عبد الرحمن السديس: خطبة في الحرم المكي تطرح تساؤلات حول موقف السعودية من إسرائيل
[ad_1]
زاد الموقف الرسمي العربي حيال الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي من مخاوف وتوقعات البعض بأن الفترة القادمة ستشهد حضورا إسرائيليا أكبر في المنطقة العربية عموما والخليجية خصوصا.
وتظهر تلك المخاوف جلية عبر مواقع التواصل، التي انطلق روادها في تقديم قراءاتهم الخاصة لتداعيات الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، على القضية الفلسطينية والواقع الأمني والسياسي العربي.
وبات المغردون العرب يرصدون ويترقبون أي تصريح من المسؤولين الخليجيين لعلهم يجدون فيه مؤشرا على ما سيحدث في قادم الأيام.
“خطبة السديس”
قبل أيام، استوقف مقطع فيديو لخطيب الحرم المكي، عبدالرحمن السديس، نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول مغردون مقتطفات من خطبة الجمعة التي ألقاها السديس وتطرق فيها إلى مفهوم “الولاء والبراء” وعلاقة النبيمحمد باليهود.
وقال السديس، بحسب المقطع المتداول: “من التنبيهات المفيدة في مسائل العقيدة عدم الفهم الصحيح في باب الولاءوالبراء ووجود اللبس فيه بين الاعتقاد القلبي وحسن التعامل في العلاقات الفردية والدولية”.
وقبل أن يختم الإمام خطبته بالدعاء لفلسطين، عرج للحديث عن “العقيدة الصحيحة ووجوب طاعة الإمام خلافا لمنهجمن وصفهم بـ “الخوارج المارقين والأحزاب الضالة وجماعات العنف المسلحة”.
أثارت الخطبة موجة من الجدل، إذ قرأ فيها مغردون وسياسيون عرب، تمهيدا لتطبيع قريب بين السعودية وإسرائيل.
وشن المغردون هجوما لاذعا على خطيب الحرم، واتهموه بتغيير مواقفه حسب توجهات ومواقف الحكام.
وذكّر البعض الآخر بخطب السديس القديمة، قائلين إنه “كان يلهب حماس المصلين ببكائه ودعائه للفلسطينيين وانتقادهلسياسات إسرائيل وحلفائها”.
كما نشر مغردون مقتطفات من خطبة أخرى للسديس كان قد مدح فيها إدارة ترامب وعلاقتها القوية بالقيادة السعودية.
هذا التذكير بمواقف السديس فتح باب النقاش من جديد بشأن استخدام الدين في الحياة السياسية في المملكة.
ويرى نشطاء ومراقبون سياسيون أن خطبة الجمعة في السعودية كانت ولا تزال مرآة لما يحدث خلف الكواليس وفيالقصور.
لذا فهم يعتبرون خطبته الأخيرة “مؤشرا خطيرا ودليلا على تغيير موقف القيادة السعودية”.
دفاع عن السديس
الانتقادات التي طالت السديس والسعودية، رد عليها مغردون خليجيون بالنفي.
واتهم بعضهم من سموه بـ “المحور المعادي للرياض” بتحريك جيوشه الإلكترونية للنيل من صورة الرياض خاصة”والتشكيك في موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية”.
ويقول نشطاء سعوديون إن البعض تعمد “إخراج خطبة السديس من سياقها” مشيرين إلى أن إمام الحرم “ختم خطبتهبالدعاء للفلسطينيين”.
ونفى نشطاء سعوديون وجود أبعاد سياسية وراء خطبة الجمعة الأخيرة.
وتابعوا بأن “التغيرات الأخيرة بدأت تفسر على أنها لصالح التطبيع في حين أنها سماحة الإسلام واحترامه لكافةالأديان السماوية”.
واستحضر آخرون تصريحات الملك سلمان التي أكدت مرارا وتكرارا على مركزية القضية الفلسطينية.
كما تداول بعضهم تقارير صحفية تتحدث عن فشل مستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، في إقناع ولي العهدالسعودي محمد بن سلمان بحضور حفل توقيع الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي في واشنطن.
استحضار للاصطفافات وحرب وسوم
الحديث عن التطبيع مع إسرائيل بات الملف الأبرز عبر مواقع التواصل بعد الخطوة الإماراتية، خاصة بعد أن صرح رئيسالوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، بوجود محادثات سرية مباشرة مع قادة عدد من الدول العربية لتطبيعالعلاقات مع بلاده.
وتسببت تلك التطورات في تأجيج حرب افتراضية بين فريقين من المغردين، يحاول كل منهما إلقاء اللوم على الآخر،واتهامه بخيانة الفلسطينيين.
فقد أطلق فريق من المغردين وسما يهاجم حكام الخليج وآخر مسيء للسديس ليرد مغردون خليجيون بوسم”#تجار_القضيه_يسيوون للخليج”.
كما دشن آخرون وسما باسم الرئيس الفلسطيني، انتقدوا من خلاله الفصائل الفلسطينية وما أسموه بالمحور الإيرانيالتركي، واتهموا قادته بالمزايدة والنفاق.
كذلك أعاد البعض تفعيل وسم “فلسطين ليست قضيتي” الذي تضمن تغريدات لمغردين ينسبون أنفسهم إلى دولخليجية.
ويعلن المتفاعلون مع الوسم تبرءهم من الفلسطينيين، واتهموهم ببيع أرضهم والتنكر لمن يناصرهم.
لكن هذا الوسم قوبل بموجة استنكار واسعة من قبل مغردين سعوديين وخليجيين.
وشدد العديد من السعوديين على أنهم أولى بالقضية الفلسطينية من غيرهم، وعددوا مواقفهم التاريخية في نصرةالشعب الفلسطيني مذكرين بموقف الملك فيصل المعروف برفضه لقيام إسرائيل.
في حين حذر آخرون من تلك الحملات الإلكترونية ودعوا إلى توحيد الصفوف لنصرة القضية الفلسطينية، وتسجيلموقف شعبي يجبر الحكومات على إيقاف قطار التطبيع، على حد قولهم.
وبينما ينظر معلقون إلى الاتفاق الإماراتي بعين الرضا، ويعتبرونه تحالفا ضروريا لحماية أمن الخليج من التوسعالإيراني، يعده آخرون خيانة للنضال الفلسطيني وطعنة في الظهر.
ويقول مسؤولون إماراتيون وداعمون للاتفاق إن أبوظبي تصرفت لمصلحة الفلسطينيين، من خلال إقناع إسرائيلبالتخلي عن خطتها لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.
ولكن ذلك التفسير بدا غير مقنع لآخرين، ممن أبدوا خشية من انضمام دول عربية أخرى للإمارات.
ويقول هؤلاء “إن الحفاوة الإعلامية العربية بالاتفاق، وحرص بعض القنوات على الترويج لبدائل للتصورات التقليديةعن الدين والصراع العربي الإسرائيلي، تؤكد بأن قطار التطبيع مستمر”.
وارتفعت وتيرة الحرب الكلامية بين المغردين بعد أن عقدت الفصائل الفلسطينية اجتماعا “نادرا” لوحت فيه بـ “فكالارتباط” مع الدول العربية.
جاء ذلك بعد أن رفضت جامعة الدول العربية طلباً فلسطينياً لمناقشة الاتفاق الذي أبرمته الإمارات.
[ad_2]
Source link