أخبار عربية

استعداد السراج لتسليم السلطة: استجابة للمتظاهرين أم تمهيد لحل سياسي في ليبيا؟

[ad_1]

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

فايز السراج

ربما لم يكن مفاجئا لكثير من المتابعين للمشهد الليبي أن يعلن فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، مساء الأربعاء 16 سبتمبر/ايلول استعداداه لتسليم السلطة قبل نهاية شهر أكتوبر/تشرين المقبل.

وحسبما قال السراج في خطاب مقتضب في طرابلس “أعلن للجميع رغبتي الصادقة في تسليم مهامي للسلطة التنفيذية القادمة في أجل أقصاه نهاية أكتوبر المقبل”. ودعا السراج إلى اختيار مجلس رئاسي جديد، ورئيس جديد للحكومة.

اما الاسباب وراء اعلان السراج استقالته فهي كثيرة. هناك من ربطها بالمظاهرات التي شهدتها طرابلس مؤخرا احتجاجا على تدهور الاحوال المعيشية وانقطاع الكهرباء. وهناك من ربط الاستقالة بالصراع بين الاجنحة المختلفة التي تسيطر على طرابلس. ولعل الخلاف المعلن بين السراج ووزير داخليته، فتحي باشأغا، من ابرز اشكال هذا الصراع.

وكان السراج قد اصدر قرارا بإقالة باشأغا، وهو من مصراتة ويحظى بدعم ميلشياتها القوية، على خلفية الاحتجاجات التي وقعت بين قوات الامن ومتظاهرين في طرابلس، غير أن باشأغا عاد إلى منصبه بعد زيارة تركيا. وكان واضحا أن أنقرة عملت على احتواء الخلاف بين السراج وباشأغا في إطار التحالف الذي تدعمه، والذي يسيطر على مساحات واسعة من غرب ليبيا، وعلى اكبر مدينتين في الغرب الليبي، وهما طرابلس العاصمة ومصراتة.

السراج نفسه تحدث في خطابه عن اجواء الصراع التي يعمل في اطارها وقال أنّ حكومته “لم تكن تعمل في أجواء طبيعية منذ تشكليها حيث كانت تتعرض كل يوم للمكائد داخلياً وخارجياً، ما جعلنا نواجه مشاكل وصعوبات جمة في أداء واجباتنا”. ومن ثم، قال السراج أنه يدعم جهود الحوار الوطني للوصول إلى توافق اوسع بين الليبيين. وأشار إلى إحراز تقدم في الاتفاق على طريقة لتوحيد ليبيا والتحضير للانتخابات خلال المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.

وفي ذات الوقت تزامن اعلان السراج رغبته في تسليم السلطة مع اعلان تركيا، الداعم الأول له ولحكومة الوفاق الوطني، أنها اقتربت من الوصول إلى اتفاق مع روسيا، والتي تساند بدورها قوات القائد العسكري خليفة حفتر في شرق ليبيا.

وكان السراج قد تولى السلطة في عام 2015 بناء على اتفاق الصخيرات في المغرب، الذي رعته الأمم المتحدة، وذلك بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تنقذ ليبيا من حالة الفوضى التي اعقبت الإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي غي عام 2011.

إلا أن الأمر تحول فعليا على الأرض إلى انقسام ليبيا بين شرق تسيطر عليه قوات حفتر، التي تحظى بدعم روسيا ومصر والإمارات، وغرب تسيطر عليه قوات حكومة الوفاق، التي تحظى بدعم تركيا وقطر وايطاليا.

وكانت قوات الوفاق قد حققت نجاحا عسكريا في شهر يونيو/حزيران مكنها من اخراج قوات حفتر من محيط طرابلس ومن قاعدة الوطية الجوية، ثم توقفت عند سرت التي لازالت تحت سيطرة قوات حفتر.

وهناك من المتابعين للشأن الليبي أن بروز اسم عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق مؤخرا، وتراجع اسهم خليفة حفتر بعد فشل حملته للسيطرة على طرابلس، ربما ترتبط بإعلان السراج استعداده التخلي عن السلطة. إذ قد تكون هناك تسوية سياسية تقضي برحيل حفتر والسراج معا.

في ظل كل هذه التطورات تثير استقالة السراج عدة تساؤلات:

هل تزيد من تعقيد الازمة في ليبيا أم قد تكون مدخلا لحلها؟

هل تعكس الإستقالة صراعا لم يحسم على السلطة في حكومة الوفاق بين السراج وباشأغا؟

وما مدى ارتباط الإستقالة بالمباحثات بين تركيا وروسيا؟

هل تؤيد من يرى أن السراج وحفتر قد يرحلا تمهيدا لتسوية سياسية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 18 أيلول/سبتمبر من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى