كشخة الفنان أم مصلحة العمل؟ | جريدة الأنباء
[ad_1]
- رجاء البدر: العمل الذي لا تنطبق عليه المعايير المهنية أنسحب منه حفاظاً على اسمي
- د.ابتسام الحمادي: من غير المعقول أن ترتدي فنانة «تي شيرت سعره 70 ديناراً» وهي تلعب دور فتاة فقيرة!
- فاطمة القامس: الأزياء والألوان يجب أن يكون لها معنى مع الأحداث الدرامية
تحقيق – سماح جمال
بين أعمال يعكف صناعها على التحضير والتجهيز لها على مدار أشهر بل وسنوات للتأكد من تماشي الملابس والإكسسوارات والماكياج مع طبيعة الشخصية والفترة الزمنية التي يتناولها العمل وبين أعمال أخرى نرى بعض الفنانين فيها يطلبون «رعاية» من بعض الماركات أو دور الأزياء بعيدا عن طبيعة العمل ومضمون الشخوص وتطورهم… وهنا كان سؤال «الأنباء»: كشخة الفنان أولى أم مصلحة العمل؟..
«الأنباء» تحدثت مع المختصين في هذا المجال، وفيما يلي التفاصيل:
تحدثت مصممة الأزياء الكويتية رجاء البدر فقالت: أجد نفسي في الأعمال التراثية والتاريخية فمرحلة التحضيرات للعمل من بحث ولقاءات مع الشخصيات التي عاشت أو عاصرت تلك الفترات التي يتناولها العمل مهمة ومفصلية في كل عمل أشارك فيه، فالملابس التي تظهر بها الشخوص لها أهمية كبيرة كوننا نقدم من خلال العمل معلومة ونؤرخ لهذه الفترات الزمنية ومن المحزن أن البعض يستسهل في عملية الاختيار للملابس دون بحث وبذل مجهود.
وتابعت قائلة: للأسف بعض الأعمال المعاصرة لا تتماشى مع السيناريو والقصة بل في بعض الأحيان تعتمد على ما يريد الفنان أن يظهر به أمام الشاشة وكثيرا ما نرى البعض من الفنانين يرفضون الالتزام بملابس الشخصية بحجة «شراح تقوال الناس عني»، والحل الوحيد في هذه الحالة يكون تدخل المخرج الواعي وصاحب الكلمة، ولا يسمح للبعض بأن تكون «كشخته» أهم من الشخصية، وشخصيا إذا وجدت مثل هذه المواقف في عمل ولم يتم تطبيق معايير المهنية وإعلاء مصلحة العمل ففورا أنسحب منه حفاظا على اسمي الذي بنيته طوال هذه السنوات.
وأضافت قائلة: وشخصيا عندما أشارك في عمل أحرص دائما على قراءة النص بالكامل وبعد الانتهاء من مرحلة البحث والتوثيق نبدأ في مرحلة التحضيرات على هذا الأساس، فعندما شاركت في أعمال تاريخية مهمة مثل مسلسل «أسد الجزيرة» ومسلسل «اخوان مريم» وأوبريت «مذكرات بحار» الذي تناول فترات تاريخية ومفصلية في تاريخنا كانت عملية البحث والدراسة والتجهيزات للأزياء والإكسسوارات استمرت لأشهر عديدة وعملية التنفيذ تمت بمنتهى الدقة لهذا حصلنا على ثناء وإعجاب النقاد والجمهور على حد سواء ولله الحمد.
وأبدت البدر رفضها فكرة أن يطلب الفنانون من «ماركات» أو مصممي أزياء لا علاقة لهم بالعمل ولم يطلعوا على النص ولم يكونوا متواجدين في مرحلة التحضيرات له بأن يهتموا بمظهر الفنانين، فيجب أن تكون هناك عملية دراسة كاملة للعملية ولا تتم بشكل عشوائي بعيدا عن أمور «التوفير» أو «الاسترخاص».
رؤية كاملة
وقالت الدكتورة ابتسام الحمادي: المخرج الواعي لن يسمح للفنان أن يرتدي الملابس «على راحته»، وكوني متخصصة أكثر في الأعمال التي تتناول فترات زمنية مختلفة، أحرص دائما على قراءة النص أولا وأضع الرؤية الكاملة للأزياء، الماكياج، والملابس وأتناقش فيها مع المخرج والمؤلف.
وأكملت قائلة: الشخصية في سياق أحداث العمل تمر بأكثر من مرحلة بين «الحزن، الفرح…»٬ وهذا ما حدث معي في مسلسل «عافك الخاطر» عندما تناقشت مع المخرج مناف عبدال وكان حريصا على أن يكون امتدادا الشخصيات من الماضي إلى الحاضر٬ في حين أننا نرى بعض الأعمال التراثية للأسف ان بعض التفاصيل المهمة في المظهر العام للشخصية تفلت من البعض٬ فنرى الملابس تنتمى للحقبة الزمنية التي تقدم فيها الشخصية ولكن لا يوجد حرص على باقي التفاصيل من إكسسوارات وأحذية وهذا للأسف كثيرا ما يحدث.
وتابعت قائلة: عندما شاركت في مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» تحدثت مع المخرج محمد دحام الشمري في تفاصيل المظهر الخارجي «ملابس، مكياج…» قال لي أريد أن الجمهور يعرف شخصية «كوثر» التي قدمتها الفنانة فاطمة الطباخ قبل أن تتحدث، وهذا لكونه مخرجا مبدعا وواعيا يعرف تأثير ودور المظهر الخارجي للشخصية.
واستطردت قائلة: فمن غير المعقول أن ترتدي فنانة «تي شيرت يتجاوز سعره الـ 70 دينار» وهي تلعب دور فتاة فقيرة، أو نشاهد أعمال تراثية قديمة أو تاريخية يستخدم فيها خامات حديثة، فاليوم المشاهد واعي ولا تمر عليه هذه التفاصيل من «لون، نقشة القماش…»، وعندما شاركت في مسلسل «أم هارون» كان التحدي في مظهر الشخصيات التي تعكس التنوع الديني «المسلمين، اليهود، المسيحيين» في نفس المكان الجغرافي والفترة الزمنية نفسها التي عاشوا فيها لتعكس التفرد بينهم والانسجام في نفس الوقت.
وكان من الجميل أنه بعد انتهاء المسلسل تحولت ملابس الشخصيات إلى موضة ومحببة لدى الناس وانتشرت بين مختلف الفئات العمرية، وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث معي فالملابس التي اخترتها للفنانة هبة الدري في مسلسل «كحل أسود قلب ابيض» تحولت إلى موضة دارجة بين الفتيات.
شخص متخصص
من ناحيتها، قالت فاطمة القامس: من المهم وجود شخص متخصص في العمل يهتم بكل التفاصيل الخاصة بالأزياء والألوان تكون لها معنى يتماشى مع الأحداث الدرامية للقصة والتطور الدرامي، وحتى لو كانت هناك عائلة يكون بينهم تناسق وحتى الماكياج يتناسب مع المرحلة العمرية للشخصية إذا كان شابا أو شخصا كبيرا في العمر.
وتابعت قائلة: يفترض بالمخرج في العمل أن يضع رؤيته بعد الاتفاق عليها مع المصمم، ويعمل المخرج الفني مع فريق عمل مختص بناء على رؤيته بما يتناسب مع طبيعة الشخصية التي يقدمها الفنان في العمل سواء كان عملا معاصرا أو تاريخيا أو تراثيا وفي نفس الوقت يضع في عين الاعتبار أهمية ان يكون هناك تناسق مع باقي الشخوص معه حتى لا يخلق حالة من التنافر لدى المشاهد، لكن للأسف عندنا لا تتم الاستعانة بالمخرج الفني وحتى مهندس الديكور لا تتم الاستعانة به إلا في الأعمال التي تتناول فترات زمنية قديمة ويعمل بصورة منفردة بعيدا عن فريق العمل مما يخلق حالة من الخلل الفني، في حين أن الأعمال الفنية المصرية وجود المخرج الفني فيها أمر أساسي وهذا ينعكس إيجابا على العمل والجمهور.
وأضافت القامس قائلة: كانت لدي تجربة عملت في (دي تيوب) بطولة الفنان داوود حسين وقمنا بتصويره في القاهرة ولأن كل العناصر كانت مكتملة ومتاحة في العمل بصورة رائعة وحقق نجاحا كبيرا، وأنا أرفض أن أشارك في عمل لا تكون عناصره مكتملة وفي سياقها الصحيح.
[ad_2]
Source link