أخبار عاجلة

هل الصداقة ستطرح مجددا في الأفلام | جريدة الأنباء


أميرة عزام[email protected]

الصداقة تعد من أهم وأسمى العلاقات الإنسانية في تاريخ البشرية، تم تمجيدها وتعظيمها وإظهار دورها في الكتب السماوية وسير الأنبياء ومسار حيواتهم وتم تخصيص يوم للاحتفال بها لتمجيد وتوضيح دورها وعظمتها خصص لها يوم عالمي يحتفل به العالم ككل وهو في 30 يوليو.

ولأن الفن عبر عن كل ما له قيمة وأهمية، فتم إبراز دور الصداقة في أكثر من عمل سينمائي عالمي وعربي لمفهومها الجميل ولمعانيها السامية التي قلما تجد من يقدرها ويحترمها، وفي السطور التالية نسلط الضوء على الافلام التي ناقشت مفهوم الصداقة سواء من خلال الافلام العربية او العالمية، خصوصا ان تناولها تستحسنه جماهير كبيرة ويفوز من ورائها صُناعها بالكثير من الجوائز العالمية.

ومن ضمن الأفلام السينمائية العربية التي ناقشت مفهوم «الصداقة» بشكل جميل، الفيلم الكويتي ذو النكهة المصرية «حاتم صديق جاسم» الذي انتج عام 2017، وتدور احداثه حول جاسم (أحمد حمدي) شاب كويتي يترقب وصول صديقه المصري حاتم (أحمد إيراج) في زيارة انتظرها الصديقان اللذان لم يلتقيا منذ وقت طويل، لكن عندما تحدث مشاجرة مفاجئة بينهما، وتؤدي إلى حادثة فاجعة، يمر حاتم بأزمة حادة. فتظهر قصة مؤثرة عن معنى الصداقة الحقيقية التي تدوم العمر، سواء بين هذين الشابين أو بين شعبي مصر والكويت.

وهناك ايضا الفيلم المصري «صاحب صاحبه» الذي انتج عام 2002، التي تدور قصته حول صديقين الأول جاد (أشرف عبدالباقي)، وهو ابن وحيد لأم عجوز، والثاني أسامة (محمد هنيدي) الذي يعيش مع جده العجوز، ويحظى الصديقان بإعارة إلى إحدى دول الخليج، لكن الظروف تحتم أن يذهب أحدهما والآخر يبقى لرعاية الأم والجد، وينتهي الأمر بأن يذهب «جاد» وحده تاركا رعاية أمه لصديقه «أسامة»، وخلال خمس سنوات من الإعارة يتمكن «جاد» من ادخار كل مبلغ يحصل عليه ويرسل القليل لصديقه أسامة وخطيبته زينة (أميرة نايف) التي تعمل في صيدلية في الحارة، وبعدها يعود «جاد» من الخليج في إجازة قصيرة، إلا أن صديقه يحاول منعه من السفر مجددا وذلك بعدد من المقالب، وتتسبب علاقة صداقتهما بتغيير مصيرهما.

صداقة متينة

الفيلمان يوضحان علاقة الصداقة المتينة بين شابين في إطار كوميدي مع إظهار بعض من مشاكل الحياة والمجتمع العربي بأكمله، وتأثير بعض الأحداث الأساسية على المجتمع العربي وشعبه وكلاهما وضح كيفية تغلب الصداقة الحقيقية على المحن والصعاب وأوضحا أجمل شكل للعلاقات بين الدول العربية كذلك.

وفي السينما العالمية، أوضحت الافلام الاميركية مفهوم الصداقة في افلام مثل the perks of being a wallfower الذي انتج عام 2012، وتدور أحداثه حول شاب يدعى «تشارلي» (لوغان ليرمان)، مراهق يجد صعوبة في التأقلم بمدرسته التي انتقل إليها حديثا ولا يوجد بها أي شيء جديد إلى أن التقى بـ «باتريك» (ايزرا ميلر) و«سام» (ايما واتسون)، وتنشأ بينهم صداقة كفيلة بتغيير مجرى الأحداث خصوصا في حياة باتريك.

وايضا هناك فيلم the help الذي انتج عام 2011 وتدور احداثه في فترة الستينيات حول امرأة بيضاء، كاتبة معروفة تقوم بأداء دورها النجمة ايما ستون وخادمة سوداء تقوم بأداء دورها النجمة فيولا ديفيس، تنشأ بينهما علاقة تبادل مصالح حيث كانت تلك الفترة تتسم بالعنصرية العرقية وتتعمق الكاتبة داخل مجتمع الأقلية المضطهدة وتكتب عن المعاناة التي يلقاها اصحاب البشرة السمراء في كل مناحي الحياة ومن هنا تنشأ صداقة قوية بين الكاتبة والخادمة التي يرفضها المجتمع الأميركي.

ولا ننسى ايضا احداث فيلم the boy in striped pajamas الذي انتج عام 2008 وهو من إنتاج أميركي- أوروبي، واحداثه تدور في حقبة ألمانيا النازية وتناول نوعا غير مألوف من مفهوم الصداقة بين الطفل ذي البيجاما المخططة «برونو» (آسا باترفيلد) و«شميويل» (جاك سكانلن) الطفل الساذج ابن أحد كبار الضباط النازيين حيث تنشأ تلك العلاقة حين يذهب شميويل مع والده إلى أحد معسكرات الهولوكوست فيرق قلبه لبرونو الملقى على الأرض خلف سور من الأسلاك الشائكة ببجامة رثة ويبدو عليه الإعياء وكل هذا العذاب لمجرد أنه يهودي فيقرر ان يحاول التخفيف عنه ومواساته وتنشأ بينهما صداقة محكوم عليها بالإعدام قبل أن تتطور.

قصة حقيقية

أما فيلم Hachi: A Dog›s Tale «هاتشي: حكاية كلب» الذي انتج 2009 والمأخوذ عن قصة حقيقية حول كلب من فصيلة اكيتا اليابانية فتبدأ القصة في احدى الليالي وأثناء عودة البروفيسور «باركر ويلسون» ريتشارد غير، إلى بيته صادفه كلب صغير في محطة القطار فيأخذه معه إلى بيته، اعتنى البروفيسور بالكلب في تلك الليلة، وبعد فترة زاد تعلقه به حتى بدأ الكلب بتوصيل البروفسيور لمحطة القطار، وأثناء حياته كان هاتشي يذهب لمقابلته عند عودته من العمل أمام باب محطة القطار بشكل متكرر حتى شهر مايو من العام لم يعد البروفيسور إلى المحطة في موعده بسبب نزيف دماغي تعرض له في الجامعة أدى إلى وفاته، إلا أن هاتشي لم يقلع عن عادته في انتظار سيده أمام باب المحطة يوما بعد يوم في انتظار عودته واستمر على هذا الحال عشر سنوات متتالية حتى لفت انتباه الكثير من المارة في المحطة وانتشرت قصته.

كل تلك الأفلام وللوقت الحالي لها جمهور عريض، رأى من خلالها أروع تجسيد للصداقة، تأثر بها وعاش معها تفاصيل الأحداث، ولكن وبالرغم من ذلك يظل هناك العديد من القصص التي لم يتم تسليط الضوء عليها بعد، بعضها عشناه بأنفسنا وواجهناه في حياتنا، وفي خارج إطار الفن بحياة كل منا العديد من علاقات الصداقة، التي قد تكون لم تحظ بنفس أعداد المشاهدة او حتى عرفت، ولكنها فرقت وأثرت بحياة الكثير وامتلأت بالمواقف الصعبة والاختبارات الحقيقية، وايضا مررنا بالصداقة المزيفة، بعضنا ينجح في التفريق بينهما وبعضنا يفشل، وبعضنا مر بعلاقات صداقة ظن أنها الأمثل إلى أن اكتشف أنه كان مخطئا، ولكن بالتأكيد جميعنا نتمنى الوصول لأسمى معاني مفهوم الصداقة الحقيقي.

وفي ظل المتغيرات الهائلة التي أصبحت تحدث في مجتمعاتنا حاليا من وجود صداقات مزيفة او إلكترونية او حتى خادعة، هل ستظل الصداقة تحمل معناها وصفاتها الأساسية السامية في الأجيال القادمة أم قد يتغير شكلها وملامحها وحتى مفهومها؟ وهل علاقات الصداقة التي تنشأ إلكترونيا تكون ناجحة؟ أنا لا أعتقد، بل أتمنى العودة لشكل العلاقات القديمة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى