أخبار عربية

زياد المسفر: نقاش محموم حول مفهوم الاختلاف في السعودية بعد الاعتداء على عارض أزياء


يعد زياد المسفر من أبرز الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقع انستغرام.

مصدر الصورة
@ziiadalmesfer

Image caption

يعد زياد المسفر من أبرز الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقع انستغرام.

أثار مقطع فيديو وثق تعرض عارض أزياء سعودي لاعتداء جماعي، ردود فعل متباينة بين فريقين دافع أحدهما عن الشاب بينما انتقده الفريق الآخر وكال له الشتائم.

ويقول البعض إن المقطع يظهر عارض الأزياء زياد المسفر، وهو يحاول الهروب من مجموعة شبان لاحقوه واعتدوا عليه بينما كان يتجول ليلا برفقة صديق له في أحد شوارع العاصمة الرياض.

ولم تفلح محاولات مرافق المسفر في إيقاف الشبان الذين استمروا في مطاردته ورميه بكل ما كان متاحا.

وصل الهجوم حد التجريح ووصفه بـ “المائع” وشده من شعره الطويل، وسط ارتفاع القهقهات والتصفير.

ولم يعقب المسفر على الفيديو والحادثة التي تعرض لها بل تجاهلها واستمر في نشر الفيديوهات كالمعتاد.

ويعد المسفر واحدا من أبرز الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعه أكثر من 20 ألف شخص على تويتر وحوالي 170 ألفا على انستغرام.

ويحرص الشاب على استعراض آخر صحيات الموضة الخاصة بالرجال ومشاركة فيديوهات راقصة مع متابعيه.

وعادة ما تجعله تلك المنشورات هدفا لنيران الانتقادات.

تضامن واسع

أثارت الحادثة التي تعرض لها المسفر جدلا واسعا عبر مواقع التواصل إذا دار نقاش محتدم حول مفهوم الأخلاق وتعريف العادات والتقاليد.

وتحت وسم #كلنا_زياد_المسفر، سارع قطاع واسع من المعلقين إلى التنديد بما تعرض له الشاب من اعتداءات واعتبارها “حادثا عنصريا ينم عن همجية واضحة”.

وطالب كثيرون بضرورة محاسبة المعتدين حتى لا يتحول الأمر إلى ظاهرة.

ويتضح بحسب بعض التغريدات أن الهجوم على المسفر مبعثه لون بشرته السمراء، فبعض منتقديه نعتوه بأوصاف عنصرية مثل ” العبد والخال”.

وطالبوا بضرورة “ترحيله” مرجحين أن تكون أصوله “إفريقية”.

“مخالف للعادات والتقاليد”

وفي المقابل، يربط فريق آخر من المعلقين الاعتداء على الشاب، باختياراته ونشاطاته التي يعتبرونها منافية لثقافة المجتمع المحافظ.

من هذا المنطلق، يرى منتقدو عارض الأزياء أنه “يستحق ما تعرض له”، ويتهمون المدافعين عنه بـ “انعدام النخوة”.

وينظر هؤلاء لما يرتديه وما يقدمه المسفر من محتوى على أنه “شكل من أشكال التسيب والعربدة”.

كما يعترضون على اهتمامه الزائد بمظهره الخارجي ونبرة صوته” التي لا ترتكز برأيهم على معايير الذكورة مثل القوة والخشونة، وإنما على معايير أنثوية بحتة”

“ثقافة القولبة”

من ناحية أخرى، بدا الحديث عن زياد المسفر لكثيرين أمرا تافها وجزءامن يوميات مواقع التواصل الاجتماعي التي يغرق روادها في سجالات فارغة.

إلا أنه عرى بنظر آخرين المجتمع الذي يرفض الاختلاف ويحاول إنتاجنسخ متطابقة من أفراده.

لذا يدعو المتضامنون مع المسفر إلى تقبل الاختلاف وكسر “ثقافة القالب الواحد”.

وأشاد مغردون بالمسفر لما يتمتع به من “روح دعابة وتلقائية”، مؤكدين على حقه في ارتداء ما ما يريد.

كما يروى المتضامنون مع العارض أنه دفع ثمن خروجه عن العرف السائد وتفكير المجتمع الذكوري الذي مازال يرفض ” الرجل الفاشينيست ” أو الرجل الذي يهتم بجماله.

فنظرتهم مبنية على أن الرجولة لا تعترف بالتزيين، وأن التجميل والألوان الزاهية مخصصة للمرأة، التي تلجأ إليها لتعزيز أنوثتها.

وتحدث كثيرون من الذين يشبهون المسفر عن معانتهم مع الانتقادات السلبية التي تصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أشخاص يترصدون خلف نوافذهم الإلكترونيةكل ما هو غريب عنهم حتى يكيلوا لهم التهم.

وتتمحور تلك التهم في أغلب الأحيان في جملة واحدة ” كن رجلا لا تحاول طمس عاداتنا بتصرفاتك المشينة”.

وتؤكد تعليقات البعض على أن النظرة السلبية لمختلفي الشكل مازالت قائمة، فيكفي أن يضع شاب قرطا في أذنه أو ترسم فتاة وشما على ذراعها حتى يـ /تجد نفسه/ا منبوذا/ة من الآخرين.

على النقيض، يرد المنتصرون للعادات والتقاليد بأحاديث دينية تحرم تلك السلوكيات ويطالبون بمراقبة الفضاء الإلكتروني الذي تسبب برأيهم في ضياع هويتهم الثقافية.

ولكن الجميع لا يتبنى تلك الفكرة ، فوجود بعض الآراء التي لا تتقبل اهتمام الرجل بمظهره الخارجي، لا يعني عدم وجود أشخاص آخرين يتقبلونها، رغم اختلافه عن مبادئهم.

الجدل حول زياد المسفر وحرية الاختيار ليس جديدا لكنه حتما ذو دلالات كثيرة.

وبعيدا عن النقاش الجاد، يقف البعض الاخر على الربوة ليراقب المشهد مكتفيا باستعمال الرسوم الكاريكاتورية للتعليق على الموضوع.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى