حرب أكتوبر: لماذا أعلنت واشنطن حالة التأهب النووي في حرب 1973 بين العرب وإسرائيل؟
[ad_1]
منذ 47 عاما اندلعت في منطقة الشرق الأوسط حرب بين دول عربية وإسرائيل كانت بدايتها في 6 أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام.
وكان يوم كيبور (ما يطلق عليه بالعربية: عيد الغفران في الديانة اليهودية) من عام 1973 مثل غيره من أيام كيبور (عيد الغفران في الديانة اليهودية) في إسرائيل في كل سنة، إذ تتوقف الحياة تماما ويصوم فيه اليهود ويقومون بأداء الصلوات.
وكما كتب كيفين كونللي مراسل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط قبل عدة سنوات فإنه أكثر الأيام قداسة عند اليهود وأكثر الأيام التي تصبح فيها إسرائيل في أشد حالات الضعف.
وهو اليوم نفسه من عام 1973 الذي اختاره المصريون والسوريون لشن حرب خاطفة على إسرائيل قبل 46 عاما وهي الحرب التي لازلنا نعيش تداعياتها حتى الآن.
وكانت هذه الحرب محاولة من العرب للرد على الهزيمة التي ألحقتها بهم إسرائيل عام 1967 حين أعادت رسم خريطة المنطقة وضمت مساحات واسعة من الأراضي وهزمت جيوش 3 دول عربية هي مصر وسوريا والأردن.
واستولت إسرائيل في ذلك اليوم على شبه جزيرة سيناء المترامية الأطراف واحتلت هضبة الجولان كما انتزعت الضفة الغربية من الأردنيين وبعدها كان من الواضح أن كلا من المصريين والسوريين مصممون على استرجاع ما ضاع في تلك السنة.
رسالة بريجنيف
كانت الحرب الباردة في أوجها في مطلع السبعينيات من القرن الماضي حيث دعمت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل ودعم الاتحاد السوفيتي مصر وسوريا وبالتالي أصبحت الحرب تجري بين الطرفين بالوكالة عن القوتين الأعظم في العالم.
وكانت الولايات المتحدة تنتج أفضل الأسلحة ولا تتردد في منح إسرائيل أحدثها، لذلك نجحت تل أبيب في وقف تقدم القوات المصرية والسورية سريعا وانتقلت فيما بعد إلى الهجوم فنجحت في استرداد أغلب الأراضي التي خسرتها ونشطت الجهود الدولية لوقف القتال.
وعلى أثر ذلك تلقى الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون رسالة من الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف.
وقد حذر بريجنيف من أن الروس قد يتدخلون في القتال بين إسرائيل ومصر، وكان الإسرائيليون في تلك المرحلة أصحاب اليد العليا بعد أن عبر الجنرال أرييل شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي فيما بعد) قناة السويس.
فماذا كان موقف الولايات المتحدة؟
ذكرت وثائق بريطانية سرية تم كشف النقاب عنها في عام 2004 أن الحكومة البريطانية كانت غاضبة من عدم استشارتها أو إبلاغها بشكل صحيح بشأن حالة تأهب نووي عالمي أعلنتها الولايات المتحدة خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973.
وكتب بول رينولدز مراسل الشؤون العالمية في بي بي سي حينذاك يقول إنه في المذكرة اللاذعة، التي نُشرت بعد 30 عاما من السرية، اتهم رئيس الوزراء البريطاني آنذاك إدوارد هيث الرئيس نيكسون بصرف الانتباه عن فضيحة ووترغيت.
وكتب هيث في تلك المذكرة يقول: “علينا أن نواجه حقيقة أن العمل الأمريكي تسبب في ضرر جسيم، كما أعتقد، في هذا البلد وفي جميع أنحاء العالم”.
وأضاف قائلا:”يجب ألا نقلل من تأثير ذلك على بقية أنحاء العالم”.
ومضى يقول “يبدو أن رئيسا أمريكيا في ذلك الموقف (فضيحة ووترغيت) مستعد للذهاب إلى مثل هذا المدى في أي لحظة دون استشارة حلفائه، ودون أي مبرر عسكري في ذلك الوقت”.
وهذه الحلقة هي مثال على مدى السرعة التي يمكن أن يحدث بها انقسام بين الولايات المتحدة وحلفائها.
وشدد هيث على أنه علم بحالة التأهب النووي من وكالات الأنباء.
وكتب هيث يقول: “عندما سألت وزير الخارجية (السير أليك دوغلاس هوم) عن ذلك، كنت جالسا بجانبه على المنصة بينما كان على وشك الإدلاء ببيان، لقد كان في نفس الموقف”.
وقد تفاقمت المشكلة بسبب محاولة واضحة من قبل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنغر للتقليل من أهمية حالة التأهب، فضلا عن مشكلة اتصال تتعلق بالبريطانيين.
ماذا تعني حالة ديفكون 3؟
وهكذا تم رفع حالة تأهب واستعداد الجيش الأمريكي إلى ما يعرف بـ “ديفكون 3 “حالة الدفاع 3”.
وهناك 5 مراحل من هذا القبيل والحالة الثالثة تعني أن جميع القوات، بما في ذلك القوات النووية، في حالة استعداد عالية.
دور الدكتور كيسنغر
وبحسب تقييم حالة التأهب من قبل لجنة المخابرات المشتركة، فإن الدكتور كيسنغر أبلغ السفير البريطاني في واشنطن اللورد كرومر عن حالة التأهب لكنه ذكرها بطريقة “محيرة” أو غامضة.
فقد أخبر اللورد كرومر عن “انخفاض مستوى التأهب العسكري مع إلغاء إجازات العاملين في البحرية والجيش في المناطق المجاورة للمنطقة التي تشهد الأعمال العدائية”.
ولفتت لجنة الاستخبارات المشتركة إلى أنه “من الصعب التوفيق بين هذا البيان وفرض مرحلة التأهب الثالثة التي شاركت فيها القوات الأمريكية، بما في ذلك قواتها الاستراتيجية، في جميع أنحاء العالم”.
استجابة بطيئة في لندن
أبلغ الدكتور كيسنغر اللورد كرومر في الساعة 0515 بتوقيت لندن.
ودخلت حالة التأهب حيز التنفيذ في حوالي الساعة 0600، وقد اتصل كرومر بلندن في الساعة 0620 ولكن لا يبدو أن أحدا أخذ الأمر على محمل الجد.
إذ لم يخبر أحد رئيس الوزراء أو وزير الخارجية.
وعلم ضابط المخابرات المناوب في مكتب مجلس الوزراء في الساعة 0730 بحالة التأهب من مركز المراقبة الإلكترونية للحكومة الذي كان قد علم من دوائر استخباراتية أمريكية بالأمر.
ولم ترسل البحرية الأمريكية إخطارات رسمية بالأمر إلى دول الناتو حتى الساعة 0800.
وكان غضب الحلفاء في اجتماع الناتو اللاحق منصبا على السفير الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد، الذي أصبح وزيرا للدفاع فيما بعد، وتظهر الوثائق الأمريكية أنه كان متعاطفا للغاية مع شكاواهم.
مشكلة السفير
كان هناك تفصيل آخر يوضح نقص الاتصالات.
بدأ اجتماع الناتو، الذي تم فيه شرح حالة التأهب، في الساعة 1145 وانتهى في الساعة 1330.
ومع ذلك، لم يرسل السفير البريطاني رسالة إلى لندن حتى الساعة 1425. وقد سأل إدوارد هيث عن السبب.
وكان مبرر السفير أنه كان في الاجتماع بمفرده و “لم يكن لديه أي شخص يمكنه تمرير الرسالة إليه ليبعث بها في وقت أبكر”.
وخلصت لجنة الاستخبارات المشتركة إلى أن حالة التأهب لم تكن ضرورية من الناحية العسكرية: “نميل إلى رؤية أن رد الولايات المتحدة أعلى من اللازم لتحقيق التأثير المطلوب”، على حد قولها.
ولطالما قال الدكتور كيسنغر إن ذلك مبرر لأنه يضمن عدم تحرك السوفييت.
وأشارت مقابلات لاحقة مع مسؤولين سوفييت إلى أن رسالة بريجنيف كانت خدعة، حيث أمل في أن تجبر الولايات المتحدة الإسرائيليين على التوقف.
لكن كيف كان الوضع في إسرائيل في يوم كيبور؟
في ذلك الوقت كان إيهود باراك الرجل الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء إسرائيل قد تخرج للتو من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية لكنه كان قد أدى خدمته العسكرية في القوات الخاصة الإسرائيلية لذلك جمع أغراضه وعاد إلى تل أبيب بمجرد سماع الأخبار.
وبمجرد وصول باراك توجه مباشرة إلى مركز قيادة القوات الإسرائيلية والمعروف باسم “الحفرة”.
ويقول باراك “لقد كانت الوجوه شاحبة كأنما يعلوها الغبار فقد كانت هذه اللحظة هي الأشد قسوة خلال الحرب وبعد ذلك بدأت القوات الإسرائيلية في دخول المعارك والسيطرة على مساحات من الأراضي، لكن في ذلك اليوم ضاع أثر نصر 67 النفسي وضاع شعور أن الجيش الإسرائيلي لا يُهزم”.
النفط
وقررت دول الخليج الغنية بالنفط معاقبة الغرب على موقفه الداعم لإسرائيل باستخدام ما أطلقت عليه “سلاح النفط”.
وبانقطاع امدادات النفط العربية ارتفعت أسعار الوقود بشكل سريع في العواصم الغربية وتهاوت أسهم البورصات وتراجعت معدلات الأداء في الاقتصاد العالمي وأثرت هذه الخطوة على الاقتصاد العالمي لعدة سنوات.
وفي تلك اللحظة بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بالتفكير في تنويع مصادر النفط والبحث عن مصدر بديل للطاقة غير البترول وهى اللحظة التي بدأ فيها العمل على بناء سيارة تعمل بالغاز.
وكان من أهم آثار تلك الحرب أن مصر خرجت من نطاق النفوذ السوفيتي لتدخل في تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة.
ووقعت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد ذلك بعدة أعوام لتنتهي أصوات الرصاص ولتصبح معاهدة كامب ديفيد واحدة من أكثر المعاهدات أهمية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن هذه الحرب شهدت أعنف معارك الدبابات في التاريخ إلا أنها أثبتت أن الدبابات والمدرعات شديدة الضعف أمام الصواريخ. كما أدركت إسرائيل أنها لن تتمكن بعد ذلك من تحقيق انتصارات سهلة.
[ad_2]
Source link