انفجار بيروت: هكذا وجدت كلبي المفقود… في طرابلس!
[ad_1]
ليس البشر وحدهم من جُرحوا وأصيبوا بالرعب من الانفجار الهائل حين انبعث الدخان من مستودع في بيروت يحتوي على سماد شديد الانفجار، إذ إن العديد من الحيوانات ركضوا من أجل إنقاذ حياتهم.
بُذلت جهود متضافرة لجمع شمل الأشخاص بحيواناتهم الأليفة المفقودة – لكن بعضهم، مثل ليلى مولانا-ألين، اضطر إلى تحمل انتظار طويل ومؤلم للقلب.
وميض أبيض ساخن ثم قد دُفعت إلى زاوية الغرفة. كانت رؤيتي المشوشة عبارة عن بحر من الزجاج المتطاير والخشب المتشقق. عندما استعدت وعيي، وكان هناك طنين في أذني، تسلقت حطام ما كان قبل ثوان فقط غرفة نومي . أول ما فكرت فيه كان عائلتي.
ليست عائلتي الأصلية، إنها آمنة وراء البحر الأبيض المتوسط، ولكن عائلتي التي اخترتها في بيروت، والتي بنيت معها حياة داخل هذه الجدران المطلية باللون الأبيض.
أخبرني التشويش في الخطوط السوداء والذهبية في الفتحة الفاصلة في الباب الأمامي المنفجر أن أعضاء مجموعتنا من ذوي الفراء نجحوا في الخروج والبقاء على قيد الحياة.
أمسكت بشريكتي في السكن ليزي وبذلنا قصارى جهدنا لتجنب أكوام الزجاج الخشنة التي شكلت طريقا غادرا للخروج من الحطام.
الساعات القليلة المقبلة ستكون مشوشة بين الدماء والمكالمات الهاتفية والإسعافات الأولية والقلق.
ذكّر الانفجار المزدوج كثيرين منا بضربة صاروخية لا تزال ذكرى حية من حرب عام 2006.
خشينا إصابة ثانية، وحاولنا أن نجمع الجيران المذعورين تحت أقوى هيكل قادر على الحماية، وهو السلّم.
فجأة، كان هناك فريد، أكبر كلابنا، الذي وجد طريقه إلى المنزل.
خلال الأيام القليلة التالية جلس مخلصا وصامتا بجانبي، يقوم بالدفاع عن أنقاض منزلنا بعدما استقبلنا أحد الجيران اللطيفين في الطابق العلوي.
لكن الجرو – واسمه بندق، بسبب عادته في الالتفاف على شكل كرة فيما ذيله بارز مثل قمة الجوز، لم نعثر عليه في أي مكان.
إنها عبارة مبتذلة عن إنقاذ الحيوانات “لم أختر حيواني الأليف، هو من اختارني”.
فريد وجدني بعد يوم من إنقاذه من الشارع من قبل صديق أحضره إلى مقهى كنت أعمل فيه.
كان يتجول ويتقلب في حضني، وفجأة أصبح لدي كلب.
بعد ذلك بعامين، في آذار/ مارس من هذا العام، ظهر جرو مريض خائف على عتبة بابي.
مع انتشار الذعر من فيروس كورونا، خاف أصحابه من الجراثيم وأرادوا التخلص منه.
وافقت على أخذه لبضعة أيام، ولكن منذ اللحظة التي تدحرج فيها على ظهره مطالبا بفرك بطنه، كان من الواضح أن ذلك لن يكون ترتيبا مؤقتا.
لقد كنتُ دائما على استعداد لحزم أمتعتي والمضي في أي لحظة.
كرات الفراء هذه، المحبوبة والمؤذية، هي العنصر الأكثر استقرارا الذي سمحت لي بدخوله في حياتي منذ الطفولة.
إن الشعور بفتح الباب بعد يوم طويل، أو رحلة عمل مليئة بالتحديات، ليتم الترحيب بك من خلال حالة تعبد تتم بواسطة المداعبة أو الأنين، هو أحد أعظم وسائل الراحة التي عرفتها على الإطلاق.
وفجأة، المنزل الذي بنيته وجعلته مكانا آمنا لنفسي وللحيوانات التي تم إنقاذها، تحطم.
وفُقدت عشرات الكلاب في الانفجار، وفي مجموعة “أم الكلاب” على “واتساب” وتحديثات وسائل التواصل الاجتماعي، تم العثور عليها واحدة تلو الأخرى.
قال الناس: “جميعهم يختبئون ويحتاجون لسماع أصواتكم حتى يخرجوا”.
تمزقت قدماي في الانفجار وبعدما خاطهما الأطباء المرهقون والرائعون في المستشفى، لم أستطع المشي بعدها لأيام عدة.
شعرت بالعجز وصلّيت كي يجد بندق طريقه إلى المنزل، مسرعة إلى الباب في كل مرة أسمع فيها نباحا.
وكانت الاستجابة من مجتمعي غامرة، إذ جاب الأصدقاء الحي بصور بندق، وهم يتعقبون الشهود الذين رأوه وهو يركض في أنحاء المدينة بعد الانفجار. لقد أرسلت ملصقات وصورا في كل مكان فكرت فيه، وتمت مشاركتها في جميع أنحاء العالم وإعادتها إلى لبنان مرات عدة.
أرسلت جمعية خيرية محلية للحيوانات فرقا من المتطوعين للتجول في الشوارع لساعات، مشكّلين فرقة مخصصة للبحث عن بندق. كنت أشاهد وأتمنى، لكن لم تكن هناك أي علامة.
بعد بضعة أيام، مع بقاء بندق مفقودا، بدأت أفقد الأمل. ربما صدمته سيارة، أو أصيب بجروح خطيرة في الزجاج لدرجة أنه مات وحيدا وخائفا في الشارع.
بعد أيام عدة، كنت أكتب قصة عن الكلاب البوليسية التي تبحث عن ناجين تحت الأنقاض، وقد دفعني تصويرهم إلى البكاء وأنا أجاهد لإخراج بندق من ذهني.
فجأة، ظهرت رسالة على هاتفي تقول “هل فقدت كلبا؟”.
اعتقدت أنه كان أحد عشرات الأشخاص الذين اتصلوا بي طالبين المزيد من الصور للمساعدة في البحث، فقلت نعم.
ثم جاء في الرسالة “أعتقد أنه لدي”.
-“أين؟”.
-“في طرابلس”.
بدا ذلك غير ممكنا، إذ إن طرابلس، ثاني أكبر مدينة في لبنان، تقع على بعد 80 كيلومترا.
أجبته “لا يمكن أن يكون هو”. “نحن نعيش في بيروت”.
ظهر على الشاشة مقطع فيديو، تم تنزيله ببطء شديد على شبكة الإنترنت غير المكتملة في المدينة المدمرة.
ثم ظهر. خائفا، عليه آثار من الدم لكنه حي. وجده المنقذ مذعورا ومصابا ووحيدا في الشارع بعد وقت قصير من الانفجار.
كان يغادر بيروت ليعود إلى عائلته في طرابلس، ومن دون أي خيار آخر اختار بندق ببساطة ووضعه في السيارة.
في الأيام التالية قام بنشر الصور، كما فعلت أنا، وأخيرا قام شخص ما بربط النقاط.
قال المنقذ إن بندق كان مرعوبا وطلب مني التحدث معه عبر الهاتف.
عندما سمع صوتي، بدأ ذيله يهتز فجأة.
كانت الراحة غامرة، ولكن مع عدم وجود سيارة وقدرة محدودة على الحركة لم يكن لدي أي طريقة لإعادته إلى المنزل.
فانطلق عشاق الحيوانات في لبنان إلى العمل. تلقيت خلال الساعات القليلة التالية عشرات المكالمات والرسائل أثناء وضع خطة لإعادته إلي.
بعد ذلك: كان في سيارة، مع شخص آخر لم أقابله من قبل، وكان في طريقه إلى المنزل.
بحلول الساعة الثانية صباحا، عاد بين ذراعيّ، وأنقذته شبكة من الأشخاص فعلوا كل ما في وسعهم لإنقاذه، بينما كانوا يتعاملون أيضا مع تأثير هذه الكارثة على حياتهم.
لقد انفصلنا الآن مرة أخرى. تم نقل الكلبين إلى الجبال مع شريكتي في السكن ليزي، بينما كنت أنتظر الجراحة لإعادة ربط أوتار قدمي التي قطعها الانفجار.
قد لا تتعافى الشقة أبدا. ما زلنا لا نعرف ما إذا كان المبنى مستقرا بما يكفي للعودة إليه.
ولكن في مكان ما، سنبني واحدا مرة أخرى، وسنكون في المنزل. لأنه كما يقال “المنزل هو المكان الذي توجد فيه كلاب الصيد”.
[ad_2]
Source link