أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

دور المرأة في السعادة الاسرية .. مقال بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين

إيسايكو: دور المرأة في السعادة الاسرية .. مقال بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين

من القصص التي نذكرها للحضور في “دبلومة الارشاد الأسري والسعادة الزوجية” أن فتاة جميلة متزوجة من عدة شهور قد تعبت من حياتها الزوجية وفكرت في انهاء الحياة الزوجية فقررت ان تقتل زوجها وتتخلص منه وباتت ليلتها تفكر كيف تقتله… وفي الصباح توجهت لامها وقالت لها : انا تعبت من زوجي و لم اعد قادرة على العيش معه . اريد ان اقتله ولكن اخشى من المسؤولية القانونية،
هل يمكنك مساعدتي يا امي؟
اجابتها الام : نعم يا ابنتي يمكنني مساعدتك، ولكن، هناك مهمة صغيرة يجب ان تقومي بها
سالت الابنة؟ اي مهمة؟
انا مستعدة لأي مهمة لتخلص منه
قالت الام حسنا :
1- سيكون عليك ان تتصالحي معه، حتى لا يشك فيكي احد عندما يموت.
2- يتوجب عليكي تجميل نفسك حتى تبدين شابة وجذابة بالنسبة له ولا يشك زوجك في أي شيء
3- عليك ان تعتني به جيدا وان تكوني لطيفة جداً ومقدرة له ولأهله حتى لا يحس بأي شيء
4- يجب ان تكوني صبورة ومحبة واقل غيرة عليه، وان تكوني اكثر استماعا و احتراما له حتى يقول زوجتي مثالية ولا أحد يشك فيكي بعد ان تقتليه
5- انفقي بتوازن دون اسراف ولا تغضبي عندما يعطيكي زوجك المال سواء قليل او كثير حتى يقول ان زوجتي ليست طماعة او تحب المال فقط
6- لا ترفعي صوتك عليه ولا تعانديه او تستفزيه متعمدة.. بل شجعي السلام والحب في البيت حتى لا يشتبه فيك احد عندما يموت.
هل يمكنك القيام بكل ذلك؟
قالت البنت : صعب جدا لكن لابد ان استطيع حتى اتخلص منه.. وتنهدت
فقالت الام : حسناً خذي هذا المسحوق وصبي قليلا في وجبته اليومية، وسوف تقتليه ببطء وسيموت خلال شهرين ولا تزوريني كثيرا ولا تتصلي بي كثيرا حتى لا تثيري اي شبهة جنائية عندما يموت واحذري من ان تقولي اي كلمة عن اتفاقنا هذا عبر الهاتف.. انطلقت الفتاة لتنفذ الخطة وطبقت وصايا امها و بعد 20 يوم رجعت الابنة لامها خائفة ومرعوبة وقالت.
امي، ليس لدي اي نية لقتل زوجي أو التخلص منه مرة اخرى. من الان صرت أحبه لانه تغير تماما، هو الان زوج لطيف جداً الطف مما تخيلت ويعاملني بشكل رائع وراقي ويحبني كثيرا ..ماذا يمكنني ان افعل لايقاف مفعول السم ؟ حرام ان يموت ..ارجوك يا امي ساعديني
اجابت الام ؛لا تقلقي يا ابنتي… ما اعطيتك اياه في البداية كان مجرد مسحوق عادي من منكهات الطعام. لن يقتله ابدا… فرحت البنت وضحكت ثم انهارت وبكت بكاء غير طبيعي وتركتها الام تبكي وذهبت عملت لها عصير ليمون وقالت لها في الواقع يا بنيتي، كنتي انتي السم الذي سيقتل زوجك ببطء بالتوتر والخلافات والمشاكل وعدم التفهم له.. ولاحظي انك عندما بدأتي تحبيه وتكرميه وتعتني به رأيتيه يتغير الى زوج لطيف ولطيف جدآ…
ان الرجال يا بنيتي ليسوا اشرار حقا، ولكن طريقتنا في الارتباط بهم والتعامل معهم تحدد استجاباتهم ومشاعرهم وردة افعالهم تجاهنا نحن النساء انا يا بنيتي اعمل محامية منذ اكثر من 20 عام وكنت قد وجهت للنساء المشتكيات نصائح ساكررها لك ربما تستفيدي منها
– ليس مطلوباً من المحامي او المحامية تفصيل قانون على مقاسك لأنني لست مصممة ازياء، بل المطلوب فقط بذل المجهود الطبيعي والإهتمام بالقضية حتى أكون قد أديت واجبي في احقاق الحق وانا مع الحق عموما وليس مع الزبائن فقط لأن مهمة المحامي الوقوف مع الضعفاء واحقاق الحق ورغم ذلك فإن بعض الموكلات لا تصبر على زوجها مثلما تصبر على محاميها الذي يؤجل ويماطل ويخطيء ويفشل فإنه من الممكن
أن لا تصل القضية أصلا للمحكمة
و لو كل زوجة لبست وتزينت مثل لباسها وهي ذاهبة إلى المحكمة واهتمت بنفسها وبأدق تفاصيل حياتها الزوجية فمن المؤكد ان زوجها لن ينظر لغيرها، ولو تعاملت الزوجة مع زوجها بنفس الطريقة التي تعاملي فيها سكرتير الجلسة والقاضي والمحامي عندما يصيحوا فيك ويلزموها بالنظام والقانون غصب عنها ورغم ذلك تبقي محافظة على هدوئها لدرجة انها تنافقهم.. نعم تنافقهم لأنها رغم غيظها وقهرها منهم تتكلم معهم بمنتهى الذوق، وتبتسم إبتسامة صفراء ليست من قلبها حتى تنجز مصلحتها فلو كان هذا رد فعلها عندما تتضايق من زوجها فإنه كان سيرتدع وبخجل وسيحاول إرضاءها بأي شكل، و لو ان الزوجة صبرت على مشاكل البيت مثل صبرها على بهدلة المواصلات في الطريق للمحكمة وانتظارها لموعد الجلسة .بنفس الحكمة وطول البال فإن المشاكل كانت ستُحل بمنتهى السهولة، فالمرمطة في بيت الزوجية أسهل مليون مره من المرمطة في المحاكم، ومجاملة الزوجة لزوجها في البيت ليست نفاقاً أبدا ..
تذكري يا بنيتي جيدا لحظة دخول القاضي للجلسة، حيث تلتزم الزوجة الصمت هي وكل الموجودين في القاعة، تغلق جوالها وتتوقف عن العبث في وسائل التواصل غصب عنها بالأمر المشدد مع أن زوجها عندما يطلب من زوجته ترك الجوال للحديث معه او متابعة طلبات البيت والاطفال وطلباته فإنها تتعصب وتنكد عليه يومه كله لمجرد أنه طلب منها الإهتمام والقيام بواجبها في بيتها الذي هي موجودة فيه لأجله ولأجل زوجها وأطفالها لا لأجل الهاتف والتطبيقات والصاحبات والجروبات ..
وختاما لا داعي ان ترشي عطر كثير ، وتستخدمي كل ادوات المكياج وانتي في طريقك الى المحكمة لأن الأولى ان تتزيني داخل بيتك وان تتعطري لزوجك في البيت وليس للسائقين والمعاكسين والمتحرشين و الموظفين ..
الخلاصة يا بنيتي إن صبرنا على أنفسنا أفضل من صبرنا في المحاكم ، وإن بيوتنا أمانة في رقابنا.. طبعاً هناك كثير من السيدات قد تتضايق من الكلام وقد تعترض وتصمم على تخريب بيتها على حساب جيبها وجيب زوجها وضياع أطفالهم وخسران الدنيا والآخرة لكن الحق أحق ان نتبعه ويتوجب علينا جميعا ان نبتعد عن الاهواء والمزاجية
تذكري يا بنيتي ان وراء كل عظيم امرأة
فالإمام البخاري ربته أمه
والامام احمد بن حنبل ربته أمه
والامام الشافعي ربته أمه
السلطان ‏ محمد الفاتح ربته امه فاتح القسطنطينية
والقائد صلاح الدين الايوبي زرعت فيه امه حب تحرير القدس منذ طفولته
والامام الحافظ بن حجر ربته أخته
والامام ابن تيمية شيخ الاسلام كانت جدته تُسمَّى تيمية، وكانت واعظةً، فنُسِب إليها، وعُرِف بها لأنها هي التي ربته
فالنساء هن مصانع الرجال العظماء.
وانا لا اقول ان الرجال معصومين وانما عليهم واجبات كثيرة على رأسها الاحترام والاهتمام والحب والانفاق والعدل في التعامل وعدم الاستبداد او الظلم ابدا
وانتي يا بنيتي وكل الزوجات تتحملن مسؤولية الزواج كله نجاحه او فشله لأنك صاحبة القرار في الموافقة او الرفض
فلا تقبلي الزواج اصلا الا ممن اكتملت فيه الرجولة دينا وطبعا وخُلقا ليكون رفيقك الدائم وصاحبك الناصح الامين.. رجلاً يضمك لحظة حزنك.. ويستنبط موضع آلامك ليغزوها بالأمل والأمن والأمان.. رجلٌ يعلم جيدا ما اوصاه به الله بخصوصك ويدرك جيداً انك إحدى وصايا الله ورسوله لا تتزوجي إلا من صاحب الاخلاق الطيبة من يخفق قلبة مودة ورحمة فيكون بردا وسلاما لكِ وعليكي وتواجهين به العالم كله لأنه يرى فيكي كل نساء العالم لأن قلبه وعيناه امتلأت بك وهنا الامر بيدك تزوجي رجلاً بكل معنى الرجولة حتى يكون لك ابا واخا وزوجا وحبيباً وابنا وصديقا فالزواج رباط دائم وابدي وميثاق غليظ.. وعهد لا يمكن نقضه او خيانته من اي طرف إياكي ان تقبلي من الاصل بزوج يجعل منك خيبات متلاحقة ويتعامل معك كخادمة او مجرد حاوية للحمل والميلاد والارضاع . احسني الاختيار واحسني التعامل وكوني سيدة باخلاقك حتى تتمكني من ايقاعه في اسر حبك ورضاكي.. والا فانتي من الاصل التي توافقي او ترفضي وانتي من تتحملي المسؤولية والتبعات عن كل ما يترتب على قرارك ولقد انتهى زمن الزواج الغيابي .. زمن اجبار البنات على الزواج من انسان دون علمها او موافقتها ونحن المسلمين ولا يوجد في ديننا اي اجبار على تزويج البنات بنص القرآن الكريم
فاتقوا الله في بناتكم.. وابنائكم زوجاتكم واخواتكم
واتقين الله .. في ازواجكن

الدكتور أحمد لطفي شاهين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى