت الشركة منذ ذلك الحين، واتسع نطاق أعمالها وأنشطتها، وتعددت مهامها، لتؤسس كيانا نفطيا عملاقا وتصبح واحدة من شركات تكرير النفط البارزة على المستويين الإقليمي والعالمي، وكان من الطبيعي أن يترافق هذا التوسع الكبير في أعمال الشركة مع زيادة متصاعدة في رأسمالها، الذي وصل طبقا لبيانات السنة المالية الأخيرة إلى 1.587 مليار دينار، وبينما بلغت إيرادات الشركة في سنة التأسيس 2.75 مليون دينار، فقد حققت هذه الإيرادات قفزات واسعة، لتصل في السنة المالية الأخيرة إلى 7.5 مليارات دينار. واستذكر الرئيس التنفيذي في شركة البترول الوطنية الكويتية وليد البدر الأيادي البيضاء من الأجيال المتعاقبة في الشركة الذين ساهموا في رفع مكانتها، ولولا جهودهم وتفانيهم وإخلاصهم ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه من مكانة متميزة.

وذكر البدر أن أولى كميات النفط المكرر التي أنتجتها الشركة بلغت 64.5 ألف برميل يوميا، وكان ذلك في عام 1969 من مصفاة الشعيبة، فيما يبلغ إنتاج الشركة حاليا 616 ألف برميل يوميا، تنتجه مصفاتا ميناء الأحمدي، وميناء عبدالله، ومن المنتظر أن يصل إنتاج المصفاتين معا إلى 800 ألف برميل من المشتقات النفطية عالية الجودة، المواكبة لاشتراطات الأسواق العالمية، وذلك بعد التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي الضخم، الذي يجري العمل على استكماله حاليا، مشيرا إلى أن الشركة تملك مصنعا لإسالة الغاز في مصفاة ميناء الأحمدي، تم افتتاحه في عام 1978، بطاقة إنتاجية تبلغ 2.320 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، و226 ألف برميل يوميا من المكثفات، فيما نفذت وتنفذ الشركة مشاريع مهمة لزيادة الطاقة التصنيعية والتخزينية، والتي ستصل بعد الانتهاء من هذه المشاريع إلى 3.125 مليارات قدم مكعبة قياسية يوميا، و332 ألف برميل يوميا من المكثفات.

محطات الوقود

وأضاف البدر أن محطات تعبئة الوقود كانت ولاتزال جزءا لا يتجزأ من أعمال «البترول الوطنية»، حيث حرصت الشركة دائما على تطويرها وجودة خدماتها، وزيادة أعدادها لسد حاجة مختلف مناطق البلاد من هذه المحطات، بما يلبي التوسع العمراني وزيادة عدد السكان، وقد بدأت رحلة الشركة في هذا الجانب بـ 14 محطة تم تسلمها من شركة نفط الكويت في يونيو 1961، ما لبثت أن وصلت في عام 2004 إلى 119 محطة، وذلك قبل أن يتم تخصيص بعضها، لتستمر الشركة في تزويد جميع المحطات بالمشتقات النفطية، وعددها الحالي 142 محطة، 43 منها تتبع شركة السور، و42 تتبع شركة الأولى، فيما احتفظت الشركة بملكية 57 محطة، مع تنفيذها خطة مستقبلية طموحة بدأت بالفعل لإنشاء 100 محطة وقود جديدة.

العنصر البشري

وأكد البدر أن العنصر البشري هو الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الشركة في تنفيذ خططها ومشاريعها، وتحقيق تقدمها ونجاحاتها، فقد ظل موظفونا على الدوام محل رعاية الشركة واهتمامها، حيث واكبت الشركة الزيادة الكبيرة في أعدادهم بتوفير العوامل المحفزة لهم، وبيئة العمل المناسبة، التي تمكنهم من أداء مهامهم على أكمل وجه.

وأشار إلى أن عدد موظفي الشركة في عام 60/ 1961 كان 238 موظفا، من بينهم 6 كويتيين فقط، وبنسبة 2.52%، بينما يبلغ العدد الإجمالي حاليا 6264 منهم 5508 كويتيين، وهو ما نسبته 87.93%، وفيما يتعلق بأعداد العمالة الوطنية في عقود المقاولين، فقد وصلت نسبتها في سبتمبر الماضي إلى 28.5%، وهي نسبة تتجاوز التوجيهات الحكومية بهذا الشأن، وتعمل الشركة جاهدة لزيادتها.

وحرصا من الشركة على تطوير كفاءة وقدرات ومهارات العنصر البشري، فقد تم التركيز على جانب التدريب، حيث تلقى ما مجموعه 7617 موظفا وموظفة دورات تدريبية داخلية وخارجية خلال السنة المالية 2019/ 2020، في مقابل بدايات متواضعة لبرامج التدريب عام 1965، حيث بلغ عدد المتدربين حينها 75 موظفا.

ولفت البدر إلى أنه منذ نشأة الشركة لم تدخر «البترول الوطنية» جهدا في الحفاظ على سلامة موظفيها، وممتلكاتها، والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال منظومة عمل متكاملة خاصة بالصحة والسلامة والبيئة، تتم مراجعتها وتطويرها باستمرار، ووفق أحدث المعايير العالمية، وهي تغطي كل مراحل العمليات والمشاريع والتشغيل الآمن للمنشآت وأمن المعلومات، وغير ذلك من الجوانب ذات الصلة.

وقال البدر «لقد أردت من وراء تقديم هذا الإيجاز أن أضعكم أمام لمحات عابرة وسريعة لبعض التطورات التي مرت بها الشركة على مدار 60 عاما منذ تأسيسها، وهي مناسبة كنا نود أن نحتفي بها على نحو أفضل، يليق بهذه المسيرة الناجحة والطويلة، غير أن أجواء الحزن التي خيمت على بلادنا بفقد أميرنا الغالي الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وأحسن مثواه، حالت دون ذلك، يضاف إليه طبيعة المرحلة الحالية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، وتداعياتها على مختلف المستويات، وما تشهده الصناعة النفطية من تحديات صعبة، وهو ما نرجو أن نتجاوزه بسلام قريبا بمشيئة الله».

مصفاة ميناء عبدالله

تقع مصفاة ميناء عبدالله على بعد حوالي 53 كيلومترا جنوب مدينة الكويت، وتطل مباشرة على ساحل الخليج العربي، وقد تم تشييدها في عام 1958، بطاقة تكريرية تبلغ 30 ألف برميل يوميا، في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، وكانت تملكها في ذلك الوقت شركة الزيت الأميركية المستقلة (AMINOIL)، قبل أن تنتقل ملكيتها إلى الكويت في عام 1977، وكانت حينها تابعة لشركة وطنية تحت التأسيس هي شركة «نفط الوفرة»، ثم انتقلت ملكيتها إلى شركة البترول الوطنية الكويتية عام 1978.

مصفاة الشعيبة

تعتبر مصفاة الشعيبة إحدى المحطات الرئيسية في تطور صناعة تكرير النفط الكويتية، إذ كانت أول مصفاة تقوم شركة البترول الوطنية الكويتية كشركة وطنية ببنائها بالكامل على مستوى المنطقة، حيث بدأ العمل في تشييدها عام 1966، وافتتحت رسميا في أبريل عام 1968، بطاقة تكريرية تبلغ 95 ألف برميل يوميا، وفي عام 1975 نفذت الشركة مشروعا لتوسعتها ازدادت معه طاقتها التكريرية إلى 200 ألف برميل يوميا.

مشروع الوقود البيئي

يعد مشروع الوقود البيئي، الذي يهدف إلى التوسع في القدرات الإنتاجية لمصفاتي ميناء عبدالله، وميناء الأحمدي أحد أهم وأضخم المشاريع في تاريخ القطاع النفطي الكويتي، وهو بمنزلة قفزة نوعية كبيرة ينقل الكويت إلى مرحلة جديدة، ويضعها في مصاف الدول المتقدمة عالميا في صناعة تكرير النفط.

إسالة الغاز

يشكل تصنيع الغاز جزءا أساسيا من أعمال شركة البترول الوطنية الكويتية، حيث تملك الشركة مصنعا لإسالة الغاز في مصفاة ميناء الأحمدي، تم افتتاحه في عام 1978، ويتألف حاليا من 4 وحدات لاستخلاص غاز البروبان والبيوتان والغاز الطبيعي، بطاقة تبلغ 2.320 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، و226 ألف برميل يوميا من المكثفات، وذلك بعد أن تم تشغيل خط الغاز الرابع في العام 2014.

خط الغاز الخامس

يهدف هذا المشروع إلى إنشاء وحدة خامسة لإنتاج غاز البترول المسال في مصفاة ميناء الأحمدي، لاستيعاب ومعالجة الزيادة المتوقعة في إنتاج الغاز والمكثفات بعد تنفيذ الخطط المستقبلية لتطوير استكشافات الغاز بحقول النفط والغاز.

وستبلغ الطاقة الإنتاجية للخط 805 ملايين قدم مكعبة من الغاز يوميا، و106 آلاف برميل من المكثفات يوميا، وبعد الانتهاء من تنفيذ المشروع ستبلغ الطاقة الإجمالية لخطوط الغاز الخمسة التابعة للشركة 3.125 مليارات قدم مكعبة قياسية يوميا، و332 ألف برميل يوميا من المكثفات.

محطات الوقود

في عام 1961 بدأت شركة البترول الوطنية الكويتية بامتلاك 14 محطة تعبئة وقود، ثم توسعت لتمتلك جميع المحطات في الكويت، والتي بلغ عددها 119 محطة.

وفي أعقاب قرار خصخصة محطات تعبئة الوقود عام 2005، أصبحت 40 محطة مملوكة لشركة الأولى لتسويق الوقود، و40 محطة أخرى مملوكة لشركة ألفا لخدمات الوقود، فيما بقي لـ «البترول الوطنية» 39 محطة منتشرة في مختلف مناطق البلاد لخدمة المستهلكين، ثم تم دعمها لاحقا بـ 4 محطات إضافية ومحطتين متنقلة ليصل العدد إلى 45 محطة.

توسعة مستودع الأحمدي

تم تنفيذ هذا المشروع لتلبية التوقعات المستقبلية للطلب الاستراتيجي على المنتجات بالسوق المحلي حتى عام 2030، وذلك على عدة مراحل، ويتضمن المشروع إنشاء خزانات للمشتقات النفطية، وأذرع تحميل، ومرافق الخدمات المساندة، وبلغت الميزانية المعتمدة له 75.670 مليون دينار. وقد تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، وتشغيل معظم مرافقها.

استراتيجية 2040

أطلقت شركة البترول الوطنية الكويتية مع نهاية 2018 خطتها الاستراتيجية طويلة المدى، والتي تمتد حتى 2040، وتتوافق مع رؤية وتوجهات استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية المستقبلية.

وتتضمن الاستراتيجية رؤية، ورسالة، وأهداف الشركة، بالإضافة إلى أسس ومبادئ تحقيق الريادة والاستدامة في صناعة النفط والغاز، والوصول إلى أعلى المعايير العالمية للتميز في التشغيل، وتوفير الوقود والطاقة اللازمة للسوق المحلي، والوفاء بالتزامات مؤسسة البترول الكويتية تجاه الأسواق العالمية.

مشاريع بيئية

تقوم الشركة بتنفيذ مجموعة من المشاريع الكبرى لمكافحة التلوث وحماية البيئة في مصافيها، ومن أهم هذه المشاريع مشروع الوقود البيئي، الذي يهدف الى إنتاج مشتقات نفطية بنسب كبريت منخفضة، وكذلك مشروع استرجاع غاز الشعلة، الذي يعمل على الاستفادة من الغاز المحروق في الشعلة في وحدات إنتاج البخار، ومشروع معالجة مياه الصرف لعدم تلويث البيئة البحرية بالخليج.

جاهزية عالية

في إطار الإبقاء على درجة عالية من الجاهزية المرتفعة لمواجهة الحالات الطارئة، تقوم دائرة الأمن والإطفاء، بتنظيم تمرينات دورية على مدار العام في إطار الاستجابة لخطة الطوارئ المعمول بها في الشركة، بناء على توصيات مؤسسة البترول الكويتية، بالتدريب المستمر على عمليات الإطفاء والسيطرة على الحرائق، والتسربات النفطية، والإخلاءات في المصافي، ومستودعي صبحان والأحمدي، والمبنى الرئيسي للشركة.

التدريب والتطوير الوظيفي

تولي شركة البترول الوطنية الكويتية أهمية كبيرة لعملية تطوير موظفيها، لإيمانها بأن تقدمها يرتبط ارتباطا وثيقا بأداء موظفيها، لذلك تعتبر الاستثمار في عملية التدريب والتطوير من الركائز الأساسية لتحقيق التميز في العمل. وتغطي برامج التدريب والتطوير الوظيفي التي تنظمها الشركة طيفا واسعا من المجالات والتخصصات في مختلف الدوائر، لمواكبة بيئة العمل العصرية، وتلبية احتياجات ومتطلبات الشركة.

«كافكو»

تأسست الشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود (كافكو) في عام 1963، كشركة كويتية مملوكة بنسبة 51% لشركة البترول الوطنية الكويتية، ونسبة 49% لشركة «بريتش بتروليوم» البريطانية، ولاحقا أصبحت «كافكو» إحدى الشركات المستقلة، والتابعة لمؤسسة

«البترول الكويتية»

وفي مارس من عام 2017، انضمت مجددا لشركة البترول الوطنية الكويتية، بعد استكمال إجراءات نقل ملكية أسهمها من مؤسسة البترول الكويتية كشركة تابعة، على أن تستمر بحمل اسم «كافكو»، حفاظا على تاريخها العريق. وتنفرد «كافكو» بتقديم كافة الخدمات الخاصة بتزويد جميع الطائرات بالوقود في مطار الكويت الدولي، كما تقوم بتقديم الاستشارات وخدمات الدعم الفني لوزارة الدفاع.

«البترول الوطنية» في سطور

تأسست شركة البترول الوطنية الكويتية في أكتوبر 1960، كشركة مساهمة عامة مملوكة من قبل الحكومة الكويتية والقطاع الخاص، بنسب 60%، و40% على التوالي، بدعوة من المغفور له الشيخ جابر الأحمد، والذي كان يشغل وقتها منصب وزير المالية، لتكون أول شركة نفطية وطنية في الكويت ومنطقة الخليج العربي، وفي عام 1975 أصبحت الشركة مملوكة بالكامل للحكومة الكويتية.

وتم إنشاء مصفاة ميناء الأحمدي عام 1949 من قبل شركة نفط الكويت المحدودة، بطاقة تكريرية قدرها 25 ألف برميل باليوم، لتغطية احتياجات السوق المحلي من المنتجات البترولية، مثل: البنزين، والديزل، والكيروسين، والغاز المسال، ووقود الطائرات، والبيتومين (القار)، وغير ذلك من المشتقات الأساسية.