وسيم يوسف: هل يهدف خطاب الداعية الإماراتي لإعادة تشكيل التدين بعد التطبيع؟
[ad_1]
مرة أخرى، أثار الداعية الأردني الإماراتي وسيم يوسف، الجدل بين متابعيه بتصريحات حول اتفاقيات التطبيع العربية مع إسرائيل.
ونشر الداعية تغريدات يبرر فيها علاقات التطبيع قائلا إن إسرائيل ليست السبب في الأزمات المتعددة التي تمر بها دول العربية.
وقال يوسف في مقطع فيديو نشره عبر قناته على يوتيوب إن “إسرائيل لم تفجر المساجد، ولم تصنع الفتنة بين السنة والشيعة، ولم تحرق كنائس العرب، وكل من فعل هذا هو نحن”.
ولم يكتف يوسف بذلك المقطع بل أتبعه بتغريدة أخرى هاجم فيها ما وصفها بـ”الثورات المجنونة” في إشارة لأحداث ما يعرف بالربيع العربي.
كما وجه الداعية سهام النقد لأنصار حزب الله وجماعة الإخوان المسلمين معتبرا إياهم أحد أهم أسباب التوتر في المنطقة.
وما إن انتشرت فيديوهات وسيم، حتى انخرط مغردون في حملة للرد عليه واتهموه بـ “التزلف والتناقض”.
مقابل تلك الانتقادات، انتصر البعض لوسيم قائلين إنه لخص واقع الشعوب العربية وحقيقة الصراعات التي تدور على أراضيها.
وسارع حساب الخارجية الإسرائيلية “إسرائيل بالعربية” إلى نشر تغريدة يوسف عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر، وعلق عليها بالقول “عندما تدرك الشعوب العربية هذه الحقائق فالسلام قادم قريبا “
أما الداعية فاستمر في نشر تغريدات جديدة تضمنت آيات قرآنية عن التعايش واحترام أصحاب الديانات الأخرى ، وهو ما عده كثيرون بمثابة “خطاب مضلل، ظاهره دعوة للتسامح، وباطنه الترويج لجريمة التطبيع” وفق تعبيرهم.
خطاب ديني متطور أم تحقيق لإرادة الحاكم؟
يقرأ منتقدو الداعية في تغريداته تنكرا واضحا للقضية الفلسطينية ومحاولة للالتفاف على الحقيقة.
وأعاد مغردون نشر مقطع فيديو سابق للداعية يهاجم فيه أصحاب الديانات السماوية الأخرى ويصفهم بالأعداء.
ولئن يرى البعض في تلك التصريحات دليلا على تبدل في مواقف الداعية بما يتماشى مع الخطاب السياسي الرسمي، يعدها آخرون دليلا على “نضج الداعية وحرصه على غربلة الخطاب الديني الذي كان يتبناه”.
ولا تخفى التحولات التي مر بها الداعية الشاب على أحد، إذ سبق أن خصص أربعة حلقات من برنامجه “رحيق الإيمان” للحديث عن رحلته لدراسة علوم الشريعة والشيوخ الذين تتلمذ على يدهم في البداية.
تحدث يوسف في تلك الحلقات عن “حياة التحجر والتطرف” التي عاشهاخلال مرحلتي الدراسة الثانوية والجامعية حتى قام بمراجعة حقيقية ليكتشف بعدها الاختلافات بين التيارات الإسلامية.
بعد تخرجه توجه يوسف إلى الإمارات، حيث تلقف الفرصة التي أتيحت له بتقديم برامج دينية، فأطل عبر حلقات أسالت الكثير من الحبر وفتحت أبواب النقاش.
ويقول معارضو الداعية إن المحتوى الذي يقدمه يتواءم مع رؤية الإمارات السياسية والدينية.
ويرى مغردون أن وسيم وغيره من الدعاة سعوا منذ سنوات إلى الترويج لخطاب “ديني مهادن وطيع يرفض التدخل في أمور السياسية ويجعل أصل الأصول طاعة ولي الأمر”.
وثمة من يرى أن بعض الحكومات العربية استعانت بهؤلاء الدعاة الجدد لتشكيل ‘نسق جديد من التدين لمحاصرة ما يعرف بثورات الربيع العربي والتصدي لحركات الإسلام السياسي ثم وظفتهم لتبرير تطبيعها مع إسرائيل”.
لا يخفي مغردون آخرون إعجابهم بتلك التوجهات بل يعتبرونها أفضل طريقة لحماية استقرار دول المنطقة مما سموه بالمشروع “الإخواني” الذي يرفض أي محاولة للتجديد ويقدم رؤية رجعية للدولة والحكم” على حد قولهم.
فهم يرون أن ما يقدمه وسيم يوسف وأمثاله من الدعاة ما هو إلا نسخة حقيقة للإسلام المعتدل.
ويتفق هؤلاء مع الداعية في عدة نقاط أهمها: أن ما يحدث في الدول العربية من حروب واقتتال يعود إلى أسباب داخلية لا علاقة لها بإسرائيل.
لذا فهم يعتبرون أن اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خطوة ضرورية لإحلال السلام في المنطقة وتشكيل جبهة ضد من يصفونهم بـ “المتطرفين الذي دمروا أمن دول كسوريا والعراق وليبيا”.
من جهة أخرى، يقول قطاع آخر من المغردين إن استقرار الدول العربية وتنقيح الخطاب الديني لن يتحقق إلا ببناء دولة مدنية وطنية وبإرساء نظام ديمقراطي يضمن مبدأ التداول على السلطة.
فضلاً عن ذلك يرى كثير من المعلقين أن مفهوم الطاعة الذي يسوق له بعض الدعاة لا يستقيم مع مفهوم الدولة الوطنية .
بما أن الخطاب الديني لا زال يتمتع بحضور قوي في المجتمعات العربية، يخشى البعض من أن تشهد الفترة القادمة محاولات لإعادة تشكيل الخطاب الديني يتماشى مع مرحلة ما بعد التطبيع،في حين يدعو البعض الآخرإلى التعامل مع اتفاقيات التطبيع بشيء من العقلانية.
وقد وقعت كل من الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل في البيت الأبيض، الثلاثاء، برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
[ad_2]
Source link