حكاية “أمة الإسلام” التي تريد “دولة منفصلة للسود في أمريكا”
[ad_1]
في 26 فبراير/شباط عام 2012 قتل في فلوريدا بالولايات المتحدة الصبي الأسود ترايفون مارتن الذي كان يبلغ من العمر حينئذ 17 عاما على يد الشرطي الأبيض جورج زيمرمان الذي تمت تبرئته وعلى أثر ذلك انطلقت حركة “حياة السود مهمّة” وخلال سنوات تحوّلت إلى تيار عالمي، رافض للعنصرية. وخلال الأشهر الماضية، تصاعد دورها بعد مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد.
وتعد حركة “حياة السود مهمّة” عابرة للأديان والطوائف، ولا تقوم على بعد ديني، إلا أنّ نضال السود في الولايات المتحدة لطالما طبع بالأثر الكبير لشخصيات مسلمة، وأبرزها مالكوم أكس، أو الحاج مالك الشبّاز كما كان يسمّي نفسه، أحد أبرز قادة حركة الحقوق المدنية، والذي اعتنق الإسلام في السجن، حيث التقى بمؤسس حركة “أمة الإسلام” إليغا محمد.
ويقدر معهد “بيو” للأبحاث، عدد المسلمين السود، بنحو 20 بالمئة من مجمل المسلمين في الولايات المتحدة، وهم بذلك يشكلون 2 بالمئة فقط من مجمل السود (أرقام عام2017.). ولكن، بحسب إحصاءات المعهد، فإنّ السود يشكلون نسبة 49 بالمئة ممن يعتنقون الإسلام حديثاً. وإن نظرنا إلى مجمل من يغيّرون دينهم في الولايات المتحدة، سنجد أنّ نسبة الذين يعتنقون الإسلام تبلغ 23 في المئة، مقارنة مع 6 في المئة ممن يعتنقون المسيحية.
وفي أوائل القرن العشرين، أكد بعض الزعماء الدينيين المسلمين في الولايات المتحدة أن الإسلام هو الدين الطبيعي للسود، معتمدين بشكل كبير على روايات المسلمين الأفارقة التي تم اختطافهم منذ قرون وبيعهم كعبيد في الأمريكتين.
ومن أبرز الجماعات التي قالت بذلك هي جماعة أمة الإسلام التي تأسست في الأصل عام 1930 ويقودها حاليا لويس فرخان.
وبحسب معهد بيو، يقول اثنان فقط حاليا من كل 100 مسلم أسود إنهم ينتمون لجماعة أمة الإسلام حيث يقول معظم المسلمين السود إنهم إما مسلمون سنة (52 في المئة) أو لا ينتمون لطائفة إسلامية معينة (27 في المئة).
فما هي حركة أمة الإسلام؟
تقول دائرة المعارف البريطانية إن حركة أمة الإسلام، حركة وتنظيم للأمريكيين السود، تأسست عام 1930 على يد إليغا محمد وتشتهر بتعاليمها التي تجمع بين عناصر الإسلام التقليدي والأفكار القومية السوداء.
كما تعزز حركة أمة الإسلام أيضا الوحدة العرقية والمساعدة الذاتية وتحافظ على نظام صارم للانضباط بين الأعضاء.
وتقول دائرة المعارف البريطانية إن إليغا محمد اعتقد أن العرق الأبيض من صنع يعقوب، العالم الأسود، وأن الله قد سمح لهذا العرق الشيطاني بالهيمنة لمدة 6 آلاف عام، ولكن منذ عام 1914 صار الوقت مناسبا للسود لتأكيد أنفسهم.
ولد إليغا محمد في 26 فبراير/شباط عام 1877 ويحتفل أعضاء الحركة سنويا بهذا اليوم الذي يطلقون عليه “يوم المنقذ”.
وقد اشتملت عقيدتهم على مطالبات بدولة قومية منفصلة للأمريكيين السود، على اعتبار أن التاريخ يظهر أنهم “لا يستطيعون التوافق” مع الجيران البيض، فالتزاوج بين الأعراق محظور.
وكانت الجماعة قد تعرضت للقمع خلال الحرب العالمية الثانية لدعوتها أتباعها لرفض للخدمة العسكرية لكنها انتعشت في الخمسينيات من القرن الماضي بعد أن هيمن زعيم كاريزمي شاب هو مالكولم ليتل، المعروف باسم مالكولم إكس، على معبد نيويورك وقد نجح في جذب الكثيرين إلى الحركة.
لكن إكس أصبح لاحقا مصدر إحراج عندما قال حول اغتيال الرئيس الراحل جون كينيدي ما معناه إنه قد حصد ما زرعه الرجل الأبيض من كراهية على مدى العصور، على الرغم من أن إليغا قد حظر على أعضاء الجماعة التعقيب على اغتيال كينيدي.
وبعد طرده من جماعة أمة الإسلام، تحول إكس إلى السلفية بعد الذهاب للحج. وقبل أن يتمكن من التعبير عن آرائه الجديدة بشكل كامل قتله أعضاء من أمة الإسلام عام 1965، بحسب دائرة المعارف البريطانية.
في العقد المتبقي من حياة إليغا محمد، ابتليت الحركة بشكل متزايد بالعنف بين الأعضاء والأعضاء السابقين.
ففي عام 1973، على سبيل المثال، قام أعضاء من الجماعة بالاعتداء على المركز الإسلامي الحنفي في العاصمة واشنطن، الذي أسسه حماس عبد الخالص، أحد الزعماء السابقين للحركة، وهاجموا عائلته وقتلوا أطفاله وتركوا زوجته مشلولة.
وبعد وفاة زعيم الجماعة إليغا محمد عام 1975، واختيار ابنه وارث الدين محمد لرئاستها، اختلف معه فرخان بعد اتهام له بالتخلي عن مبادئ ونهج الحركة، فقام فرخان عام 1977 بإعادة بنائها.
لويس فرخان
ويقود الحركة حاليا الداعية لويس فرخان البالغ من العمر 87 عاما، والذي يعد من أكثر القيادات الأمريكية السوداء تأثيرا منذ نجاح دعوته لمسيرة المليون رجل التي شارك فيها مئات الآلاف من الأمريكيين السود عام 1995.
ولد لويس فرخان يوم 11 مايو/أيار 1933 بحي برونكس في مدينة نيويورك ، من أب ينحدر من أصل جامايكي، وكان اسمه عند مولده لويس يوجين والكوت، وترعرع وفقا للتقاليد المسيحية الأصولية في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس.
وفي عام 1955 تحول فرخان إلى الإسلام بعد صداقته بعدد من المسلمين في بوسطن، حيث أعجب وتأثر بمالكوم إكس، أحد قادة الجماعة آنذاك، فغير اسمه في البداية إلى لويس إكس، ثم اتخذ عام 1965 اسما جديدا هو “لويس حليم عبد الفرقان”، وتتلمذ على يدي إليغا محمد.
غير أن منتقدي فراخان يشيرون إلى أنه شبه اليهود بـ”النمل الأبيض” ووصف هتلر بـ”الرجل العظيم”.
ففي مقابلة إذاعية عام 1984، رد لويس فرخان على الاتهامات بأنه “هتلر أسود جديد” بالقول إنه يعتبر هتلر “رجل عظيم للغاية”.
وتصر أمة الإسلام على أن كلمة “عظيم” استُخدمت بمعنى رجل ذو أهمية تاريخية، لكن سمعة فرخان تضررت بشدة بسبب ما يبدو في أفضل الأحوال أنه سوء تقدير سياسي في استخدام العبارة.
لكن فرخان خفف لاحقا من تعنت نهجه فخلال مسيرة المليون عائلة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، دعا فرخان إلى الانسجام العرقي.
وعلى عكس مسيرة عام 1995 المخصصة للرجال الأمريكيين السود فقط، دعت مسيرة العائلة أشخاصا من خلفيات أكثر تنوعا.
وحول الصراع في الشرق الأوسط قال فرخان إن “الله يستاء من موت كل من العرب واليهود في الشرق الأوسط”.
وقد حظر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حساب رئيس جماعة أمة الإسلام الممنوع منذ سنوات من دخول بريطانيا ومن الظهور على وسائل الإعلام التقليدية نظرا لسجله الطويل كـ”مروج لمعاداة السامية ورهاب المثليين”.
وقد رد فرخان على تلك الاتهامات قائلا: “لا أكره اليهود، ولم يرتكب شخص من أتباعي يوما جريمة بحق اليهود”.
وكان قد غرد في موقع التواصل الاجتماعي تويتر عام 2017 قائلا: “لست معاديا للسامية بل معاد للنمل الأبيض”.
وتعرض الرئيس السابق بيل كلينتون لانتقادات لجلوسه بجانب فرخان خلال جنازة المغنية الأمريكية أريثا فرانكلين عام 2018.
[ad_2]
Source link