أخبار عربية

الاختفاء القسري: من يساند الضحايا وأسرهم في العالم العربي؟


مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

معاناة اسر ضحايا الإختفاء القسري لا تنتهي

تحيي الأمم المتحدة، في 30 من أغسطس/آب من كل عام، اليوم العالمي للاختفاء القسري في محاولة منها لتسليط الضوء على معاناة الضحايا، وممارسة ضغوط على الحكومات المتهمة بممارسة هذا السلوك الخارج عن القانون، وكذلك محاولة إيجاد وسائل لمساعدة الضحايا وأسرهم.

وقد تبنت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة عام 2006، اتفاقية دولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، وهي الاتفاقية التي وقع عليها 93 دولة وصدق عليها 50 ودخلت حيز التنفيذ عام 2010.

ويُعرف الاختفاء القسري، طبقا للمادة الثانية من الاتفاقية الدولية، بأنه “الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون”.

وعن الغرض من ممارسة الاختفاء القسري، تقول المنظمة الأممية: “يكثر استخدام الاختفاء القسري أسلوبا استراتيجيا لبث الرعب داخل المجتمع. فالشعور بغياب الأمن الذي يتولد عن هذه الممارسة لا يقتصر على أقارب المختفي، بل كذلك يصيب مجموعاتهم السكانية المحلية ومجتمعهم ككل”.

اقرأ ايضا: هل حان وقت الإفراج عن السجناء تفاديا لتفشي فيروس كورونا؟

من هم المعرضون لخطر الاختفاء القسري؟

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي الدولي لضحايا الاختفاء القسري، إن “جريمة الاختفاء القسري منتشرة في جميع أنحاء العالم. نرى حالات جديدة بشكل شبه يومي، بما في ذلك اختفاء المدافعين عن البيئة، الذين هم في الغالب من الشعوب الأصلية.”

وأضاف غوتيريش: “بعدما كانت هذه الظاهرة في وقت مضى نتاج دكتاتوريات عسكرية أساسا، يمكن اليوم أن يحدث الاختفاء القسري في ظروف معقدة لنزاع داخلي، أو يستخدم بالأخص وسيلة للضغط السياسي على الخصوم”.

وترى منظمة العفو الدولية أن “المدافعين عن حقوق الإنسان وذوي الأشخاص الذين اختفوا بالفعل، والشهود الرئيسيين والمحامين هم أهداف محددة للاختفاء القسري”.

وتضيف المنظمة ذاتها: “تعاني عائلات وأصدقاء الأشخاص المختفين من اضطرابات نفسية بطيئة؛ لعدم معرفة ما إذا كان ابنهم أو ابنتهم أو أمهم أو أباهم لا يزالون على قيد الحياة، أو معرفة مكان احتجازه أو كيف يتم معاملته. وقد يؤدي البحث عن الحقيقة إلى تعريض الأسرة بأكملها لخطر كبير”.

ولا تقتصر ظاهرة الاحتفاء القسري على دول محددة أو منطقة بعينها، فممارسات الاختفاء القسري تنتشر في الكثير من دول العالم، خاصة غير الديمقراطية منها، وتستخدم كوسيلة لترويع المعارضين.

أين القانون من الاختفاء القسري؟ وكيف يمكن مساعدة الضحايا؟

ترمي الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، منذ دخولها حيز التنفيذ 2010، إلى منع ممارسات الاختفاء القسري والكشف عن الحقيقة والحرص على تحقيق العدالة للضحايا والناجين وعائلاتهم، فضلا عن معاقبة المسؤولين ومنح الضحايا التعويضات المناسبة.

ورغم تأكيد العديد من المنظمات الحقوقية ارتفاع عدد المختفين قسريا، إلا أن الأعداد المعلنة تبقى أقل من الأرقام الحقيقية، نظرا لصعوبة إجراء تسجيل وإحصاء دقيقين، خاصة في ظل إنكار الأنظمة القمعية ممارسة الاختفاء القسري، وتزداد الأمور صعوبة في مناطق الصراعات المسلحة، الذي تشهد كافة أنواع الانتهاكات الحقوقية.

وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى “مئات الآلاف من الأشخاص اختفوا خلال النزاعات أو فترات القمع في 85 دولة على الأقل حول العالم”.

وتحذر منظمات حقوقية دولية ومحلية من “استغلال الدول أنشطة مكافحة الإرهاب كذريعة لانتهاك التزاماتها؛ واستمرار مرتكبو أعمال الاختفاء القسري في الإفلات من العقاب على نطاق واسع”.

وتزداد معاناة الأسر جراء العواقب المادية للاختفاء القسري، إذ أن الشخص المختفي قسريا غالبا ما يكون العائل الرئيس للأسرة. وتتكبد أسر الضحايا، بالإضافة إلى المعانة النفسية، أعباء مالية إضافية إذا قررت البحث عن فردها المختفي.

ويحتاج ضحايا الاختفاء القسري إلى عون طبي سواء على مستوى تسجيل أي إصابات جسدية أو أضرار صحية تعرضوا لها خلال فترة اختفائهم قسريا، من أجل تقديم المساعدة الطبية اللازمة وكذلك لأغراض إثبات الادعاء الجنائي أو المطالبة المدنية ضد المسؤولين. كذلك، يحتاج الضحايا وأسرهم إلى دعم نفسي لمساعدتهم على تخطي الآثار النفسية السلبية الناتجة عن الاحتجاز القسري.

برأيكم،

هل تشهد مجتمعاتكم ظاهرة الاختفاء القسري؟

لماذا تلجأ بعض الأنظمة لممارسة الإخفاء القسري؟

كيف يمكن مساعدة ضحايا الاختفاء القسري؟

وكيف يمكن محاسبة المسؤولين عن جريمة الاختفاء القسري؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 31 أغسطس/آب من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى