ترامب وفيروس كورونا: كيف تعاملت الإدارة الأمريكية مع الأزمة؟
[ad_1]
أصبحت استجابة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوباء فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر 200,000 شخص في الولايات المتحدة، قضية أساسية في الانتخابات الرئاسية.
فقد وجهت انتقادات واسعة لترامب لتقليله من خطر الفيروس في المراحل الأولى ومن أهمية تسجيل الولايات المتحدة أعلى عدد في العالم للوفيات المتعلقة بمرض كوفيد-19.
وبعد أن ثبتت إصابة ترامب نفسه بمرض كوفيد-19، فإن هذه القضايا من المرجح أن يسلط الضوء عليها بشكل أكبر خلال المراحل النهائية من حملة الانتخابات الرئاسية.
“لدينا واحد من أقل معدلات الوفاة”
كان ترامب قد قارن معدلات الوفاة في دول أخرى مع معدلات الوفاة في الولايات المتحدة، زاعماً بأن الأخيرة أقل بكثير.
لكن المقارنات بين الدول ليست عملية بسيطة، حيث توجد أساليب مختلفة في الإبلاغ عن البيانات الخاصة بفيروس كورونا.
فالولايات المتحدة لديها أعلى عدد لحالات الإصابة وأعلى عدد إجمالي للوفيات المسجلة من أي دولة في العالم.
لكن عندما تنظر للوفيات كنسبة من سكان كل دولة، فإن الولايات المتحدة لم تعد على رأس القائمة، مع أنها لا تزال ضمن قائمة الدول الـ10 الأكثر تضرراً في العالم.
كما أن ترامب أشار مؤخراً إلى العدد المتزايد من حالات الإصابة الجديدة في أوروبا، قائلاً: “بصراحة، أرقامهم بلغت مستوى أسوأ بكثير من الأرقام التي لدينا.”
ومن المؤكد أن بعض الدول في أوروبا تشهد زيادة كبيرة في الحالات الجديدة، ولكن هذا ينطبق أيضاً على بعض المناطق في الولايات المتحدة.
“إبطاء عمليات إجراء الفحوص الخاصة بفيروس كورونا”
في تجمع انتخابي في يونيو/ حزيران الماضي، أبلغ ترامب الحشود قائلاً: “قلت لجماعتي، أبطئوا من عملية إجراء الفحوص، من فضلكم”.
لكنه بعد ذلك قال إن تعليقه كان فيه نوع من السخرية.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، أبرز خبير في الأمراض المعدية في البيت الأبيض: “بحسب معرفتي، لم يطلب من أي أحد منا على الإطلاق إبطاء عملية إجراء الفحوص”.
غير أن الرئيس ترامب وصف عملية إجراء الفحوص بأنها “سلاح ذو حدين”، وقال إن زيادة الفحوص يمكنها أن تعطي انطباعاً مبالغاً به عن ارتفاع في حالات الإصابة.
فعالية العقار المضاد للملاريا
في مايو/ أيار الماضي، أعلن ترامب أنه يتناول العقار المضاد للملاريا “هيدروكسيكلوروكواين” كإجراء احترازي ضد الإصابة بمرض كوفيد-19.
لكن لا يوجد دليل على أن هذا الدواء يمكنه محاربة الفيروس.
ونصح ترامب بشكل متواصل باستخدام هذا الدواء، خلافاً لنصيحة دكتور فاوتشي، الذي قال: ” نحن نعرف أن كل دراسة جيدة – وأعني بدراسة جيدة دراسة عشوائية مراقبة تكون فيها البيانات راسخة وقابلة للتصديق – أظهرت أن عقار “هيدروكسيكلوروكواين” ليس فعالاً في علاج كوفيد-19.”
كما أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نصحت ضد استخدام العقار في علاج مرضى فيروس كورونا في أعقاب صدور تقارير عن وجود “مشاكل خطيرة في ضربات القلب” ومشاكل صحية أخرى.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه “لا يوجد دليل حالياً” على أن العقار فعال كعلاج أو أنه يقي من كوفيد-19.
بايدن: “ترامب حاول منع تمويل مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها”
كان لدى مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، وهي هيئة حكومية مسؤولة عن الصحة العامة في الولايات المتحدة، خلافات مع الرئيس خلال انتشار الوباء حول الإرشادات المتعلقة بالإغلاق والإجراءات الأخرى.
وأدلى المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن بهذا التصريح على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في يوليو/ تموز الماضي دون أن يقدم سياقاً للموضوع أو دليلاً عليه.
في ذلك الوقت، كان المشرعون الأمريكيون يتفاوضون حول مساعدات كبيرة للتخفيف من أضرار فيروس كورونا، وكانت هناك تقارير في وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن أن إدارة ترامب تمارس الضغط من أجل خفض التمويل المقدم لمراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها.
لكن البيت الأبيض نفى منع التمويل قائلاً: ” الزعم الصادر عن فريق بايدن خاطئ. ففي ميزانيتنا الأخيرة، شهدت مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها زيادة في مخصصاتها بواقع 635 مليون دولار، وهي زيادة بنسبة 8%.”
وهذا صحيح، فقد حصلت مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها على أموال إضافية خلال فترة الاستجابة للوباء.
وفي البداية، تضمن اقتراح الموازنة المقدم من إدارة ترامب للسنة المالية 2021، التي تبدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2020، تقليصاً في تمويل مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، لكنه الآن عدل ليشمل زيادة في التمويل، بما في ذلك التمويل المخصص للأنشطة المتعلقة بالمرض المعدي.
ترامب: “زدنا عدد أدوات الفحص السريع لتصل إلى كل دار للرعاية في أمريكا”
يحظى إجراء الفحوص في دور الرعاية بأهمية كبيرة، حيث أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
في المراحل الأولى من الوباء، كانت هناك أعداد كبيرة من الوفيات في دور رعاية المسنين في الولايات المتحدة وفي العديد من الدول الأخرى.
وقال البيت الأبيض إن تصريح ترامب كان دقيقاً وإن 4.9 مليون جهاز فحص سريع جرى تسليمها إلى حوالي 14,000 دار معتمدة للرعاية.
وبحسب أرقام مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، فإن هناك 15,600 دار للرعاية تضم 1.3 مليون مقيم.
وتقول البروفيسورة ديبرا باكرجيان، من مدرسة “بيتي آيرين مور” للتمريض في كاليفورنيا إن “إجراء فحص للمقيمين في دور الرعاية وللعاملين فيها كان صعباً، كما كان الحال بالنسبة لقطاعات الرعاية الصحية الأخرى”.
وتقول باكرجيان: “تسير الجهود الرامية إلى توفير فحص لدور الرعاية قدماً، ولكن ليس بدون مطبات في الطريق”.
ترامب: “إذا ما استبعدت الولايات الزرقاء، فإن الوفيات لدينا عند مستوى منخفض جداً”
قال ترامب إن الولايات التي يديرها ديمقراطيون – والمعروفة بالولايات الزرقاء – مسؤولة عن حصيلة الوفيات المرتفعة بفيروس كورونا في أمريكا.
وقال ترامب مؤخراً: “إذا استبعدت الولايات الزرقاء، فإننا عند مستوى لا أعتقد أن أحداً في العالم قد بلغه. نحن حقاً عند مستوى منخفض جداً”.
ومضى قائلاً: “أخرج نيويورك وبعض الولايات الأخرى التي يديرها الديمقراطيون من الصورة، وسترى أرقاماً لا تصدق”.
وردت اللجنة الوطنية الديمقراطية في تغريدة لها على تويتر قائلة إن “مرض كوفيد ليس مسألة تتعلق بولاية حمراء أو زرقاء”.
ومن بين الولايات الخمس التي تضم أعلى أعداد للوفيات بفيروس كورونا، اثنتان يديرهما جمهوريون: تكساس وفلوريدا.
صحيح أنه في المرحلة الأولى من انتشار المرض كانت الولايات التي يديرها ديمقراطيون مثل نيويورك ونيوجيرسي الأكثر تضرراً، وكان من نصيبها الغالبية العظمى من حالات الوفاة.
ولكن مع تقدم الوباء، حصدت الولايات التي يقودها جمهوريون حصة متزايدة من الوفيات.
[ad_2]
Source link