مظاهرات بيلاروس: الحشود تتحدى الوجود الأمني المكثف وسط العاصمة للمطالبة باستقالة الرئيس لوكاشينكو
[ad_1]
يشق آلاف الأشخاص طريقهم في أرتال نحو وسط العاصمة البيلاروسية مينسك من أجل الانضمام لمظاهرة احتجاج جديدة ضد الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وأغلقت شرطة مكافحة الشغب، المزودة بخراطيم المياه والحواجز، أجزاء من المدينة واعتقلت عدداً من الأشخاص في ظل تقارير تتحدث عن وقوع إصابات.
ويطالب المحتجون باستقالة لوكاشينكو، إذ يتهمون السلطات بالتلاعب في عملية إعادة انتخابه قبل أكثر من شهر، وهو ما أشعل فتيل اضطرابات جماهيرية دموية.
فقد قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب المئات بجروح منذ ذلك الحين، إذ حاولت الحكومة القضاء على المعارضة. وفر عدد من رموز المعارضة من البلاد. ويوم السبت، كانت الناشطة أولغا كوفالكوفا آخر من قال إنها لجأت إلى بولندا المجاورة وسط تهديدات لها بالسجن.
واتهم لوكاشينكو، الذي يتولى السلطة في البلاد منذ 1994، الدول الغربية بالتدخل.
ويقول المحتجون ونشطاء حقوق الإنسان ومراقبون إن شرطة مكافحة الشغب تعمل على قمع المسيرات السلمية بطريقة وحشية.
وتتشارك الجمهورية السوفييتية السابقة الحدود مع روسيا، التي تعتمد عليها كثيراُ في الحصول على احتياجاتها من الطاقة والتي لديها معها تاريخياً روابط وثيقة، كما تتشارك الحدود كذلك مع أوكرانيا ودولاً في الاتحاد الأوروبي.
ما الذي يجري حالياً؟
يقول مراسل بي بي سي في مينسك يونا فيشر إن يوم الأحد بات اليوم الرئيسي لتنظيم المظاهرات في الشارع منذ أن بدأت المسيرات والتجمعات تخرج في البلاد.
لكن شرطة مكافحة الشغب عززت من جهودها لترهيب الناس ومنع تدفقهم نحو مركز المدينة اليوم، بينما تحتجز أولئك الذين يشاركون في المظاهرات، كما يقول مراسل بي بي سي.
ويضيف مراسلنا إن الأيام القليلة الماضية شهدت قيام قوات الأمن- التي ارتدت لباساً أسود وقناعاً على الوجه- باستهداف طلاب الجامعة لدى عودتهم من عطلتهم، حيث جرت البعض منهم من الشوارع والمباني الجامعية إلى سيارات مدنية.
وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد عربات نقل للأفراد مدرعة وعربات تحمل مدافع الماء تسير في وسط مدينة مينسك، وبعضها كان يتوجه إلى ميدان الاستقلال الذي جرى تطويقه.
وأبلغت إحدى المتظاهرات في مينسك محطة بي بي سي نيوز أن المتظاهرين لم تردعهم قوات الأمن وقالت: “نحن لسنا مستعدين الآن للعودة إلى الحياة التي عشناها لسنوات طويلة”.
وأضافت المتظاهرة وتدعى ليودميلا قائلة: “نحن نشعر أخيراً بأن لنا أهمية لأننا كنا نعيش في حالة من اللامبالاة لفترة طويلة والآن لدينا هذا الشعور بالتضامن ونحن نعتقد في الواقع- حسناً أنا أشعر شخصياً- أن التغييرات بدأت تحدث وبالتالي فإن هذا الوقت ليس هو الوقت المناسب بالتأكيد للاستسلام”.
وتشير الأنباء إلى خروج احتجاجات في مدن وبلدات بيلاروسية أخرى من بينها “غرودنو” و “موغيليف” و “غومل”.
ما الذي جرى لأولغا كوفالكوفا؟
قالت الناشطة يوم السبت إنها غادرت إلى بولندا حيث أنها كانت ستواجه حكماً بالسجن لفترة طويلة لو لم توافق على مغادرة بيلاروس.
وقالت كوفالكوفا إن قوات الأمن نقلتها بسيارة إلى مركز حدودي حيث تمكنت من ركوب حافلة متوجهة إلى بولندا بعد أن تعرف عليها السائق.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي إن بلاده ستقدم الدعم لضحايا القمع في بيلاروس.
ويوم الجمعة الماضي، دعت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي طلبت اللجوء في لتوانيا، الأمم المتحدة إلى المساعدة في وقف حملات القمع التي تشنها السلطات بحق المحتجين.
ومثلت تيخانوفسكايا، البالغة من العمر 37 عاماً، المعارضة الرئيسية للرئيس لوكاشينكو في الانتخابات، حيث دخلت السباق الرئاسي بعد سجن زوجها، سيرغي تيخانوفسكايا، ومرشح آخر.
وقالت إن المعارضة تطالب بوضع حد لعنف الشرطة، وبالإطلاق الفوري لسراح جميع السجناء السياسيين وبإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
كيف كانت ردة فعل الاتحاد الأوروبي إزاء الأحداث في بيلاروس؟
في الشهر الماضي، وافق قادة الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات- من بينها تجميد أصول مصرفية- على مسؤولين بيلاروس لم تُكشف أسماؤهم حتى الآن متورطين في عملية التلاعب المزعومة بالانتخابات وفي التعامل بوحشية مع المحتجين وسجنهم. ولا يزال العمل جارياً على تحديد طبيعة هذه العقوبات.
من جانبها، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة حول بيلاروس، أنايس مارين، إن إعادة انتخاب لوكاشينكو رئيساً قد “تم التلاعب بها بالكامل” وإن “أصوات الناس قد سرقت”.
واتهمت الشرطة في بيلاروس بارتكاب التعذيب، مستشهدة على ذلك بمثال واحد لصبي في السادسة عشر من عمره “ضرب ضرباً مبرحاً لدرجة أنه ترك في حالة غيبوبة”.
وقالت مارين: “يتعين على السلطات أن تطلق سراح جميع من اعتقلوا بشكل تعسفي. فالحكومة تشن حرباً مجنونة على شعبها”.
ما هو موقف لوكاشينكو؟
نفى لوكاشينكو أي مزاعم تتحدث عن حدوث تزوير للأصوات. وألقى باللائمة على بعض الدول الأوروبية، وبخاصة بولندا ولتوانيا، في محاولة فرض تغيير للنظام.
ووعد لوكاشينكو البالغ من العمر 66 عاماً بالدفاع عن بيلاروس.
ويوم الخميس الماضي، ألمح إلى أنه منفتح على الاقتراب أكثر من روسيا، قائلاً إن الاحتجاجات قد “دفعتنا إلى استخلاص استنتاجات متعلقة بذلك”.
وفي مناسبتين على الأقل، التقطت له صور بالقرب من مقر سكنه في مينسك وهو يحمل بندقية ومحاطاً بأفراد أمن مدججين بالسلاح.
[ad_2]
Source link