التطبيع مع إسرائيل: ماذا بعد تخلي السلطة الفلسطينية عن الرئاسة الدورية للجامعة العربية؟
[ad_1]
تناولت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية قرار السلطة الفلسطينية التخلي عن حقها في رئاسة مجلس جامعة الدول العربية في دورته الحالية، احتجاجا على “فشل” الجامعة في إدانة التطبيع العربي – الإسرائيلي.
وتناول المعلقون الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين للرد على اتفاقيتي إقامة العلاقات بين كل من الإمارات والبحرين من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى.
“حفل زفاف التطبيع؟”
اهتم العديد من الصحف الفلسطينية بقرار السلطة بالتخلي عن رئاستها الدورية للجامعة.
وتحت عنوان “نحن والجامعة العربية والهرولة نحو التطبيع”، تقول القدس الفلسطينية في افتتاحيتها: “جامعة الدول العربية في تاريخها الطويل لم تسجل أي موقف فعال ومؤثر في أية قضية تم بحثها، وظلت تتأرجح حسب مواقف الدول الأعضاء ومصالحهم الضيقة. ومن هذه المظاهر حين انعقدت لتبحث قضية التطبيع مع إسرائيل الذي قامت به كل من الإمارات والبحرين. وكان موقفها وكأنها مع التطبيع ولم تقدم حتى بيانات إدانة لفظية”.
وتضيف الصحيفة: “نحن كفلسطينيين رغم هذه المواقف، لا نفكر بالانسحاب من هذه المؤسسة التي فقدت دورها، لأنها تظل بالنهاية جامعة الدولة العربية، ولكننا اتخذنا موقفا له دلالته، حين رفضت السلطة الوطنية ترؤس الدورة الحالية تعبيرا عن الاستياء والرفض لمواقفها، وهذه خطوة صحيحة وضرورية لأن القضية ليست شكلية ولا هي مجرد مجاملات، وإنما مصلحة وطنية وتعبير قوي عن تفكيرنا ورؤيتنا للأمور”.
ويقول طلال عوكل، في صحيفة الأيام، إن “الجامعة العربية مهترئة، مجزّأة وضعيفة، ولم تكن تصلح في أي وقت، لأن تقود مشروعا عربيا نهضويا توحيديا، وهي قد انقسمت أكثر من مرة على خلفية أحداث كبيرة وصغيرة وقعت في المنطقة لم تنسها الذاكرة بعد”.
وتحت عنوان “ماذا تبقى للفلسطينيين؟”، يقول فايز أبو شمالة، في فلسطين أونلاين: “فماذا تبقى للفلسطينيين بعد أن تخلى عنهم الكثير من الأنظمة العربية، واعترفت بـ”إسرائيل”، وبدأت معها حفل زفاف التطبيع؟ هل بمقدور الفلسطينيين فعل شيء في غياب الدعم الرسمي العربي، وفي زمن تغييب الجماهير العربية عن الفعل المؤثر في قرارات الأنظمة؟”
“لمصلحة من؟”
وتقول صحيفة القدس اللندنية، في افتتاحيتها: “قامت القيادة الفلسطينية أول أمس بإعلان تخليها عن رئاسة الجامعة العربية تعبيرا عن استيائها من رفض الجامعة العربية إدانة عملية التطبيع العربية الجارية، لكنها حافظت على مقعدها في الجامعة العربية. ويعبّر هذا القرار الأخير عن إدراك الفلسطينيين لضرورة التأكيد على مواقفهم المبدئية ولكن من دون التخلي عما هو حق مكتسب لهم ضمن الجامعة العربية أو في المؤسسات الإقليمية والدولية”.
وتضيف الصحيفة: “يلقي الإجراء الأخير ضوءا على وعي النخب الفلسطينية أنها غير قادرة على التخلّي عن المنظومة العربية برمّتها، أو الانفكاك عنها، لكنّها، في الوقت نفسه، لا يمكن أن تقبل بخسارة ما راكمته نضالات الفلسطينيين عبر عشرات السنوات، لأن بعض السلطات العربية قرّرت الحصول على طائرات إف 35 أو استقبال سياح إسرائيليين، أو مساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفوز في الانتخابات المقبلة”.
وتحت عنوان “الفلسطينيون والخيارات الصعبة”، يقول عادل سليمان، في العربي الجديد اللندنية: “سقط الظهير العربي للفلسطينيين، وعادت القضية إلى طبيعتها، قضية وطنية فلسطينية”.
ويضيف سليمان “ما هي الاختيارات الصعبة التي على الفلسطينيين مواجهتها؟ ليس مطلوباً تقديم النصائح للفلسطينيين، فكفاهم نصائح على مدى 72 عاما؟ فهم أقدر الناس على تقييم موقفهم، والموقف الإقليمي، والدولي المؤثر، ولا تنقصهم الكفاءات، ولا الخبرات، ولا القدرات. وإذا كانت هناك كلمة لا بد من أن تقال فهي “عليكم أن تتحدوا على موقف وطني واحد. ومن خلاله عليكم اتخاذ ما يناسبكم من قرارات، لأن الأرض أرضكم، والحق حقكم، والشعوب لا تموت، طالما بقيت إرادة المقاومة”.
أما باسل ترجمان، فيعارض القرار الفلسطيني، حيث يقول في مقال بصحيفة الدستور الأردنية، بعنوان “لمصلحة من يعزل الفلسطينيون أنفسهم” ، إن “خطوة جديدة في الطريق الخطأ تسير بها فلسطين بإعلان وزير خارجيتها رياض المالكي التخلي عن ترؤس مجلس جامعة الدول العربية في دورته الحالية”.
ويضيف ترجمان “المستفيد الأول من تراجع وهج الحضور الفلسطيني في كل المساحات التي افتكها الفلسطيني بنضاله في العالم هي إسرائيل التي تجد في كل غياب مساحة جديدة تتمدد فيها بما تملكه من قدرات كبيرة اقتصادية وسياسية وأمنية مقابل عجز غير مفهوم أو مبرر للانكفاء الفلسطيني في الدفاع عن قضيته أو في العمل في كل الساحات لإبراز عدالتها”.
[ad_2]
Source link