أخبار عربية

محمد سعود والداعمون لإسرائيل: حالات فردية أم جس لنبض الشارع السعودي حول التطبيع؟


المدون السعودي محمد سعود في زيارته لتل أبيب

مصدر الصورة
Twitter

في خطوة أثارت غضب كثيرين، نشر المدون السعودي محمد سعود، المعروف بدعمه للتطبيع مع إسرائيل، مقطع فيديو يتغنى فيه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويأتي المقطع بعيد ساعات من السماح للطائرات الإسرائيلية بالقيام برحلات جوية مباشرة بين تل أبيب وأبوظبي عبر الأجواء السعودية.

وقد دأب المدون السعودي، الذي يتقن اللغة العبرية، منذ سنوات على نشر فيديوهات تمتدح الإسرائيليين ويحرص على تهنئتهم في أعيادهم الدينية والرسمية.

فهو لا يخفي تواصله مع المسؤولين الإسرائيليين، خاصة أولئك الذين لديهم حضور بارز عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وسبق أن أثارت زيارته للقدس في 2019، بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، موجة استنكار واسع، إذ منعه فلسطينيون من دخول المسجد الأقصى وعمدوا إلى ملاحقته وطرده من المدينة القديمة واصفين إياه بـ “الصهيوني والخائن”.

ومؤخرا، أطل المدون السعودي عبر صفحته على تويتر، وهو يردد أغنية إسرائيلية تعبيرا عن فرحته بـ”اتفاق السلام” بين الإمارات وإسرائيل وأجواء الزيارة الأولى للوفد الأمريكي الإسرائيلي للدولة الخليجية.

وأرفق سعود الفيديو بتغريدة وجه فيها رسالة لنتنياهو مفادها: “عزيزي يا رئيس حكومتي. لا يضاهيك أحد، فالكل يحبك”.

جس لنبض الشارع أم حركة فردية؟

وأشاد مدونون إسرائيليون بفيديو محمد واعتبروه أحد ثمار اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، ودليلا على “انقشاع الخوف في صفوف المدونين العرب المؤيدين لإسرائيل”.

كما دعا آخرون السعودية إلى الإسراع بإبرام اتفاق مع تل أبيب أسوة بالإمارات.

على الضفة الأخرى، يقف الرافضون لحملات التطبيع مع إسرائيل، منددين بتصرف المدون السعودي.

تصرف بدا للكثيرين منهم مستفزا، رغم تأكيدهم أنه ليس الأول من نوعه.

فقد راح بعضهم يعدد ويرصد الظهور المتكرر لمدونين وإعلاميين سعوديين عبر الشاشات والقنوات الإسرائيلية.

وكان آخرها مداخلة الناشطة السعودية سعاد الشمري مع قناة “كان” العبرية في 10 يوليو/ تموز الماضي.

هذه الوتيرة المتكررة في حوادث “التطبيع الإعلامي”، وزيارات مدونين وصحفيين السعوديين إلى إسرائيل، دفع العديد من المعلقين العرب إلى التساؤل عن وجود أشكال من التطبيع الرسمي بين الرياض وإسرائيل من عدمه، أو أنها تتم بموافقة رسمية.

ويعتقد كثيرون أن تصرفات سعود وغيره من المدونين تأتي في إطار “محاولة لجس نبض الشارع السعودي”.

ومنذ إعلان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، التزمت السعودية الصمت، إلى أن أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان في 19 من أغسطس/آب، أن بلاده “لن تسير على خطى أبوظبي ما لم يحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

ولم يعقب بن فرحان بشكل مباشر على اتفاق أبو ظبي وتل أبيب، لكنه رحب بكل “خطوة توقف خطة الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية”.

لم تبدد تلك التصريحات مخاوف بعض المعلقين العرب ممن عبروا عن خشيتهم مما سموه بـ”باقتراب ضم السعودية لقطار التطبيع”، خاصة بعد إعلان جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، أن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض أمر حتمي، مضيفا أن هذه الخطوة ستصب في صالح اقتصاد ودفاع المملكة.

وهنالك من يرى أن “التجاهل العربي للاتفاق الأخير واستجابة السعودية لطلب إماراتي بالسماح للرحلات من كافة الدول بعبور أجواءها، يوحي بأن خطوة الإمارات لا تعكس موقفها الفردي فحسب، بقدر ما تؤشر إلى موقف محور كامل سيسارع إلى التطبيع مع إسرائيل ونقله من السر إلى العلن”.

ورغم أن إسرائيل لا تحظى منذ إعلانها عام 1948 باعتراف السعودية، التي تعتبرها دولة عدوة، إلا أن مراقبين ونشطاء يرون أن العلاقات بين البلدين شهدت تحولات جوهرية في الآونة الأخيرة لمواجهة الخطر الإيراني ولإقامة اتفاقيات اقتصادية.

ويقول مدونون إن السلطات سعت إلى تهيئة الشعب السعودي لتقبل مبدأ التطبيع من خلال إنتاج مسلسلات تروج لتلك الفكرة.

في المقابل، يدافع مغردون سعوديون عن “موقف بلادهم الثابت من القضية الفلسطينية”.

ويؤكد كثير منهم أن دولتهم “لا تزال تحمل شعار الإسلام والدفاع عن مقدساته ولن يتخلى شعبها عن قضيته الأم” وفق قولهم.

ومن هذا المنطلق، يستبعد آخرون توجه المملكة إلى التطبيع لجملة من الأسباب أهمها: “وجود تيار ديني قوي في المملكة، والخوف من حدوث انتفاضة شعبية داخل أكبر بلد خليجي”.

وبينما يتخوف البعض من تعاظم “الانتقادات ونظرات الاحتقار للدول العربية في أعين باقي المسلمين، وتوسع المحور المعادي” للدول المقربة من الإمارات، يدافع البعض الآخر عن سيادة أبوظبي السيادية وعن حقها في اتخاذ أي قرار يحمي مصالحها وأمنها.

وثمة من يرى في الخطوة الإماراتية مخاطر للقضية الفلسطينية، خاصة أنها تخالف مواثيق الجامعة العربية وتنسف مبادرة السلام التي أعلنتها السعودية في قمة بيروت في 2002، وفق تعبيرهم.

ووسط الجدال المستمر بين مؤيدي ومعارضي الاتفاق الإماراتي، ظهر فريق آخر من المغردين لينحب الجامعة العربية.

ويقول هؤلاء المغردون إن “القضية الفلسطينية تحولت من قضية مركزية إلى قضية هامشية تؤرق حكام الجامعة العربية الراغبين في البقاء أطول فترة ممكنة على كرسي السلطة”.

في حين ينحي آخرون باللائمة على الفرقاء الفلسطينيين ويطالبهم بترتيب بيتهم الداخلي لإنقاذ قضيتهم من الزوال.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى