أخبار عاجلة

قياديو مكتب الشهيد فاجعة كبيرة | جريدة الأنباء


دارين العلي

يعتبر مكتب الشهيد، نظرا لطبيعة عمله في خدمة أسر الشهداء، أبرز الجهات التي حازت الاهتمام الشديد لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الاحمد لما له من أهمية إنسانية لقائد عرف بالعمل الانساني على مستوى العالم، فكيف في بلاده وخصوصا لذوي من ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن.

ومهما كانت الكلمات معبرة فهي تعجز عن وصف مآثر سموه وإسهاماته في هذا المجال، حيث كان دائم التأكيد والحرص على قياديي المكتب وبذل كل الجهود والتفاني في خدمة اسر الشهداء.

وفي هذا السياق، رأى قياديو المكتب ان البلاد خسرت رمزا من النادر ان يتكرر وأن العوض في صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الاحمد «خير خلف لخير سلف».

وعزّى مدير عام مكتب الشهيد بالإنابة صلاح العوفان في رحيل سموه قائلا: «عندما يكون الحزن والمصاب جللا، ويفقد الشعب والده، وتفقد الإنسانية قائدها، يعجز اللسان عن التعبير عن الشعور بالأسى، وتفقد الكلمات قدرتها ومعانيها».

رمز الوفاء

وأضاف العوفان: إنه رحيل قائد شهد له العالم بأقطاره بحكمته وإنسانيته وعطائه، فصنع من نفسه رمزا للإخلاص والوفاء، وكان نبأ الرحيل فاجعة هزت القلوب المرهفة المليئة بالحب والصدق والمشاعر الفياضة، فلم تجد إلا التضرع إلى الله بأن يتغمد سمو الأمير الراحل بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما ان مكتب الشهيد بجميع كوادره، وبقضه وقضيضه، وجميع أسر وأبناء شهداء الكويت الأبرار، يتقدمون بأحر التعازي بوفاة والدهم وإلى الشعب الكويتي الأبي، والأمتين العربية والإسلامية، وجميع الشعوب التي حمل سمو الأمير الراحل قضاياها ودافع عنها في المحافل الدولية على مدى خمسين عاما، وعاش آلامها، ومسحت يده البيضاء الأسى عنها، وقدم لدول مزقتها الحروب يد العون بسخاء ورحمة.

وتابع: لقد كان سموه رجل السلام الذي سخر ديبلوماسيته وسياسته وحكمته المميزة لإنهاء إشكالات بين الأشقاء وخلافات وحروب إقليمية ودولية.

وحافظ على وطنه وبلده الكويت واحة أمن ورخاء، في منطقة عاشت اضطرابات على مدى عقود، ومن هنا جاءت رغبة منظمة الأمم المتحدة في العام 2014 بمنح سمو الأمير الراحل لقب «قائد الإنسانية»، وهو لقب لم ينله زعيم من قبله، وكذلك تسمية الكويت «مركزا للعمل الإنساني»، تقديرا من المنظمة الدولية لجهود سمو والدنا في خدمة الإنسانية.

​وختم قائلا: رحلت يا صباح الكويت، يا من عشقت الديبلوماسية فكنت عميدها، وعشقت السياسة فكنت حكيمها، وعشقت الإنسانية فكنت قائدها، وعشقت الكويت فبادلتك حبا بحب.. رحلت يا والدنا بعد أن أودعت الكويت بأيد أمينة مخلصة صادقة، بيد خير خلف لخير سلف، صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد فهو الكفؤ والقادر على حمل الرسالة بعون الله، وعلى القيام بالمهمة خير قيام، فهو ولا ريب من ذرية مبارك ومن مدرسة جابر وسعد وصباح.

رحيل القائد

بدورها، قالت مدير إدارة التوجيه والرعاية الاسرية في المكتب أشواق العرادة ان قائد الانسانية رحل ولكن اعماله وكلماته ومواقفه خالدة ابد الدهر مناهج تدرس في الانسانية والديبلوماسية والعطاء، حيث امتدت يده البيضاء الى شعوب العالم اجمع حتى أصبح اسمه وساما على صدر الإنسانية يتلألأ على مر الازمان مشعا بمعاني العطاء والبذل والسخاء.

وأوضحت العرادة ان خير مثال على انسانيته رعايته الابوية لمكتب الشهيد وذوي الشهداء، حيث كان رحمه الله حريصا عليهم وعلى الرعايات المقدمة لهم، ولقد كان لكلماته الحانية لأبناء الشهداء الفائقين الذي يلتقي معهم سنويا خير حافز لهم للاستمرار والتقدم والعطاء، حزنا برحيل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الاب المعطاء ولكن أيدينا مرتفعة الى السماء بدعواتنا الى لله بالراحة الأبدية في جنات النعيم بلا حساب ولا سابق عذاب.

وأضافت ان سموه ترك الكويت في أيدي «سيدي ووالدي وقائدي صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الذي علمنا الحكمة وعلمنا متى يكون للصمت معنى أعمق من معنى الكلام؟ تلمست حنانك وانسانيتك من خلال ما تطالعنا الصحف من لقاءاتك وحنوك على طفل ولمس راسه ومع هذا القلب الرحيم الا انه يخفي في طياته الحكمة والشدة اذا لزم الامر، لقبت بالأب الروحي للأمن والاستقرار وذلك لأنك المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الجديد الذي أسس على فكر اداري عميق.

وزادت: كلماتك الحاسمة التي نطقت بها في أغسطس الماضي كانت كالبلسم على الشارع الكويتي جعلته يتنفس الصعداء من جديد واحيت الامل بالجميع «لا حماية لفاسد أيا كان اسمه أو صفته أو مكانته.. أدعو الاخوة في الحكومة ومجلس الأمة إلى اعتماد التدابير الفاعلة والتشريعات الكفيلة بردع الفاسدين والقضاء على مظاهر الفساد وأسبابه»، هي ليست مجرد كلمات بل هي رؤية ورسالة للحقبة القادمة، نبايعك سيدي ووالدي وقائدي على السمع والطاعة وندعو الله العلي القدير ان يوفقك لما يحب ويرضى وان يرزقك البطانة الصالحة النافعة.

أبناء الشهداء: ستبقى في القلب يا والدنا

دارين العلي

«هذولا عيالي» كلمة باتت ايقونة يتغنى بها الشعب الكويتي نظرا لما تحمله من معان سامية اطلقها قائد أقل ما يمكن ان يقال عنه بأنه الاب الحاني والرجل المقدام المضحي.

إنهم أبناء الشهداء الذين يشعرون بأسى ولوعة وفراق ذويهم مرة أخرى مع رحيل حاميهم وسندهم الذي حل مكان ذويهم الشهداء في كل مراحل حياتهم ومفترقاتها، وما يعوض عليهم ايمانهم المطلق ان سمو الامير الشيخ نواف الاحمد سيكون الوالد لهم كما كان دائما.

يتيمة للمرة الثانية

وفي هذا السياق، قالت فرح جاسم الخواجة ابنة الشهيد د.جاسم الخواجة إنه في مثل هذا اليوم الحزين لا يسعنا الا ان نعزي انفسنا وأهلنا وعموم شعب الكويت وبوفاة أبينا الغالي الشيخ صباح.

واستذكرت تفجير مسجد الصادق الحادثة التي فقدت خلالها والدها الشهيد حيث كان ابونا الشيخ صباح داخل المسجد فلم يهتم بالمخاطر ولم يخف على نفسه وانما مشى الى داخل المسجد يمسح دموعه ويقول هذولا عيالي.

وأضافت «في ذلك اليوم ورغم حرقة القلب على فقد والدي الغالي إلا انني أحسست ان الله عوضني بوالد حنون ذي قلب كبير ،سند وظهر لنا بعد والدي الغالي».

وقالت «اليوم يتجدد الحزن والألم ويعود شعور فقد الوالد والسند والظهر مجددا، عندما رأيت النعش مغطى بعلمنا الغالي، ذكرت شعور الوحشة والظلمة الذي احسسته بفقد والدي الشهيد، اليوم أصبحت يتيمة للمرة الثانية، اليوم عاد لي احساس فقد الاب والسند والظهر، اليوم صرت بدون اب مجددا».

فقيد الكويت

من جهته، قال فهد ناجي ابن الشهيد ناجي فهد جعفر ان سموه فقيد الكويت والأمة العربية والإسلامية، قائد العمل الانساني.

وقال: بديبلوماسيته المتميزة سعى لأن تكون الكويت سباقة في مجال المساعدات الانسانية لتشمل جميع انحاء العالم والتي توجت مسيرتها لتكون مركزا للعمل الانساني.

لا صباح بعد صباح

بدورها، قالت مريم علي بوحمدي ابنة الشهيدة فاطمة عبدالله العصفور انه لا صباح بعد صباح، مضيفة «رحم الله أبونا الشيخ صباح الاحمد، لقد كان بالنسبة لأبناء الشهداء أبا، إنه صباح الإنسانية وأمير للإنسانية جمعاء، وكان يحب ويحس بأبناء الكويت جميعهم».

واستذكرت لقاء أبناء الشهداء المتفوقين عام 2018 والذي كان لقاء الأب مع أبنائه، لافتة الى انه دائما يوجه كلماته لأبناء الشهداء والتي تعزز روح الوطنية. وختمت «فقدنا أبا حنونا، رحمك الله يا أمير الإنسانية وستبقى في القلب».

رحل والدي من جديد

من جهته، قال مؤسس مركز الكويت للابتكار م.محمد الرفاعي ابن الشهيد صلاح الرفاعي إن رموز الأمة ترحل أجسادهم عنا.. لكن تبقى رؤيتهم وراياتهم شامخة في العلياء، تبقى لتدفعنا للعطاء والإخلاص والاستمرار بتحقيق الرسالة السامية.

ووجه كلامه لسمو الأمير الراحل قائلا «يعلم العالم أنك كنت الأمل، كنت الساعي لتحقيق الأمن والاستقرار فيه كنت تبني جسور النهضة والعطاء لمن تحطمت جسورهم».

وأضاف: وعلى الرغم من كبر حجم هذا المسعى، إلا أنك كنت الأب الحاني بكلماتك التي لا أنساها لي ولأبناء الشهداء كلما نلقاك «أنتم مستقبل الكويت، آباؤكم ضحوا بأنفسهم لأجلنا وأنا الآن أبوكم»، قائلا «اليوم رحل والدي من جديد».

وقال «كم أنت عظيم بأفعالك وأعظم بقلبك الكبير الأبوي الذي حمل راية الكويت لأعلى درجات العطاء، لن نستطيع إيفاء آبائنا حقهم والدي أمير الإنسانية ووالدي الشهيد صلاح الرفاعي إلا بحمل رايتهم ورسالتهم بالاستمرار في بناء جسور النهضة والعطاء في الكويت وفي العالم».





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى