أزمة لبنان: ماذا ستفعل فرنسا لإنقاذ مبادرتها بعد اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة؟
[ad_1]
لا تزال الأزمة السياسية الخانقة في لبنان تسيطر على اهتمامات كثير من الصحف العربية؛ إذ ناقش معلقون الموقف الفرنسي المتوقع عقب إعلان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب اعتذاره عن تشكيل الحكومة في لبنان.
وكان ماكرون قد حمّل القيادات السياسية اللبنانية المسؤولية، معلنا عن “فرصة أخيرة” أمامهم لتشكيل حكومة جديدة، ومستبعدا فرض عقوبات فرنسية على لبنان في الوقت الراهن.
“حملة إدانة جماعية”
اهتمت صحف لبنانية عدة بردة الفعل الفرنسية على ما وصفه البعض بـ “فشل” مبادرة ماكرون. ويقول نبيل هيثم في صحيفة الجمهورية إن “الفرنسيين لن يتخلّوا عن مبادرتهم، إلى أن تستنزف آخر الفرص”.
ويضيف هيثم: “باريس تنظر إلى المبادرة باعتبارها فرصة فرنسية أكثر منها لبنانية؛ فالتطورات الجارية في شرق المتوسط تجعل لبنان نقطة ارتكاز محتملة للسياسات الفرنسية إقليميا، وهو ما تبدّى بشكل جلي، حين حزم إيمانويل ماكرون أمتعته متوجّهًا إلى لبنان مباشرةً بعد انفجار الرابع من أغسطس/آب، وما رافق الزيارتين الأولى والثانية من “بروباغندا” (دعاية) عكست رغبات جيوسياسية واضحة في هذا السياق”.
كما يشدد الكاتب على أن الأطراف السياسية اللبنانية هي الأخرى تتمسك بالمبادرة الفرنسية “باعتبارها الفرصة المتاحة لإعادة ترميم النظام اللبناني”.
ويقول ناصر قنديل في صحيفة البناء إن “ما دفع الرئيس الفرنسي نحو بيروت ليس الحب ولا الشعر ولا فيروز، بل المصالح، ولذلك لن يتراجع عن قرار التمركز على شاطئ المتوسط المليء بالغاز… ولن يترك تداعيات مخاطر انهيار اقتصادي في لبنان، تنتج ما يصيب الأمن الأوروبي وهو يرى بأم العين قوارب النازحين ونشاط الجماعات الإرهابية، بصورة متصاعدة”.
ويضيف قنديل: “المبادرة الفرنسيّة لا تزال على الطاولة ولن تُسحب وستبقى كما قال ماكرون، وخريطة الطريق الجديدة تقوم على تأجيل المواعيد من اجتماع الدول الداعمة إلى المؤتمر الدولي بانتظار حكومة جديدة تنفذ المهمة التي كانت مرصودة لحكومة مصطفى أديب”.
وتعليقا على خطاب ماكرون بعد فشل أديب في تشكيل الحكومة، تقول صحيفة النهار في افتتاحيتها إن الرئيس الفرنسي “شنَّ أعنف حملة إدانة جماعية للزعماء والمسؤولين السياسيين اللبنانيين”.
وأبرزت النهار تأكيد ماكرون على أن “المبادرة الفرنسية الوحيدة لن تُسحب عن الطاولة ويجب تطبيقها بأسرع وقت”.
المبادرة الفرنسية “تلبننت”
تحت عنوان “ماذا ستفعل فرنسا بعدما اختار لبنان جهنّم؟”، يقول خيرالله خيرالله في صحيفة العرب اللندنية: “فرنسا تبدو مصمّمة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مبادرة رئيسها إيمانويل ماكرون، الذي بات نجاحه في لبنان بمثابة تحدّ ذي طابع شخصي. ما الذي ستفعله الآن في ضوء فشل مبادرتها اللبنانية؟ هل لديها خيار آخر غير ترك لبنان لمصيره بعدما تبيّن أن البلد تحت الهيمنة الكاملة لـ ‘حزب الله ‘؟”
ويتهم الكاتب الرئيس اللبناني بالمسؤولية عن فشل المبادرة، ويقول: “لا يعي ميشال عون معنى إغراق المبادرة الفرنسية في متاهات السياسات اللبنانية في وقت ليس مسموحا فيه الرهان على الوقت. لم يكن مسموحا سوى الرهان على المبادرة الفرنسية التي سعت أصلا إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر حكومة مصغرة لا تضم سوى اختصاصيين”.
كما يقول زياد علوش في صحيفة رأي اليوم اللندنية: “المؤشرات تذهب نحو متابعة ماكرون لمبادرته والتي يقول الفرنسيون إنها تتعلق بإنقاذ لبنان وليس بأشخاص. وعليه، ربما يعطي الثنائي الشيعي للرئيس المكلف الجديد والمرجح أن يكون سعد الحريري ما حجبه عن الرئيس أديب – وهو القبول بتسمية شيعي للمالية ولمرة واحدة”.
ويضيف علوش: “الترقب مخيف الآن في لبنان لعله سُكون ما قبل انفجار ثورة الجياع التي عليها أن تأكل السياسيين -آلهة التمر- أولاً، وليذهب التطبيع كما الممانعة إلى الجحيم ويبقى لبنان”.
ويقول سام منسي في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: “بات بديهيا القول إن المبادرة الفرنسية تلبننت، وعوض أن تُنقل التقاليد الديمقراطية الأوروبية العريقة إلى عروق السياسة اللبنانية العفنة، أضحت تغطي هرطقات دستورية هي آخر ما يحتاج إليه لبنان في هذه الظروف العصيبة”.
[ad_2]
Source link