أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بقصف أهداف مدنية بعيدة عن ناغورنو كاراباخ
[ad_1]
تبادلت أرمينيا وأذربيجان اليوم الاتهامات بإطلاق النار على مناطق مدنية بعيدة عن منطقة الصراع المتنازع عليها في إقليم ناغورنو كاراباخ وذلك مع دخول أسوأ موجة من القتال بين البلدين منذ تسعينيات القرن الماضي يومها الثالث على التوالي ومع ارتفاع حصيلة الوفيات في أوساط المدنيين.
وتفيد الأنباء بأن القتال المندلع منذ الأحد الماضي أودى بحياة قرابة 100 شخص بينهم مدنيون وخلف مئات الإصابات.
وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن 10 مدنيين قتلوا في قصف أرميني منذ الأحد. ولم تتوفر معلومات رسمية عن الخسائر البشرية في أوساط الجنود الأذربيجانيين.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن حافلة مدنية أرمينية في فاردينيس، وهي بلدة أرمينية على الحدود مع أذربيجان وبعيدة عن ناغورنو كاراباخ، اشتعلت فيها النار بعد إصابتها بنيران طائرة أذربيجانية بلا طيار. وأضافت الوزارة بأن لا أحد أصيب في الحادث على ما يبدو لكنها تقوم بالتحقق من الأمر.
في هذه الأثناء، صدرت دعوات دولية تطالب طرفي الصراع بوقف إطلاق النار. فقد دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى وقف فوري لإطلاق النار ونزع فتيل التصعيد في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا وذلك في اتصالين هاتفيين مع قادة البلدين.
وقال ستيفن سيبر، المتحدث باسم الحكومة الألمانية: “دعت المستشارة بشكل عاجل إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى مائدة المفاوضات”. وأضاف سيبر بأن ميركل تحدثت هاتفياً مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان يوم الاثنين ومع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف اليوم الثلاثاء.
وقالت ميركل في المكالمتين إن ما يطلق عليه اسم “مجموعة مينسك” من الوسطاء التي تقودها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة “تقدم منتدى مناسباً” للحوار.
من جانبها، قالت فرنسا الثلاثاء إنها ستدعو لإجراء محادثات بين الدول الأعضاء في “مجموعة مينسك” في محاولة لإيجاد حل للتصعيد الأخير بين الدولتين الواقعتين جنوب القوقاز.
وقال مسؤول في مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوكالة رويترز: “سنقوم بالتنسيق خلال الأيام القادمة مع “مجموعة مينسك” لمعرفة حقيقة ما جرى، ومن هو المسؤول ونجد مخرجاً من هذا الوضع.”
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم محادثات طارئة خلف أبواب مغلقة حول ناغورنو كاراباخ، بحسب دبلوماسيون في الأمم المتحدة.
هجمات مضادة
قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان لها إن القوات المسلحة الأذربيجانية فتحت النار على وحدة عسكرية في بلدة “فاردينيس” لكن الوضع كان أقل توتراً على الحدود.
أما وزارة الدفاع الأذربيجانية فقالت إن الجيش الأرميني قصف انطلاقاً من بلدة “فاردينيس” منطقة “داشكيسان” داخل أذربيجان. لكن أرمينيا نفت هذه الرواية.
وكانت أذربيجان قد أفادت يوم الأحد بمقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة. واليوم أرمينيا قالت إن طفلة في التاسعة من عمرها قتلت في قصف مدفعي بينما أصيبت والدتها وشقيقها بجروح. كما قتلت أم وطفلها في “مارتوني” الأحد الماضي، بحسب وزارة الدفاع في إقليم ناغورونو كاراباخ.
وأثارت الاشتباكات الجارية من جديد القلق بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، التي تعتبر ممراً مهماً لخطوط الأنابيب التي تحمل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
وقالت نائبة في البرلمان الأرميني عن التحالف الحاكم وتدعى “ليليت ماكونتس” في منشور على صفحتها على فيسبوك إن أرمينيا تدرس إمكانية إبرام تحالف سياسي- عسكري مع ناغورنو كاراباخ.
أما وزارة الدفاع الأذربيجانية فقالت إن الطرفين (أرمينيا وناغورنو كاراباخ) حاولا استعادة المناطق التي خسراها عن طريق شن هجمات مضادة باتجاه فيزولي وجابرايل وأغديري وترتر- وهي مناطق تحتلها أرمينيا من أذربيجان وتقع على الحدود مع ناغورنو كاراباخ، بحسب الوزارة.
في المقابل، أفادت أرمينيا بأن القتال استمر طوال الليل وقالت إن جيش ناغورنو كاراباخ تمكن من صد الهجمات من عدة اتجاهات على طول حدود التماس.
ويرى محللون أن أي تحرك نحو حرب شاملة سيجر معه القوتين الإقليميتين الرئيسيتين روسيا وتركيا. فموسكو لديها تحالف عسكري مع أرمينيا، يوفر دعماً حيوياً للإقليم ويمثل شريان حياة يربطه بالعالم الخارجي، بينما تدعم أنقرة أذربيجان التي تضم عرقية تركية.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد طالب أرمينيا أمس بإنهاء “احتلال” منطقة ناغورنو كاراباخ التي تتنازع عليها مع أذربيجان.
وقال أردوغان إن إنهاء “احتلال” أرمينيا وانسحابها من المنطقة هو مسار العمل الوحيد الذي من شأنه إرساء السلام.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء عن أردوغان قوله إن “تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان الصديقة والشقيقة بكافة إمكانياتها”.
وقال كبير مستشاري أردوغان، إلنور تشيفيك، إنّ تركيا قالت لحلفائها في أذربيجان أن يذهبوا إلى أبعد ما يريدون.
وتعود جذور الصراع إلى ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي، حيث أعلن إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي تقطنه أغلبية من عرقية الأرمن، في حينه الاستقلال عن أذربيجان، الأمر الذي تسبب في اندلاع حرب أودت بحياة 30,000 شخص. ومنذ ذلك الحين لم تعترف باستقلال الإقليم أي دولة، بما في ذلك أرمينيا، ولا يزال يعتبر جزءاً من أراضي أذربيجان من جانب المجتمع الدولي.
وتواصلت المناوشات بين البلدين طوال هذه الفترة تخللتها معارك دامية كما حصل في يوليو/ تموز الماضي وفي العام 2016.
[ad_2]
Source link