العنف ضد المرأة: “حاولوا قتل أمي أمامي مرتين”
[ad_1]
كانت شورى كوفي تشعر باليأس. تعرضت والدتها عضوة البرلمان الأفغاني لولايتين كاملتين لإطلاق نار في طريق عودتها إلى كابول بالسيارة. توسلت شورى إلى والدتها فوزية كوفي ألا تغمض عينيها. “ماذا عساي أن أفعل دونك؟” هكذا قالت لها.
قالت شورى لبي بي سي متحدثة عن محاولة الاغتيال التي وقعت الشهر الماضي “شعرت بالرعب لأنني ظنت أني فقدت أمي. لكنني حاولت فيما بعد السيطرة على نفسي لأنها كانت بحاجة إلى مساعدتي”.
تعد فوزية كوفي واحدة من أبرز منتقدي الأصوليين الأفغان، وقد تحدت حركة طالبان على طاولة المفاوضات. ودفعت ثمناً باهظا لآرائها السياسية، إذ تعرضت لمحاولتي اغتيال كانت ابنتها شاهدة عليهما.
ففي عام 2010 تعرض موكبها لهجوم من قبل حركة طالبان، وفي أغسطس/ آب الماضي أُطلق مجهولون الرصاص عليها في الطريق.
أفغانستان: طالبان تعلن عن هدنة في عيد الفطر
حكاية امرأة ترضع الأطفال الأيتام بعد هجوم على مستشفى للولادة في أفغانستان
مواجهة عن قرب
في 14 أغسطس/ آب الماضي كانت شورى ووالدتها عائدتان من إقليم بروان شمالي العاصمة إلى كابول حين لاحظتا أن سيارتين تتعقبان سيارتهما، فأدركتا أنهما على وشك التعرض لهجوم.
تقول شورى ” قبل الهجوم، قامت سيارة سوداء بتخطي سيارتنا وأطلق سائقنا البوق، ثم سمعنا إطلاق نار من الخلف -من ناحية أمي. كانتا طلقتان ناريتان. الأولى لم تصب السيارة.
كانت شورى بجوار فوزية في المقعد الخلفي. حاولت حماية رأس أمها ونصحتها بأن أن تنزل إلى أسفل المقعد بينما كان السائق يحاول الإسراع بعيداً عن الرصاص. لم تر شورى المهاجمين.
وتضيف ” كان علينا أن نبتعد وإلا أطلقوا علينا النار من جديد”.
وفي عام 2010 كانت فوزية وشورى داخل السيارة في إقليم نانجراهار الريفي، وكانت فوزية وقتها عضوةً بالبرلمان وإحدى الحلفاء المقربين من الرئيس الأفغاني آنذاك حامد كرزاي.
وأثناء مرورها في موكب صغير داخل الإقليم تعرضت السيارة لكمين. تقول شورى “كنت في العاشرة من عمري فقط وقتها. كنت أجلس في السيارة متوسطة أمي وشقيقتي. لازلت أتذكر صوت الرصاص. كان بلا توقف.”
لم تصب فوزية حينها بأذى، وقامت الشرطة بمرافقة موكبها إلى مكان آمن حيث نُقلوا جواً إلى كابول. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.
تقول شورى “كان تقبل الأمر اكثر سهولة لأننا علمنا من يقف وراء الهجوم، لكن في المرة الثانية كان المهاجمون مجهولين ولم يعلن أحد مسؤوليته، لذا يبدو أكثر صعوبة ورعباً بالنسبة لأسرتنا”.
كحال فوزية، نشأت ابنتاها وهما تريان أعمال العنف الدامية تحيط بهما. وفي بعض الأحيان كان من بين الضحايا أفراد من العائلة.
فجد شورى لوالدتها كان عضواً في البرلمان وقُتل على يد مسلحين. ووالدها أصيب بالسل أثناء احتجازه لدى حركة طالبان وتوفي بينما كانت لاتزال طفلة. وتولت فوزية رعاية ابنتيها مع مواصلة عملها بالسياسة.
تقول شورى ” عانيت دوماً من الخوف من أن أفقد أحد أفراد أسرتي، ولم أعش حياة طبيعية قط”.
وكما تتذكر شورى، فبعد ثوانٍ من إطلاق الرصاص في أغسطس/ آب، نظرت إليها أمها وهي تقول ” اعتقد أنني أصبت”، مضيفة أنها كانت لحظة ” لن تنساها أبدأ”
لم تنطق فوزية بكلمة بعد ذلك. فقد اخترقت رصاص الهيكل المعدني للسيارة من الخلف وكذلك ظهر المقعد لتصيب فوزية في ذراعها أسفل كتفها الأيمن.
تقول شورى ” ظننت أنني فقدتها. أخذت أقول لها رجاءً لا تغمضي عينيك، تحدثي إلي، حاولت أن أبقيها واعية”.
” خفضت رأسي ورأس أمي، وقلت لها لا ترفعي رأسك، قد يطلقون الرصاص مجددا”
كانت فوزية قد تعافت لتوها من إصابتها بكوفيد -19 وكانت تعاني من نقص في نسبة الحديد في الدم. حاولت شورى إيقاف النزيف مستخدمة غطاء رأسها.
تقول “كنا في الظلام، ولم أكن أستطيع رؤية الجرح، لكنني بينما كنت أحاول إيقاف النزيف بغطاء رأسي تلطخت يداي بالدماء”.
وصلتا إلى المستشفى بعد 40 دقيقة. وتمكن الأطباء بعد فحصين بالأشعة المقطعية من تحديد مكان الرصاصة وإزالتها من ذراع فوزية. وخرجت من المستشفى بعد أسبوع ومازالت تتعافى.
انتقادات لطالبان
لطالما عبرت فوزية عن تطلعات النساء الأفغانيان اللاتي غالباً ما يتم تجاهل أصواتهن. وحين جلست على طاولة المفاوضات مع طالبان العام الماضي دعت ممثلي الحركة إلى إشراك نساء في مفاوضات السلام.
أثار الاقتراح سخرية ممثلي طالبان. وما تزال تشارك في مفاوضات السلام بين الحكومة وحركة طالبان والتي يتوقع أن تستأنف خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتشتبه في أن معارضين للسلام يقفون وراء الهجوم الأخير الذي استهدفها.
وقد نفت حركة طالبان أي تورط لها في الهجوم. وتنشط في المنطقة التي شهدت الهجوم جماعات مسلحة أخرى.
وتقول شورى إنها ووالدتها أصيبتا بصدمة نفسية وخيبة امل جراء الاعتداء، ” تشعر بخيبة امل لأنها تعتقد أنها ساعدت مواطني بلدها وتتساءل لماذا يحاول شخص ما أن يقتلها”.
لطالما اعتبرت أفغانستان مكاناً معاديا للمرأة، ومازالت النساء المشتغلات بالسياسة تواجهن العديد من الصعوبات.
فقد كانت فوزية وشقيقتها مريم من بين هؤلاء اللاتي حُرمن من خوض الانتخابات البرلمانية عام 2018 للاشتباه في “صلتهمن بجماعة مسلحة غير قانونية”، وهو واحد من بين الاتهامات التي تقول النساء إنها غالباً ما تُلفق لهن.
كانت شورى تدرك الصعوبات التي تواجه المرأة، خاصة بعدما قرأته عن والدتها من تعليقات غير مشجعة في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، لكنها مع ذلك تدرس العلوم السياسة في الجامعة الأمريكية في كابول.
تقول ” كنت دوماً أريد العمل في السياسة. أسير على خطى أمي، فهي مثلي الأعلى.” وقد شجعت شورى وشقيقتها أمهما على مواصلة عملها في السياسة رغم الهجمات. قائلة ” لقد اخترنا هذا الطريق وسنواصل السير فيه”.
[ad_2]
Source link