لماذا تجاهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سلاح حزب الله اللبناني؟
[ad_1]
ناقشت صحف ومواقع عربية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة للبنان، وهي الزيارة الثانية له منذ الانفجار المروع الذي وقع في مرفأ بيروت الشهر الماضي.
وأبدى كتّاب بعض التحفظات على هذه الزيارة خاصة فيما يتعلق بما وصفه البعض منهم بأنه “تجاهل” ماكرون لسلاح حزب الله.
وأشار آخرون إلى أن المشكلة لا تكمن في مساعي ماكرون وإنما في الواقع اللبناني الذي لا يتغير.
نقد “اللاشيء اللبناني”
أشاد طارق الحميد في صحيفة عكاظ السعودية بالدور الفرنسي في لبنان، وقال: ” تستحق المبادرة الفرنسية تجاه لبنان، والجهد الذي بذله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كل التقدير كونها المبادرة الأوضح، خصوصا بعد الجهود التي قادها الرئيس الفرنسي، وتوجهه بزيارتين؛ الأولى بعد انفجار مرفأ بيروت، والثانية مطلع هذا الشهر”.
ويرى الكاتب أن الزيارة “جاءت من أجل التأكد من التزام الساسة، والأحزاب، بالخطوات الإصلاحية المطلوبة، والتي يطالب بها اللبنانيون، ويلح عليها المجتمع الدولي، وأبرزها أن ينأى لبنان بنفسه عن الأزمات السياسية بالمنطقة”.
من جانبه، يرى سمير عطا الله في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن ماكرون “غيَّر المشهد طوال يومين. جمع بين السياسيين. أخجلهم وجعلهم يتحدثون لغة مختلفة فيها شيء من الحس الوطني والإنساني”.
وأضاف: “اضطر الرئيس الشاب إذن، للعودة إلى بلاده. وما إن غادر حتى عاد سياسيو لبنان إلى عاداتهم المرضية، كما لو أنه لم يأتِ إليهم أبدا، ولم يجمع بينهم، ولم يسمع تعهداتهم بحسن السلوك. يغفر لك شبابك، الرئيس العزيز، أنك ما زلت تصدق أن التعهد في لبنان يشبه التعهد في سائر العالم، وأن القانون في لبنان هو القانون كما يفهمه مواطنو هذا الكون”.
وفي الجريدة نفسها، يوجه حازم صاغية اللوم إلى الواقع اللبناني، ويقول: ” قد لا يكون واحدنا متفقا مع كل ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لبنان. هناك بالتأكيد من أرادوا ويريدون أكثر، خصوصا فيما يتعلق بسلاح حزب الله”.
ويضيف: “غير الألم والانهيار، ما الذي وجده ماكرون في لبنان؟ وجد الفولكلور والنوستالجيا، فكانت زيارته إلى فيروز. هذا الخواء المطلق هو الذي جعل الرئيس الفرنسي يتصرف وكأنه ينوب عن الدولة والمجتمع اللبنانيين. لقد وجد نفسه أمام اللاشيء اللبناني”.
ويتابع: “لكن بدل الانتباه إلى مسؤوليتنا عن ذلك، وجد البعض فرصته لممارسة اللعبة السقيمة وترداد الكلام القديم: استعمارية فرنسا وماكرون”.
“تجاهل حزب الله”
على الجانب الآخر، تحفظ كتّاب على زيارة ماكرون.
تقول منى فياض في “النهار” اللبنانية: “غادرنا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أن لعب دور الماشطة التي تحاول تزيين الوجه العكر، وبعد أن مارس جاذبيته وخلاصة مهاراته في العلاقات العامة وقام بفصل السياسة عن الاقتصاد، متأملا بإصلاحات إدارية ومالية وإنمائية. أعاد تعويم رجال سلطة غارقة علقت مشانقها في الساحات، علّه يحفظ هيكل لبنان”.
وتشير الكاتبة إلى أن ماكرون في رأيها “تجاهل سلاح حزب الله ووجهه الإرهابي”.
وتقول: “ماكرون، عمليا، يساعد حزب الله المأزوم على تخطي تفجير 4 أغسطس / آب الإجرامي، كي يتفرغ لغسل يديه من دم بيروت”.
ويرى عمرو الشوبكي في صحيفة المصري اليوم أن زيارة ماكرون الثانية تُعد “إلحاحا غير مسبوق لم يعتد عليه الأداء الأوروبي” وأنها اتسمت “بالحضور الاقتصادي وكلام طيب في السياسة دون أن يمتلك أدوات فرض واقع جديد”.
ويقول: “طرح ماكرون بخصوص حزب الله يسكن المشكلة ولا يحلها، ومع ذلك يبقى حلا عمليا لأنه يفتح الطريق لقبول حزب الله ‘السياسي‛ دوليا ومعه الحكومة الجديدة في مقابل طرح أفكار حول إمكانية استيعاب الجانب الأكبر من سلاحه داخل الدولة والجيش اللبناني، وهو أمر لا يزال غير وارد فى المستقبل المنظور”.
ويتابع الكاتب: “حرك ماكرون المياه الراكدة، واستثمر حضور فرنسا الثقافي في لبنان لصالح إجراء قدر من الإصلاحات السياسية، وقطع الطريق أمام التدخلات الإيرانية والتركية في ظل الغياب العربي. سيبقى أمام الحكومة اللبنانية الجديدة تحديان كبيران: تحسين الوضع الاقتصادي، وفتح أفق لتجاوز جوانب من النظام الطائفي المهيمن”.
ويبدي منجد صالح في صحيفة رأي اليوم اللندنية التحفظ أيضا على زيارة الرئيس الفرنسي الثانية للبنان.
ويقول: “بالرغم من التفاؤل الحذر الذي نعتقد بإمكانية وجوده، إلا أن الرئيس ماكرون، مع احترامنا وتقديرنا الشديدين لمبادراته وزياراته للبنان وللشعب اللبناني، فإنه لن يستطيع أن يخترق أو يتجاوز الإطار الذي رسمه ترامب والصهيونية العالمية للبنان. ومسعاهم الدائم لتحطيمه وتركيعه، وسرقة خيراته ومصادره الطبيعية في البر والبحر، لمصلحة الكيان الغاصب، ونكاية وعدوانية ضد المقاومة اللبنانية المُظفّرة”.
ويضيف أن مساعيه لن تضفي الكثير “حتى لو نظّم في باريس ندوة وندوتين وثلاث وأربع ندوات لحشد أرصدة ومساعدات ومنح مالية للبنان للمساعدة في إعادة إعمار بيروت ومرفأها وعماراتها وشوارعها المحطّمة وبلسمة جراح جرحاها وجراح أهالي شهدائها”.
[ad_2]
Source link