أخبار عربية

زيارة إلى البلدة البريطانية ذات “الجنسية الثالثة”


  • مايك ماكيتشيران
  • صحفي

التعليق على الصورة،

تقع “بيريك آبون تويد”، وهي آخر بلدة في أقصى شمال إنجلترا، على بعد أربعة كيلومترات فقط من الحدود مع اسكتلندا

إذا كنت تهوى الألغاز الجغرافية؛ فإليك أحدها: ما هي البلدة التي تحتوي على معالم متنوعة؛ مثل نهر تويد العامر بأسماك السلمون، وموقع سكوتسغيت، الذي يشكل جزءا من جدران دفاعية أثرية لا تزال قائمة حتى الآن ومُصانة بعناية؟ وأي بلدة يمكنك أن تجد فيها متحفا مخصصا لتتبع تاريخ فوج مشاة في الجيش البريطاني، كان يحمل اسم “الاسكتلنديون القاطنون قرب الحدود والخاضعون لإمرة الملك”؟

إن أردت مفتاحا للحل؛ فلتعلم أن فريق كرة القدم الخاص بهذه البلدة ينافس في دوري الدرجة الخامسة الاسكتلندي. فأين نحن إذا؟

السؤال مراوغ ومخادع بطبيعة الحال. فالبلدة المعنية ليست في اسكتلندا، بل في أقصى شمال إنجلترا، إذ نتحدث في واقع الأمر عن “بيريك آبون تويد”، تلك المنطقة الساحلية الآهلة بالسكان، الواقعة على مصب للنهر معقوف الشكل، يقبع على الساحل الرملي لمنطقة نورثمبرلاند. ورغم وقوع هذه البلدة فعليا في إنجلترا، فإن ما تتصف به من سمات محيرة، وما شهدته من أحداث تاريخية غريبة من نوعها، يدفعك كثيرا للتفكير في اسكتلندا؛ الجار الشمالي لإنجلترا، والذي يقع على بعد أربعة كيلومترات فقط من هذه المنطقة.

وتعود أسباب التفكير في اسكتلندا إلى أن “بيريك آبون تويد” كانت – قبل وقت طويل من تحولها إلى بلدة إنجليزية – منطقة اسكتلندية مثلها مثل أدنبرة ودندي وغلاسكو. ففي عشرينيات القرن الثاني عشر، كانت إحدى بلدتين اسكتلنديتين فحسب مُنحتا صلاحيات حكم ذاتي بمرسوم ملكي. وكان ميناء المدينة غاصا بالنشاط والحركة، بوصفه واحدا من أكبر الموانئ وقتذاك في بريطانيا. ولنحو مئتي عام، كان التجار ينقلون منه الصوف والغزل إلى فرنسا ومقاطعة فلاندرز، وما ورائهما.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى