نساء يتحدثن عن تجاربهن في الحب والجنس والإبتزاز عبر الإنترنت
[ad_1]
قبل سنوات، عندما وقعت الفنانة الهندية إندو هاريكومار في الحب، اعتقدت أن تجربتها كانت الرومانسية المثالية بعينها.
ولكن في غضون أشهر، وبعد خلافات متكررة بين الطرفين، بدأت تلك العلاقة تنهار، وكانت معظم خلافاتهما تدور حول ما كانت تنشره على الإنترنت.
وقالت هاريكومار لبي بي سي: “لم تكن لدي أي فكرة ما يثير غضبه أو يرضيه، كنت كلما أنشر صورة أو صورة سيلفي على وسائل التواصل الاجتماعي، كان ينزعج ممن يعجبون بصورتي ومن يعلق عليها”.
ونظراً لأنها لم ترغب في إثارة غضبه، قامت باختصار قائمة أصدقائها، وإلغاء صداقاتها السابقة، وقيدت التواصل مع الأصدقاء الذكور.
“حتى عندما لم يكن حاضراً، كنت أفكر فيه قبل أن أقوم بوضع أي منشور، كنت أحاول أت أخمن رد فعله؟ وسرعان ما امتدت تلك القيود إلى حياتي خارج عالم الانترنت أيضاً، كنت كمن يمشي على قشر البيض”.
لكن كل ذلك لم يجد نفعاً، فهو لا يزال يجد أشياء تثير غضبه.
“ذات يوم، انزعج من تغريدة عشوائية نشرها شخص ما يقول فيها: “سأفعل أي شيء لشخص يضع حلقة في أنفه”. فقام صديق لي، لديه عدد كبير من المتابعين بالإشارة إلى صفحتي وعلق ” إذاً يجب أن تنظر إلى إندو”.
وتقول: “لم أشاهد التغريدة لكن شريكي أرسل لي رسالة تقول” لديك قوادون على أعلى المستويات”، مضيفة أنها ليست الإساءة الوحيدة التي واجهتها عبر الإنترنت.
ويحمل مشروع إندو الفني الأخير على الإنستغرام عنوان “الحب والجنس والتكنولوجيا” وهو يعتمد على قصص من تجربتها الشخصية وتجارب نساء أخريات تعرضن للإساءة عبر الانترنت. وتدعمها حملة عالمية تدعى Take Back the Tech ، لجعل العالم الرقمي أكثر أماناً للنساء.
الإساءة عبر الإنترنت منتشرة على مستوى العالم والكثير منها موجه للنساء. ويتم تصيدهن بسبب مواقفهن السياسية أو آرائهن، وتشكو الكثيرات منهن من تلقي تهديدات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
في عام 2017 ، أجرت منظمة العفو الدولية استطلاعًا شمل 4 آلاف امرأة من ثماني دول ووجدت أن 76 في المئة من النساء اللواتي تعرضن للإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي قمن بتقييد استخدامهن لتلك الوسائل، وقالت 32 في المئة إنهن توقفن عن التعبير عن آرائهن حول بعض القضايا.
وقال التقرير إنه في الهند أيضاً، أدت زيادة استخدام الإنترنت إلى تعرض المزيد من النساء للإساءة عبر الإنترنت بسبب مشاركتهن لآرائهن في الحياة العامة على منصات التواصل الاجتماعي.
ويقول نشطاء إن الإساءة عبر الإنترنت لها القدرة على “التقليل من شأن المرأة وتحقيرها وترهيبها وإسكاتها في نهاية المطاف”.
هناك المجهولون في الفضاء الإلكتروني الذين لا يتورعون عن الاساءة للنساء لكن المشكلة الأكبر هي كيف يتعامل المرء مع الإساءة الصادرة من الأقارب والمقربين؟
هذا ما توثقه صفحة “الحب والجنس عبر الانترنت”، إنها تسلط الضوء على كيف يؤدي العنف القائم على اساس النوع الاجتماعي في العلاقات الحميقية إلى تقلص المساحة التي تشغلها النساء على الإنترنت.
تقول هاريكومار، عندما نشرت لأول مرة منشوراً في أغسطس /آب تطلب من النساء مشاركة قصصهن حول “القيود والرقابة والسيطرة التي يفرضها عليهن شركاؤهن الحميميون”، لم تكن تعتقد أنها ستحصل على الكثير من الردود.
أطلقت على مشروعها في البداية اسم “الحب والجنس والعنف”، لكن بعد ذلك “أدركت أن الكثير من الانتهاكات في الهند لا تعتبر حتى عنفاً، لا سيما الانتهاكات العاطفية”.
لذلك، نشرت مزيداً من التفاصيل، موضحة أن “هذا قد يكون أي شيء بدءاً من التهديد بنشر محادثة خاصة على الملأ أو بين أصدقائها وليس انتهاء بتهديهن بنشر صورهن العارية أو تسريبها، مسببين لكن إساءات عاطفية أو جسدية أو أضرار جنسية بسبب محادثتكن أو نشركن لمنشور لا يوافقونكم عليه أو حتى إضافة برامج تجسس على أجهزتكن الالكترونية”.
تقول هاريكومار إنه في غضون أيام ، استجابت الكثير من النساء وشاركن قصصهن عن تعرضهن لـ ” الابتزاز والتحكم ونعتهن بالعاهرات والتلاعب بعواطفهن ومشاعرهن”.
وتقول: “لم أكن أعتقد أنني سأحصل على مثل هذه القصص بكثرة” ، مضيفةً أن العديد من النساء قلن إنهن تسترن على الصدمات التي تعرضن لها لفترة طويلة ووجدن أن مشاركة قصصهن كانت بمثابة “شفاء”. في الوقت نفسه ، أردن أن تكون قصصهن بمثابة تحذير للأخريات اللواتي قد يجدن أنفسهن في وضع مماثل.
وتحدثت إحدى النساءفي رسالة لها قائلة إنها “كانت حريصة على جسدها” ،وكما كانت صدمتها كبيرة عندما علمت أن عشيقها قد شارك صورة عارية لها على الإنترنت دون موافقتها.
“بعد ثلاثة أسابيع من مشاركته للصورة، أراني الصورة قائلاً: أتمنى أن تأخذيها بروح رياضية”. وكان “سعيداً لأن الكثير من الرجال علقوا على الصورة قائلين أنهم يرغبون بي جنسياً”.
وتابع قوله “لا يمكن لهؤلاء الرجال الوصول إليك، أنا وحدي الذي يمكنني الوصول إليك”.
قلت له أنك منحرف. فكان رده أنه فعل ذلك لأنه أراد أن أشعر بالرضا عن جسدي، لكنني شعرت بانتهاك شديد”.
وكتبت أخرى قائلة إنها توقفت عن نشر صور سيلفي لأنها في كل مرة تنشر صورة، كان صديقها يوبخها ويقول لها أن هذه هي طريقتك للتأكد بأنك لا زلت مرغوبة من قبل الرجال”.
وقالت أخرى إن شريكها ظل يزعجها حتى أطلعته على كلمة سر بريدها الإلكتروني لأنه اتهمها “إما أنك تخفين أمراً ما أو تتحدثين إلى رجال آخرين”.
وقالت امرأة أخرى إن شريكها استخدم إبهامها لفتح هاتفها بينما كانت نائمة وأخجلها لاحقاً بسبب مقطع فيديو شاهدته عبر الإنترنت.
تقول هاريكومار إن جميع النساء تقريبًا سردن تجارب مماثلة لتجربتها، فقد توقفن عن التحدث إلى أصدقائهن السابقين وحذفنهم من قائمة أصدقائهن وتوقفن عن نشر صور السيلفي لإرضاء شركائهم. كما قمن بإزالة الصور التي تظهر جزءاً من صدروهن أو عندما كن يدخنّ أو يشربنّ الكحول.
“كنَّ يحذفن المحادثات السابقة في محاولة للظهور بشكل جيد. معظم النساء يلجأن إلى لعب دور “الفتاة الطيبة “. إنه شيء مشترك بينهن في جميع أنحاء العالم، حفاظاً على سلامتهن.
قيل لنا أن النساء نوعان فقط، إما مريم العذراء أو العاهرة.
“لذلك، نعتقد أننا إذا كنا جيدات، ستنتهي الأمور على ما يرام. وغالباً ما نلوم أنفسنا عندما تسوء الأمور”.
لكن ما يثلج الصدر، كما تقول، هو أن النساء اللواتي “أرسلن قصصهن قلن إنهن أدركن أنهن يتعرضن للإيذاء ووقفن في وجه المسيئين لهن”.
كتبت إحدى النساء عن كيفية وقوفها في وجه صديقها السابق الذي هددها بإرسال صورها إلى والدها بقوله: “سأخبره أن ابنتك عاهرة”.
وقالت أخرى إن صديقها السابق هددها بمشاركة صورها العارية عبر الانترنت عندما انفصلت عنه. لكنه تراجع عندما هددته بتقديم شكوى لدى الشرطة.
تقول هاريكومار: “الأسوأ هو ألا تقف في وجه من يسيء إليك، والأكثر ألماً من شعور الكراهية تجاه الشخص، هو أن تشعر بالغضب وتلوم نفسك على عدم الدفاع عن نفسك”.
وتقول إنها تحاول من خلال مشروعها “الحب والجنس والتكنولوجيا” بتوثيق قصص نساء اللواتي يتعرضن للإساءة ويقفن في وجه من يسيئون إليهن ويستعدن السيطرة على التكنولوجيا لاستعادة حريتهن في العالم الافتراضي.
[ad_2]
Source link