ناغورنو كراباخ: تركيا تلقي بثقلها وراء أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا على المنطقة
[ad_1]
طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أرمينيا بإنهاء “احتلال” منطقة ناغورنو كراباخ التي تتنازع عليها مع أذربيجان.
جاء هذا مع احتدام القتال لليوم الثاني على التوالي حيث تجدد الصراع المستمر منذ عقود في منطقة القوقاز في جنوب شرق أوروبا.
وقال أردوغان إن إنهاء “احتلال” أرمينيا وانسحابها من المنطقة هو مسار العمل الوحيد الذي من شأنه إرساء السلام.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء عن أردوغان قوله إن “تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان الصديقة والشقيقة بكافة إمكانياتها”.
وقال كبير مستشاري أردوغان، إلنور تشيفيك، إنّ تركيا قالت لحلفائها في أذربيجان أن يذهبوا إلى أبعد ما يريدون.
ووردت أنباء عن مقتل العشرات في معارك بين قوات الجانبين يوم الاثنين.
ومنطقة ناغورنو كراباخ الجبلية معترف دوليا على أنها جزء من أذربيجان، لكنها تخضع لسيطرة الأرمن منذ توقف الحرب في عام 1994.
وخلال تلك الحرب، قتل عشرات الآلاف وأجبر مليون شخص على هجر مساكنهم.
وفي مساء الاثنين، أفادت السلطات في ناغورنو كراباخ بمقتل 26 آخرين من جنودها في القتال، وهو ما يرفع إجمالي خسائرها إلى أكثر من 80.
وتشعر دول أخرى بالقلق من أن القتال الأخير قد يمتد إلى خارج المنطقة ويجذب القوى المجاورة، بما فيها تركيا وروسيا وإيران.
كما أنهم حريصون على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، لأنّ أنابيب الغاز والنفط الرئيسية تمرّ عبرها.
وبدأ القتال الأخير يوم الأحد، حيث ألقت كل من أرمينيا وأذربيجان باللوم على بعضهما البعض في التصعيد.
وقالت الجهتان إنهما حشدتا المزيد من الجنود وأعلنتا الأحكام العرفية في بعض المناطق.
والقتال هو الأعنف في الصراع منذ عام 2016 عندما قتل 200 شخص على الأقل في اشتباكات.
ما رأي الدول الأخرى من الصراع؟
أعلنت تركيا دعمها لأذربيجان، في حين دعت روسيا – التي لها قواعد عسكرية في أرمينيا لكنها صديقة أيضاً لأذربيجان – إلى وقف فوري لإطلاق النار.
واتهمت أرمينيا تركيا بتقديم دعم عسكري مباشر لأذربيجان لمساعدتها في السيطرة على الأراضي، وهو ادعاء نفته الأخيرة.
ماذا تقول كل من أرمينيا وأذربيجان؟
في مقابلة مع بي بي سي، اتهم وزير الخارجية الأرمني، زهراب مناتساكانيان، أذربيجان بتخريب التوصل إلى تسوية سلمية للصراع وأصرّ على أنّ أرمينيا يجب أن تدافع عن المنطقة.
وقال متحدث باسم الإدارة الرئاسية الأذربيجانية لبي بي سي إنّ بلاده تتخذ “إجراءات مضادة” في مواجهة استفزازات أرمينيا.
ناغورنو كراباخ – حقائق أساسية
- منطقة جبلية تبلغ مساحتها حوالي 4400 كيلومتر مربع
- يسكنها تقليدياً الأرمن المسيحيون والأتراك المسلمون
- في الحقبة السوفيتية، أصبحت منطقة ذات حكم ذاتي داخل جمهورية أذربيجان
- معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، إلا أنّ غالبية سكانها من أصلٍ أرمني
- نزح ما يقدر بمليون شخص بسبب الحرب بين عامي 1988و 1994، وقتل حوالى 30 ألف شخص
- استولت القوات الانفصالية على بعض الأراضي الإضافية حول الجيب في أذربيجان في حرب التسعينيات
- ساد الجمود إلى حد كبير منذ بدء تطبيق وقف لإطلاق النار في عام 1994
- تركيا تدعم أذربيجان بشكل علني
- روسيا لديها قواعد عسكرية في أرمينيا
ما الجديد في ساحة المعركة؟
بالإضافة إلى القتلى الذين تم الإعلان عنهم يوم الاثنين، أعلنت السلطات في ناغورنو كراباخ يوم الأحد مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وقالت السلطات الأرمينية إنّ 200 شخص من مواطنيها أصيبوا في الاشتباكات، بحسب وكالة “إنترفاكس”.
في الوقت نفسه، قالت أذربيجان إنّ اثنين من مواطنيها قتلا يوم الاثنين بعد مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة يوم الأحد. كما أعلنت إصابة 30 شخصاً آخرين.
وقالت سلطات ناغورنو كراباخ إن قواتها استعادت بعض الأراضي التي احتلتها القوات الأذربيجانية يوم الأحد.
وقالت الحكومة الأذربيجانية يوم الاثنين إنها احتلت مواقع ذات أهمية استراتيجية في المنطقة المتنازع عليها.
وفي يوليو/تموز، قُتل 16 شخصاً على الأقل في اشتباكات حدودية، وهو ما أدى إلى أكبر مظاهرة منذ سنوات في العاصمة الأذربيجانية باكو، حيث كانت هناك دعوات لاستعادة ناغورنو كراباخ.
ردود فعل دولية أخرى
- الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقول إنه “قلق للغاية”، ويحث الجانبين على وقف القتال
- وزير الخارجية الروسي أجرى محادثات عاجلة مع كل من القيادة الأرمينية والأذربيجانية
- فرنسا، التي تضم جالية أرمنية كبيرة، تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والحوار
- إيران، المتاخمة لكل من أذربيجان وأرمينيا، تعرض التوسط في محادثات سلام
- الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يقول إنّ الولايات المتحدة تسعى لوقف العنف
ما هي الخلفية؟
في عام 1988، قرب نهاية الحكم السوفيتي، بدأت القوات الأذربيجانية والانفصاليون الأرمن حرباً دموية تركت ناغورنو كراباخ في أيدي الأرمن بعد توقيع هدنة في عام 1994.
قُتل عشرات الآلاف في الحرب واضطر العديد من الأذربيجانيين إلى الفرار من منازلهم.
المنطقة حاليا مستقلة بحكم الواقع، وهي تعتمد بشكل كبير على دعم أرمينيا. لكنها غير معترف بها من قبل أي عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك أرمينيا.
كما تخضع مساحات شاسعة من الأراضي الأذرية حول الجيب للسيطرة الأرمينية.
فشلت المفاوضات حتى الآن في التوصل إلى اتفاق سلام دائم، ولا يزال النزاع في المنطقة أحد “الصراعات المجمدة” في أوروبا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
كراباخ هي الترجمة الروسية لكلمة آذرية تعني “الحديقة السوداء”، بينما ناغورنو هي كلمة روسية تعني “جبلية”. ويفضل الأرمن تسمية المنطقة آرتساخ، وهو اسم أرمني قديم للمنطقة.
وقتل كلا الجانبين جنوداً من الجهة الأخرى على مرّ السنين في انتهاكات متفرقة لوقف إطلاق النار. وعانت أرمينيا، التي لا تتمتع بأي حدود بحرية، من مشاكل اقتصادية حادة بسبب إغلاق الحدود مع كل من تركيا وأذربيجان المحاذيتين.
وتشارك روسيا وفرنسا والولايات المتحدة في رئاسة منظمة الأمن والتعاون في مجموعة مينسك الأوروبية، التي تحاول التوسط في إنهاء النزاع.
[ad_2]
Source link