فتى الشاشة الأول وداعا | جريدة الأنباء
[ad_1]
إعداد: عبدالحميد الخطيب
ودّعت مصر والعالم العربي أمس الفنان الكبير محمود ياسين والذي توفي عن عمر يناهز 79 عاما بعد صراع طويل مع المرض، حيث أعلن الخبر نجله الفنان والسيناريست عمرو محمود يس، ونشر صورة لوالده عبر حسابه على «فيسبوك»، وعلق: «توفي إلى رحمة الله والدي الفنان محمود ياسين.. إنا لله وإنا إليه راجعون أسألكم الدعاء».
ومحمود ياسين صاحب تاريخ طويل من الأعمال الفنية المتنوعة في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، ولتميزه بصوت رخيم وأداء مميز في اللغة العربية، تولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، كما أدى أدوارا قوية في المسلسلات الدينية والتاريخية، وهو متزوج من الفنانة شهيرة، وأنجبا عمرو ورانيا والتي تزوجت الفنان محمد رياض.
ولد محمود ياسين بمدينة بورسعيد (200 كيلومتر شمال القاهرة)، وبعد انتهاء دراسته الثانوية رحل إلى القاهرة ليلتحق بجامعة عين شمس، وتحديدا كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله، وخصوصا في المسرح القومي، لذلك تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة في المسرح القومي وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قرارا بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي، ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكان بمنزلة انكسار فكري وروحي، خاصة للشباب.
في هذا التوقيت تم تعيين محمود ياسين بالمسرح القومي فبدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية «الحلم»، من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأ مشواره الحقيقي على خشبة المسرح القومي والذي قدم فيه أكثر من 20 مسرحية.
أما عن علاقته بالسينما، فقد بدأت بظلم شديد لها من جانبه، ففي بداياته الأولى لم يكن يدرك أهمية هذا الفن الساحر ومدى تأثيره على المجتمع وفي الناس، ولم يكن حينئذ قد شاهد أعمال المخرجين الكبار أمثال صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسين كمال ويوسف شاهين، ولهذا كان تردده في قبول العمل بها حتى أنه بدأ مشواره السينمائي بأدوار صغيرة من خلال أفلام حتى جاءته فرصة البطولة الأولى من خلال فيلم «نحن لا نزرع الشوك» مع شادية ومن إخراج حسين كمال عام 1970، ثم توالت أعماله السينمائية ليصل رصيده لأكثر من 150 فيلما حصد خلالها لقب «فتى الشاشة الأول»، فكان من بينها «الخيط الرفيع» أمام فاتن حمامة و«أنف وثلاث عيون» أمام ماجدة الصباحي و«قاع المدينة» أمام نادية لطفي و«مولد يا دنيا» أمام المطربة عفاف راضي و«اذكريني» أمام نجلاء فتحي و«الباطنية» أمام نادية الجندي و«الجلسة سرية» أمام يسرا و«الحرافيش» أمام صفية العمري، ومن أهم أفلامه وهو كبير السن فيلم «الجزيرة» مع أحمد السقا والذي حصد نجاحا واسعا بين الجمهور.
ومنحه التقدم في العمر مساحة أكبر للعب أدوار مميزة في السينما وقف فيها بجانب الأجيال التالية من النجوم فشارك في «الجزيرة» مع أحمد السقا وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا واسعا، وشارك، رحمه الله، في فيلم «الوعد» مع آسر ياسين و«عزبة آدم» مع أحمد عزمي وماجد الكدواني و«جدو حبيبي» مع بشرى وأحمد فهمي.
وفي التلفزيون قدم ياسين عشرات المسلسلات منها: «الدوامة» و«غدا تتفتح الزهور» و«مذكرات زوج» و«اللقاء الثاني» و«أخو البنات» و«اليقين» و«العصيان» و«سوق العصر» و«وعد ومش مكتوب» و«ضد التيار» و«رياح الشرق» و«أبو حنيفة النعمان».
ونعى محمد هنيدي الراحل الكبير، وعلق: «البقاء لله في فنانا الكبير محمود ياسين.. ربنا يرحمك يارب»، وعلقت سوزان نجم الدين: «رحم الله نجم الزمن الجميل الفنان القدير محمود ياسين الذي ترك وراءه رحلة من الإبداع جسدت وتجسدت في أجمل الأزمان، رحمه الله وغفر له وألهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان البقاء لله»، كما نعاه ادوارد ورنا سماحة ودنيا سمير غانم وليلى علوي وكارول سماحة وعادل سرحان ودرة زروق وحسن الرداد وفيفي عبده واليسا، مؤكدين أن خبر فقدان أحد أهم نجوم الفن المصري مؤلم جدا، داعين المولى عز وجل ان يغفر له ويدخله فسيح جناته.
رحلة 7 سنوات من المرض
أبعد المرض الفنان الراحل محمود ياسين عن الحياة الفنية طوال السبع سنوات الماضية التي شهدت انتشار شائعات وفاته بشكل متتال، ودائما ما كانت تتصدى أسرته بقوة لهذه الشائعات إلى أن فارق الحياة، ولم يعد هناك مجال للشائعات مرة أخرى.
بدأت رحلة محمود ياسين مع المرض في عام 2014 عندما كان متعاقدا على مسلسل «صاحب السعادة» لتقديمه مع «الزعيم» عادل إمام، لكن بشكل مفاجئ غادر ياسين بعد إجراء البروفات الخاص بالشخصية التي كان من المقرر أن يقدمها وفسخ العقد الذي يجمعه بالشركة المنتجة، وسط تساؤلات حول السبب وراء ذلك، وفي تلك الأوقات انتشرت الأنباء من داخل المسلسل أن السبب وراء مغادرته للعمل هو معاناته مع مرض الزهايمر وعدم قدرته على حفظ النص الخاص بالعمل، وعلى مدى السنوات الأخيرة لم يعد ياسين قادرا على العمل، وفي نفس الوقت لم تجزم أسرته عن طبيعة المرض الذي يعاني منه، إلا أنهم دائما ما كانوا يؤكدون عدم قدرته على العمل مرة أخرى.
وفي أغسطس الماضي خرجت زوجته، في مداخلة هاتفية لبرنامج «التاسعة» على القناة الفضائية الأولى المصرية، لتكشف تطورات الحالة الصحية بزوجها، حيث أكدت أن حالته إلى حد ما مستقرة، لكن ليس هناك تحسن، قائلة: «أنا ملازمته على طول وأتمنى من الله إن حالته الصحية تفضل كده ويفضل حسه في الدنيا».
وأكدت شهيرة أنها منعت الزيارة عن المنزل بسبب كورونا، وذلك لمدة 5 أشهر، موضحة أنها رفضت دخول ابنهما عمرو إلى المنزل، ومن كان يريد رؤيته كانت تسمح له من بعيد فقط، قائلة: «محمود كلم رجاء الجداوي قبل وفاتها وعرفها، وكانت مبسوطة جدا أنها كلمته».
شهيرة: رحل حبيب عمري خلاص
عبّرت الفنانة شهيرة عن حزنها الكبير لوداع زوجها النجم الراحل محمود ياسين، الذي رحل عن دنيانا أمس بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 79 عاما، ونشرت شهيرة صورة عبر حسابها الشخصي على «فيسبوك» صورة لزوجها، معلقة عليها: «رحل حبيب عمري خلاص».
تكريمات وجوائز في حياته
يعد الفنان الكبير الراحل محمود ياسين أحد أعمدة الفن العربي، ومن أهم النجوم في تاريخ السينما المصرية، وحصل على أكثر من 50 جائزة في مختلف المهرجانات في مصر وخارجها لمساهمته بأدوار مهمة، وكان من بينها مهرجان السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984، كما حصل على جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975.
كما حصل على جوائز التمثيل من مهرجانات طشقند عام 1980، ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980، كما اختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998 ورئيس شرف المهرجان في نفس العام إلى جانب توليه منصب رئيس جمعية كتاب وفناني وإعلاميي الجيزة، وتم اختيار الراحل محمود ياسين عام 2005 من قبل الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتاليين ٢٠٠١ و٢٠٠٢.
[ad_2]
Source link