أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

وزارة التربية … أطفالنا في خطر “الجهل” .. مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني

إيسايكو: وزارة التربية … أطفالنا في خطر “الجهل” .. مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني.

يبدوا أن وزارة التربية أصبحت في مرمى أقلام كثير من النقاد والكتاب الصحفيين وكذلك بين نيران المغردين ومستخدمي برامج التواصل الاجتماعي، فمنذ بداية أزمة كورونا التي عصفت بالعالم يبدوا بأن وزارة التربية بوزيرها وقياديها ومستشاريها كافة يتصارعون مع الأمواج العاتية التي تعصف بسفينة التربية يميننا وشمالا دون الجدوى للوصول إلى مرسى الأمان، ففي بداية الأزمة كتبت عن التربية مقالات عدة منها “التربية في سبات عميق” والأخيرة “التربية صحوة الموت”، كما ان غيري من الزملاء والمهتمين بشؤون التربية كتبوا كذلك عن الهفوات التي وقعت بها وزارة التربية خلال هذه الأزمة، ولكن دعونا نتفق على أن بعض الأخطاء التي يقع بها المسؤولين نستطيع تلافيها وتعديل مسارها نحو المسار الصحيح وهنا لا نتحدث عن نتائج الثانوية العامة التي اربكت قبول الجامعة والنسب العالية التي حصل عليها الطلبة كما أننا سنتجاوز خطا وزارة التربية بالسماح للمعلين بمغادرة البلاد وعدم قدرتهم على العودة للكويت مع بداية العالم الدراسي وغيرها من الأخطاء الاستراتيجية التي تؤثر على سير العملية التربوية والتعليمية خلال الفترة السابقة.
ما سأتحدث عنه هنا هو أخطر بكثير مما يتوقعه قياديي ومستشاري وزارة التربية، فالخطر الذي سنسلط الضوء عليه في هذه المقالة هو خطر “الجهل” الذي يهدد شريحة كبيرة من تلاميذ المرحلة الابتدائية وتحديدا في الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي الذي أصبح تلاميذه في زمن التعليم عن بعد مهددين بمخاطر كثيره ستصاحب الجهل منها صحية ونفسية وبدنية.
فاعتماد التعليم عن بعد لهذه المرحلة اعتقد بأنه أقر دون دراسة متأنية تخضع لمدى أمكانية تحصيل تلاميذ هذه المرحلة للمعلومات المقدمة من المعلم أو المعلمة فلو أدرك قياديي وزارة التربية بأن هذه الفئة من أهم مراحل الدراسية ، ” حيث تتبلور فيها شخصيَّة الطفل، ويكتسب المهارات الأساسيّة في القراءة والكتابة، والتي تعتبر أساساً مهمّاً في العملية التعلّمية وبدونها لا يمكن له أن يكتسب العلوم المختلفة؛ لأنّها متوقفة على مهارتي القراءة والكتابة، وتمتد المرحلة الابتدائية عادة بين سن السادسة والتاسعة، وهذه المرحلة تحتاج على جهود متميّزة في التعليم فهي الاساس لما بعدها من مراحل” ، وللأسف التعليم عن بعد للمرحلة الابتدائية يتعارض من القاعدة السابقة التي يعتمد عليها الطالب في كسب المهارات للقراءة والكتابة حيث أنه يفتقد الاتصال المباشر مع المعلم الذي لدية الإمكانية في صقل شخصية الطفل واكسابة المهارات اللازمة التي تساعده على تجاوز هذه المرحلة.
فوزارة التربية باعتمادها التعليم عن بعد لهذه المرحلة اختصرت دور المعلم من خلال تقديم برامج مسجلة للمنهج تقدم للتلاميذ عن طريق المنصة التعليمية وعلى التلميذ زيارة الموقع خلال الساعات المحددة لتقديم الواجبات والاطلاع على المضمون، ومن هنا بدأت وزارة التربية بإلغاء دور المعلم الذي يملك المهارات التربوية والتعليمية المخصصة لهذه الشريحة من التلاميذ، لتوكل المهمه لأولياء الأمور دون النظر لقدرات هؤلاء الناس على تقديم المساعدة لأبنائهم في هذا المجال، للأسف عندما أقروا المسؤولين بوزارة التربية التعليم عن بعد للمرحلة الابتدائية لم يستندوا لدراسات مقاييس تبين لهم مدى قدرة ألياء الأمور على تولي هذه المهمة بل وضعوا أنفسهم مقياسا لذلك واعتقدوا بأن كافة أوليا الأمور بمستواهم التعليمي الذي يأهلهم للقيام بهذه المهمة ، مما أدى إلى وجود عبئ ثقيل على ولي الأمر والذي نتج عنه مضاعفات نفسية لكلا الطرفين التلميذ وولي الأمر.

تغريده
رسالة إلى وزير التربية والتعليم العالي استحلفك بالله أن تتواصل مع أولياء الأمور تلاميذ المرحلة الابتدائية أو تكلف من يتواصل معهم ويقدم لك تقريرا لتسمع مالا يطاق، فالوضع يا معالي الوزير أصبح أخطر بكثير من فيروس كرونا، خطر الجهل والتوتر النفسي والإرهاق الجسدي الذي حل ضيفا غير مرحب به في أجساد التلاميذ وأوليا أمورهم، فالحلول التي يطرحها المستشارين لديكم كارثية وغير مجدية لأنها لا تقوم على أسس ومعايير تربوية تصب في مصلحة التلاميذ وأسرهم، يا معالي الوزير انت رجل تربوي ومعلم تدرجت في السلم الوظيفي التربوي ولا اعتقد بأن معاليكم بحاجه لمستشارين في هذا الموضوع، الحل بسيط جدا هو استثناء المرحلة الابتدائية من التعليم عن بعد وعلى وجه التحديد الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي ونجعل العملية اختيارية لولي الأمر بحضور التلميذ أو عدمه للمدرسة لمدة ساعتين مع الأخذ بكافة الاشتراطات الصحية الوقائية التي تكفل بعد الله وقاية التلميذ والمعلم من الإصابة بفيروس كرونا المستجد، وأخيرا يا معالي الوزير لنرحم الأسر التي لديها أربع أو خمس تلاميذ بهذه المرحلة وإمكانياتهم التعليمية متواضعة لا تسمح لهم بمتابعة أبنائهم تعليميا، فيا معالي الوزير خلاصة القول فلذات أكبادنا يحوم حولهم خطر الجهل واسرهم يخم عليهم الضرر.

د. احمد الحسيني
DR-ALHUSSINI@HOTMAIL.COM
alhssinidr @

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى