التطبيع: هل “تتخلى” السعودية عن قضية فلسطين بعد تصريحات الأمير بندر بن سلطان؟
[ad_1]
تباينت آراء الكتاب في صحف عربية بشأن المقابلة التي أجراها بندر بن سلطان بن عبد العزيز، السفير السعودي السابق في واشنطن أمين مجلس الأمن الوطني السابق، مساء الاثنين مع قناة العربية وانتقد خلالها القيادات الفلسطينية.
أشاد معلقون في صحف خليجية، خاصة السعودية بالمقابلة التي اعتبرها بعضهم كشفا لما قدمته المملكة للقضية الفلسطينية، بينما انتقد آخرون موقف بندر بن سلطان معبرين عن تخوفهم من أن تتجه السعودية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل أسوة بدولتي الإمارات والبحرين.
“ضربة معلم”
قالت صحيفة “الرياض” السعودية: “كشف الدبلوماسي المخضرم والخبير في كواليس المنطقة والسياسة الدولية، مجمل المواقف العجيبة للقيادات الفلسطينية التي ألحقت بقضيتهم أضرارا بليغة، وحولتها من قضية حق أبلج، ومظلمة تاريخية، إلى سلعة يتاجر بها أهل القضية”.
ووصف حمود أبو طالب، في صحيفة “عكاظ” السعودية، لقاء الأمير الذي أجرته قناة العربية بأنه “ضربة معلم”.
وأضاف: “الأمير بندر اختار بذكاء أن تكون الحلقة الأولى نوعا من المكاشفة بشأن القضية العربية التاريخية التي أصبحت ملتبسة بسبب مساراتها الخاطئة وعثراتها الكبيرة، القضية العادلة التي يدافع عنها محامون فاشلون بحسب وصف الأمير، والتي بذريعة خدمتها اُرتُكب كثير من الشرور والآثام والغدر والخيانات للقريب والبعيد، وتحولت بسبب ذلك إلى صنبور للمكاسب الشخصية المستمرة للمتاجرين بها، ومعاناة مزمنة للشعب الفلسطيني المغلوب على أمره”.
وأعرب مشاري الذايدي عن رأي مشابه في صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية ووصف المقابلة بـ” فصل المقال، وحديث ’جهينة‘ الذي هو الخبر اليقين… ذاكم كان حديث الأمير بندر بن سلطان…هذه ’ضربة معلم‘ بصراحة على هذه الشاشة ومنصاتها”.
كما أشادت سوسن الشاعر، في صحيفة “الوطن” البحرينية، بلقاء بندر بن سلطان واعتبرته تدشينا لـ”سياسة إعلامية جديدة للمملكة العربية السعودية بتأسيس خط دفاعي لها جديد وعصري وغير تقليدي مختلف عن سياستها الإعلامية التقليدية التي عهدناها زمنا طويلا”.
وأضافت أن الأمير بندر “دشن سياسة للمملكة تتناسب مع تلك التحديات السياسية الجديدة للتعامل مع القيادة الفلسطينية من الآن فصاعدا، وهي الإعلان عما قدمته المملكة لهم بشكل خاص وللقضية الفلسطينية بشكل عام ليس الآن فقط بل على مدى تاريخ القضية أكثر من سبعين عاما من خلال خطاب متحرر من القيود الرسمية، لكنه ضمن خط المملكة ونهجها الجديد المتفق عليه”.
“حرب خليجية شرسة” ضد الشعب الفلسطيني
وانتقدت معلقون، خاصة في الصحف الفلسطينية، حديث بندر بن سلطان، معتبرين إياه إشارة لتغير السياسية السعودية تجاه القضية الفلسطينية.
قالت صحيفة “المنار” الفلسطينية: “إن تهجم بندر بن سلطان يؤكد الأنباء التي تتحدث عن المهمة الجديدة التي يضطلع محور التطبيع لتنفيذها في الساحة الفلسطينية الذي يصر على انتزاع الورقة الفلسطينية لصالح سياساته ومصالحه، مما ينذر بحرب خليجية شرسة ضد الشعب الفلسطيني، وما لذلك من تداعيات خطيرة، فما تفوه به بندر بن سلطان يؤكد خطورة الدور السعودي المرسوم في تل أبيب وواشنطن”.
وأضافت الصحيفة محذرة: “سوف نشهد في الفترة القريبة القادمة تخليا خليجيا كاملا عن القضية الفلسطينية ومشاركة أنظمة الخليج بقوة وبكل الوسائل في تمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية، وتأتي هذه المقابلة في وقت يشهد لقاءات وحوارات بين الفصائل والقيادات الفلسطينية، بهدف التوتير والتخريب والإدانة، ونشر الادعاءات والأباطيل، مما يؤكد رفض المملكة السعودية لأية جهود تهدف توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتنفيذ خطوات دستورية”.
كما أبرز موقع “فلسطين اليوم” تصريحات سامي أبو زهري عضو حركة حماس التي عبر فيها عن رفضه لتصريحات المسؤول وقال “إن هذه التصريحات مؤسفة، ولا تخدم إلا الاحتلال”.
وقال عريب الرنتاوي في مقال عنوانه ” في البحث عن ’شماعة‘ لتعليق العجز والفشل” نشرته صحيفة “الدستور” الأردنية: “مناخات الهزيمة والتفكك التي يعيشها النظام العربي منذ سنوات، وتجلّت مؤخرا بأكثر صورها سفورا وابتذالا، رفعت ’الدعاية الإسرائيلية‘ إلى مستوى ‘الخطاب الرسمي‘ للبعض، وأخذ الناطقون باسمها، من إعلاميين وسياسيين، السابقين بخاصة، يرددون هذا الخطاب بلا حياء، بل ويعيدون إنتاجه بوصفه خطاباً لهم، وكشفاً مبكراً من استكشافاتهم، حتى صار مألوفاً أن تسمع أحدهم يتحدث عن ’مسؤولية الفلسطينيين‘ عن ضياع فرص السلام، وينتقد تردد قياداتهم وانحيازها لـ’الجانب الخطأ‘ من التاريخ؟!”
واعتبر حسام عرفات، في مقاله بصحيفة “رأي اليوم” اللندنية أن “ظهور بندر بن سلطان على قناة سعودية شبه رسمية تمثل الموقف الرسمي السعودي تعكس إلى حد كبير تطور وتغير سلبي في الموقف الرسمي السعودي تجاه القضية الفلسطينية واستياء سعودي صريح تجاه ردة الفعل الفلسطينية من اتفاقيات التطبيع التي عقدتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل برعاية أمريكية”.
ووصف الكاتب المقابلة بـأنها “رسالة صارمة للقيادة الفلسطينية ومؤشر قوي على استعداد القيادة السعودية وتحضيرها لخطوات قريبة وسريعة باتجاه التطبيع مع إسرائيل”.
[ad_2]
Source link