أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

التربية النفسية الإسلامية .. مقال بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين

إيسايكو: التربية النفسية الإسلامية .. مقال بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين

تشكل التربية النفسية في الاسلام أهمية كبرى عند الأكاديميين والباحثين في مجال العلوم الاجتماعية والانسانية وبعيدا عن التعقيدات والفلسفات ساتكلم عن هذا الموضوع ببساطة حتى نستفيد منه ونتمكن من فهمه وتطبيقه وابدأ بظاهرة جميلة جدا وتاريخية وهي حلقات تحفيظ القران الكريم التي كانت منتشرة في ربوع العالم العربي قبل اتفاقية سايكس بيكو التي تقاسمت بريطانيا وفرنسا بموجبها الوطن العربي وكان اول قرار اتخذته هو الغاء الكتاتيب التي يصبح رصيد الطفل فيها اكثر من مليون مفردة عندما يصل سن السابعة او الثامنة لانه يتعلم القران والتفاسير قواعد النحو والفية ابن مالك وبالتالي ترتفع نسبة ذكاؤه وتقوى ذاكرته وارجو ان نعود الى اعتماد نظام الكتاتيب وتحديثه وتطويره بما يواكب التطور التكنولوجي حتى يعود لاطفالنا ذكاؤهم وتركيزهم وتفوقهم.. ويوجد في بلادنا حاليا حلقات تحفيظ القران الكريم وشاهدت قبل فترة حلقة في مسجد و ظننت في البداية انه يوم عادي حيث يجلس شيخ ويلقن الأطفال القرآن الكريم ويصحح لهم الأخطاء ولم ادقق كثيرا وصليت المغرب واردت المغادرة فإذا بالأطفال الذين صلوا معنا ينشطون بعد الصلاة ويحولون خلفية المسجد إلى ساحة لعب واحضروا طاولة تنس جهزوها و امسكوا المضارب يلعبوا ويتنافسوا ويشجعوا بعضهم وكان الشيخ يلعب مع الأطفال كأنه واحد منهم ولاحظ انتباهي لهم فدعاني للمشاركة ورحب بي وقال لي قد يهاجمني البعض ويقولوا صاحب بدعة او فاسق
فقلت له: العفو لكن ما الهدف الذي تريد ان تصل إليه من أساليب التربية واللعب في المسجد؟
فقال الشيخ .. الهدف باختصار قتل النفاق .
لم اتوقع اجابته أبداً وانا من كنت أظن نفسي انني خبير في الأساليب والأهداف التربوية والنفسية كلها بحكم طبيعة تخصصي وعملى كأخصائى تربوي وتنموي واداري خلال اكثر من عشرين عاما …فقلت له وكيف ستقتل النفاق؟
قال : عندما يلتحق الطفل بحلقة التحفيظ ليتعلم القرآن الكريم سيعيش في بيئة إيمانية نظيفة .. ثم سيخرج إلى الشارع يريد أن يشبع رغباته كطفل يريد اللعب واللهو والأصدقاء فيجد بيئة غير منضبطة غالباً وفيها تصرفات والفاظ سلبية .. ولابد أن يتأقلم الطفل مع هذه البيئة حتي يستطيع أن يشبع رغباته من خلالها .. فإن عاد إلى حلقة التحفيظ سيلتزم سلوك التدين والتأدب بآداب القرآن الكريم كما هو مطلوب منه وبالتالي سيعيش الطفل حالة من التقلب والاهتزاز النفسي ستؤدي به إلى طريق النفاق .. هل عرفت الآن.. لماذا نربي الأولادنا في الحلقة نحفظ ونلعب ندرس ونلهو نختلف ونتفق..؟ نعم فهمت
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل من المسجد حياة كاملة.. حتى أنه كان يتسابق مع عائشة وهو في طريقه للقتال ويمازح اصحابه ويضحك داخل وخارج المسجد .. فالمسجد ليس رمز التعقيد او التقييد والتشدد بل على العكس المسجد كان في عهده صلى الله عليه وسلم يصلح لكل شي من احتفال او اشهار زواج او مسابقة او حلقات تعليم او تدريب على فنون قتالية نظرياً.. لكن كثير من المسلمين حاليا أخذوا من الإسلام جسده وشكله وتركوا روحه وجوهره .. وهنا تذكرت قصة المرأة المسيحية التى بعثت بابنها المراهق الى أحد المراكز الإسلامية في أوروبا لكي يُسلم وعندم سألها الإمام لماذا تريدين من ابنك أن يسلم ..؟
قالت :لي صديقة مسلمة كلما دخل ابنها البيت اوخرج يقبل يدها واريد أن يكون ابني مثله … نعم هذه هي خلاصة التربيةالنفسية الاسلامية السليمة
علموا أولادكم الشطر الأعظم من هذا الدين ..الحب .. التسامح .. اللين .. البشاشة .. العفو ..الرحمة والسلام

إن في القرآن الكريم 6236 آية… آيات العبادات في القرآن لا تزيد عن 130 آية فقط أي نسبة 2% من القرآن في حين ان آيات الأخلاق 1504آية اي نسبة 24% من القرآن ، تقريبا ربع القرآن ،ومع ذلك يركز غالبية المسلمين علي العبادات فقط ويتركون الجزء الأكبر من المعاملات وحُسن الخلق ! فالدين كله اخلاق ومن فاقَك في الاخلاق ،فاقَك في الدّين.
إذاً.. المسألة تربية نفسية بحتة من خلال تطبيقنا نحن للأعمال الدينية بشكل اخلاقي وصحيح وان تأسيس ابنائنا على اخلاقيات الدين الاسلامي وتعزيز ذلك في معاملاتنا امامهم كوننا قدوات لهم سيصلح الخلل في نفسيات وقلوب الاجيال القادمة
ولنلاحظ..
– مثلا حينما يقف الاب والام للعمل بالساعات الطويلة في البيت فإن الجسد يتحمل .. بينما وقت الصلاة يقرأون قصار السور لينهوا الصلاة بسرعة !!!
الابن يلاحظ ولا يتكلم ويترسخ داخله ان الخلل ليس بالجسد ولكنه في القلوب اللاهية وبالتالي سيتعلم التقصير والنفاق

– وحينما تسهر العائلة على أتفه الأمور .. ولا يتذكر اي احد منهم قيام الليل وينام الجميع قبل الفجر بلحظات من إرهاق السهر دون صلاة الفجر.. كيف ستنشأ نفسية الطفل وقتها؟ هنا ايضا سيحدث تقوية للخلل في النفوس و القلوب مع ان الأجساد قوية لكن الارواح تائهة ولاهية

– وحينما يحرص الوالدين أن يستيقظ أبنائهم للمدرسة مبكراً طوال الستة عشر عاماً في مسيرتهم الدراسية ولا يوقظوهم لصلاة الفجر قبلها بل ويفشلون في إيقاظ انفسهم وفي يوم الجمعة لا يستيقظ احد لأنها اجازة فإن المشكلة ليس أننا لا نستطيع الإستيقاظ مبكراً بل إن قلوبنا لا تستطيع أن تستيقظ لله ولكنها تقفز لأمور الدنيا ثم نورث ذلك لابنائنا فكيف ستكون نفسياتهم اسلامية ايمانية نشطة خادمة لمقاصد الدين الخمسة
بالمناسبة ما هي المقاصد الخمسة للشريعة الإسلامية..؟ كثير لا يعرفوها

– وحينما نجلس ساعات طويلة امام هواتفنا نطلع على وسائل التواصل و أخبار الدنيا وجروبات قيل وقال ونعجز عن الجلوس نصف ساعة لقراءة القرآن عبر تطبيق في ذات الهاتف.. واولادنا يشاهدوننا وسيقلدوننا حتما في هذا المرض النفسي المسمى هاتف حديث فاننا لا يمكن ان نربي اولادنا تربية نفسية سليمة وقوية لاننا نحتاج الى من يقوّم لنا سلوكنا نحن الاباء والامهات .. فنحن نجد وقتاً لنعمل ونتاجر ونلعب رياضة ونستحم و نأكل ونتحدث ونضحك وندرس ونتزاور .. الوقت كثير و العلة ليست بأننا لا نجد وقتاً للطاعات وتربية الابناء ولكن قلوبنا لاهية لاهثة لا نمتلك وقتاً لنفكر بالطاعات وتربية ابنائنا بشكل نفسي سليم وصحيح يستند على اخلاق ديننا الجميل.. نعم المشكلة ليست أننا لا نستطيع فالله جل جلاله لا يكلفنا إلا بما نستطيع ولا يكلف الله نفساً الا وسعها المشكلة في قلوبنا ونفسياتنا المقصرة المهتزة المريضة و التي ستنعكس على قلوب ونفسيات ابنائنا حتماً وبالتالي سيزداد الغرق في مستنقع التخلف لقد ادرك العرب في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته والتابعين ..هذه المعاني كلها لذلك كانت علاقتهم بالله علاقة مباشرة ومن امثلة ذلك أن الشاعر الأصمعي سار يوما فوجد رجلا فسأله من اين أنت يا أخ العرب.. ؟ قال من أصمع..
قال الرجل :و من اين انت آتٍ..؟
قال الاصمعي من المسجد..
قال و ما تصنعون بالمسجد..؟
قال نصلي و نقرأ القرآن الكريم ..
قال هل تعلمني شيء من القرآن ..؟
قال الاصمعي نعم وقرأ عليه سورة الذاريات..فلما وصل إلى قوله تعالى
( و في السماء رزقكم و ما توعدون)
قال الرجل حسبك و قام الرجل و ذبح ناقته و تصدق بها يقينا منه بصدق كلام الله الرزاق ثم انصرف…. و بعد عامين من لقاءهم، خرج الاصمعي للحج فلقي ذات الرجل فجائه وقال ألست الأصمعي..؟ قال نعم..
قال زدني مما قرأت علي المرة السابقة..
قال فقرأت عليه بقية السورة..
(فورب السماء و الأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون)
هنا انتفض الرجل و صرخ بأعلى صوته :
ومن أغضب الله حتى يُقسم
من أغضب الله حتى يحلف
اما كان يكفيكم قوله ..
(و في السماء رزقكم و ما توعدون)
وظل يرددها ثلاثاً، حتى فاضت روحه..
هل فهمتم العمق في القصة؟
إن ما جعل الرجل يموت فوراً ظنه ان الناس في زمانه جعلوا الله يُقسم ليصدقوا بأن رزقهم مضمون..
فكيف بهذا الرجل لو عاش بيننا الآن و رأى الذين لا يصدقون الله سبحانه حتى بعد أن أقسم .. حيث ترى الواحد منهم يلهث وراء جمع المال حتى لو كان حراما.. بدعوى أنه لا يضمن الظروف و يريد أن يضمن مستقبل لأولاده… وطبعا يشاهده أولاده ويتوارثون منه ذلك الضعف النفسي وبالتالي يصبح المجتمع كله باحث عن الدنيا ويتناسى الكل أن المستقبل بيد الله فقط وان مستقبل الاولاد ليس ارض وبيت و سيارة و رصيد بنكي .. بل مستقبل الأبناء مرهون بالعمل الصالح للاباء والامهات وتذكروا قوله تعالى..(و كان أبوهما صالحا) وان الله ارسل نبي ليقيم لهما جدارا على كنزهما..
هذا ما يجب ان نربي عليه ابنائنا لتقوية نفسياتهم وشخصياتهم ومعنوياتهم
علينا ان نعزز فيهم ان السعادة من داخل قلوبهم مهما كان الحال وان نرشدهم للكتب المفيدة لحياتهم ونناقشهم فيها وان نروي لهم القصص الهادفة المؤثرة ليتعلموا منها ومن تلك القصص قصة مرتبطة بما قلته سابقا واختم بها مقالي حيث ﺗﻘﻮﻝ قصة اسطورية مجازية قديمة أﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ هدفه الأول ان يجعل الانسان مُتعباً نفسيا وشقياً.. فعقد اجتماعا ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ليبحث عن ﻃﺮﻳﻘﺔ موحدة لإرهاق وإشقاء ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ دوماً.. فقال ﺷﻴﻄﺎﻥ من الجالسين: نجعله يخسر ﺛﺮﻭﺗﻪ فيشقى…. ﺭﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ
– ﺑﻞ ﻧﺰﻳﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﺷﻘﺎﻭﺗﻪ ….
ﻗﺎﻝ شيطان ﺁﺧﺮ :
– ﻧﺴﺮﻕ ﻋﻘﻠﻪ
ﺭﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻋﻘﻠﻪ؟ ﻭﻛﻴﻒ سيشعر ﺑﺘﻌﺎﺳﺘﻪ اذا كان بلا عقل ؟
فقام ﺷﻴﻄﺎن عجوز ﻭﻗﺎل: اسمع ﻳﺎ ﻋﺪﻭ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ،إن ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ، ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺴﺮﻕ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ !
ﻭﺍﻓﻖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻗﻮله.. وانطلقوا ﻭﺳﺮﻗﻮﺍ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭالسعادة ﻓﻌﻼً ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ يطلبه الانسان
ثم ظهرت للشياطين ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻲ
ﺃﻳﻦ ﻳﺨﺒﺌﻮﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻌﺜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ
فقال ﺷﻴﻄﺎﻥ :ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ : ﻓﻲ ﺃﻗﺎﺻﻲ ﺍﻷﺭﺽ .
ﻫﻨﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﺸﻴﻄﺎن العجوز :ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻞ ﺷﺮ ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻌﺜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰٰ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ .. ﺧﺒﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻪ … ﺧﺒﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻪ ! ﺳﻴﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﻟﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﻟﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻻﺧﺮ ﻭﻟﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ موجودة ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺧﺎﺭﺟﻪ !
ﺍﻧﺤﻨﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻬﺬا ﺍﻟﺸﻴﻄﺎن احتراما
ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ حوله … ﺇﻟّﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎق قلبه وﺩﺍخل روحه.
العبرة ﺍﻧﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ تصنع ﺳﻌﺎﺩتك وصحتك النفسية
فاﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﺗﻤﻨﺢ … إﻧﻤﺎ ﺗُﺼﻨﻊ
إن ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ، ﺍﻟﺤﺐ ﺳﻌﺎﺩﺓ ، ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺳﻌﺎﺩة ،ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺳﻌﺎﺩﺓ ، ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺳﻌﺎﺩﺓ ،
ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺳﻌﺎﺩﺓ
باختصار شديد ..ﺍﻟﺴﻌﺎﺩة ﻗﺮار
وانت من تقرر كيف تكون نفسيتك ونفسية ابناؤك واحفادك مستقبلاً
إما سليمة.. واما مهزوزة بناء على وعيك.
إن من المؤسف انه ما يزال البعض يعتقد أن الفرق بين الأمم المتقدمة والمتخلفة مجرد فارق صناعي أو اقتصادي أو علمي ؛ ولكن الفارق الحقيقي هو فارق نفسي ذهني وفكري مبني على عقيدة دينية واقتناع بجدوى التغيير ذاته ،
هل نلاحظ الفرق الشاسع بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية ؟
بين الصين الشيوعية -قبل الثمانينيات-والصين الرأسمالية هذه الأيام ؟
بين أوربا التي خلعت عنها سلطة الكنيسة وخرافات العصور الوسطى ، وبين العالم العربي الذي ما يزال يعاني من قيود التدين الشكلي وليس التدين الاعتقادي ؟!
ان سبب ذلك الفارق الشاسع هو التربية النفسية السليمة القوية المستندة الى فهم حقيقي وتطبيقي وعملي وعلمي للدين والاخلاق وينتج عن كل ذلك إرادة التغيير الإيجابي الهاديء السريع المبهر على شكل ثقافة بديهية يفترض ان تبدأ عندنا بحلقات تحفيظ القرآن عن وعي وفهم وعلم مرورا بالتعليم في المدارس والجامعات انتهاء بالتطبيق العملي على الارض لتحقيق النهضة والا سنبقى كما نحن … في ذيل القائمة
اعتذر اذ اطلت لكن الموضوع يستحق
ارجو ان تكون الرسالة مفهومة.
د.أحمد لطفي شاهين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى