أخبار عربية

ما هي “الجرائم العنصرية الوحشية” لأول رئيس وزراء في تاريخ كندا؟

[ad_1]

ماكدونالد

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

نشطاء في مونتريال الكندية أسقطوا تمثالا لأول رئيس وزراء كندي السير جون ماكدونالد

أزال نشطاء في مونتريال تمثالا لأول رئيس وزراء كندي السير جون ماكدونالد، الذي ارتبط بالسياسات القاسية التي قتلت العديد من السكان الأصليين في أواخر القرن التاسع عشر.

ونشر مقطع فيديو لحظة قطع رأس التمثال وسقوطه على الرصيف القريب.

وأدان رئيس حكومة إقليم كيبيك ذلك ووصفه بأنه تصرف “غير مقبول”.

وقال فرانسوا ليغولت رئيس حكومة إقليم كيبيك: “إن تدمير جزء من تاريخنا ليس هو الحل”.

وذكرت محطة سي بي سي الكندية أنه لم يعتقل احد بسبب ذلك.

ماذا فعل ماكدونالد؟

وكان ماكدونالد رئيسا لوزراء كندا لمدة 19 عاما في الستينيات والتسعينيات من القرن التاسع عشر وهو معروف بسياساته الخاصة ببناء الأمة، لكنه وضع أيضا نظام المدارس الداخلية.

فعلى مدار ما يزيد عن قرن وتحديدا بين عامي 1863 و1996 انتزع النظام بالقوة ما لا يقل عن 150 ألف طفل من أبناء السكان الأصليين من منازلهم وأرسلهم إلى مدارس داخلية تمولها الدولة حيث تعرض العديد من الأطفال للعنف الجسدي ومات بعضهم، ومنعوا من التحدث بلغتهم أو ممارسة ثقافتهم.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

أطفال من السكان الأصليين في مدرسة داخلية في كندا عام 1950

وكانت الحكومة الفيدرالية قد أقرت بحدوث انتهاكات لطلاب تلك المدارس في عام 1998.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تم كشف النقاب عن أسماء 2800 طفل توفوا في تلك المدارس الداخلية عندما كشف المركز الوطني للحقيقة والمصالحة، بالشراكة مع شبكة تلفزيون السكان الأصليين، عن سجل تذكاري وطني، وكتبت جميع الأسماء البالغ عددها 2800 على لفيفة حمراء بلغ طولها 50 مترا.

وكانت الحكومة الكندية قد أقامت 130 مدرسة داخلية في عدد من المناطق النائية لاستقطاب السكان الأصليين في البلاد ودمجهم في المجتمع.

ولكن الآلاف من هؤلاء الأشخاص قالوا إنهم تعرضوا لإيذاء جسدي وجنسي على مدى عقود من الزمان.

وكان دوام التلاميذ في المدارس إجباريا، وجرى انتزاع الأطفال من أسرهم، كما منعوا من التحدث بلغة السكان الأصليين في كندا.

كما روى أولئك الذين أُلحقوا بها ذكرياتهم عن تعرضهم للضرب عندما كانوا يتكلمون لغاتهم الأصلية وفقدانهم الصلة بآبائهم وثقافتهم.

مصدر الصورة
NATIONAL CENTRE FOR TRUTH AND RECONCILLIATION

Image caption

في أكتوبر الماضي تم كشف النقاب عن أسماء 2800 طفل توفوا في تلك المدارس الداخلية

ومنذ عام 2007 توصلت الحكومة الكندية لتسويات مع الآلاف من الناجين الأحياء، ودفعت أكثر 2.3 مليار دولار تعويضات، فيما تعتبر أكبر تسوية دعاوى جماعية في التاريخ الكندي.

وكان 15 ألف مواطن كندي من هؤلاء المتضررين قد رفعوا دعاوى قضائية ضد الجهتين المسؤولتين عن تلك المدارس في كندا وهما الحكومة والكنيسة.

وفي عام 2008 وجه رئيس الوزراء الكندي آنذاك ستيفن هاربر اعتذارا باسم الشعب الكندي، بينما عبر البابا بنديكت في السنة التي تلتها عن أسف الكنيسة “بسبب سلوك بعض أعضائها”.

وتقول جماعات الدفاع عن السكان الأصليين إن هذا النظام هو من بين الأسباب لظاهرة إدمان الكحول والمخدرات بين السكان الأصليين.

وأطلق تقرير حكومي في عام 2015 على هذه الممارسة “إبادة ثقافية”.

وفي عام 2017 طالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بالاعتذار بسبب دور الكنيسة الكاثوليكية في نظام المدارس الداخلية. وكانت لجنة “الحقيقة والمصالحة” في كندا قد طالبت باعتذار البابا كجزء من عملية لمداواة الناجين.

وفي السنوات الأخيرة، جعلت الحكومة الكندية المصالحة مع السكان الأصليين على رأس أولوياتها.

“تصرف غير مقبول”

وغرد رئيس وزراء كيبيك فرانسوا ليغولت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا: “مهما كان ما قد يظنه المرء في جون إيه ماكدونالد، فإن تدمير نصب تذكاري بهذه الطريقة تصرف غير مقبول. يجب أن نحارب العنصرية، لكن تدمير أجزاء من تاريخنا ليس هو الحل، ولا مكان للتخريب في ديمقراطيتنا، ويجب استعادة التمثال “.

وفي وقت سابق يوم أمس السبت خرجت مظاهرة سلمية في وسط مونتريال للمطالبة بوقف تمويل الشرطة.

ووصف منشور تم توزيعه خلال المظاهرة جون ماكدونالد بأنه “من دعاة تفوق البيض الذين دبروا الإبادة الجماعية للشعوب الأصلية من خلال إنشاء نظام مدارس داخلية وحشية”، وذلك بحسب سي بي سي.

وقد وجهت اتهامات لجون ماكدونالد بترك المجاعة والأمراض تفتك بالعديد من السكان الأصليين وأجبرت حكومته بعض مجتمعات السكان الأصليين على مغادرة أراضيهم التقليدية، وتم حجب الطعام عنهم حتى رضخوا وفعلوا ذلك.

يذكر أن سكان كندا الأصليين، الذين يناهز عددهم 1.4 مليون نسمة ، يعانون من مستويات مرتفعة من الفقر، كما تقل معدلات أعمارهم عن المستوى العام لدى الكنديين.

وقالت سي بي سي إن فاليري بلانت عمدة المدينة قد تلقت التماسا لإزالة التمثال، ولكن بسبب “تقاعسها” قررت مجموعة من النشطاء تولي زمام الأمور.

ويذكر أنه تمت إزالة عدد من تماثيل القادة التاريخيين المثيرين للجدل في جميع أنحاء العالم في الأشهر الأخيرة خلال مناقشات عامة ساخنة حول كيف يجب على المجتمعات أن تتذكر القادة المرتبطين بالعبودية والإمبراطورية والعنصرية.

إزالة تمثال لتاجر عبيد من أمام متحف شهير في لندن

تحطيم تماثيل قادة الكونفدرالية الأمريكية وكريستوفر كولومبوس

حفيدة تشرشل تقول إن تمثال جدها “قد ينبغي وضعه في المتحف”

هل أزاحت احتجاجات العنصرية الغطاء عن مظالم الأقليات في اوروبا واميركا؟

ففي الولايات المتحدة، تمت إزالة تماثيل كريستوفر كولومبوس وكذلك زعماء الكونفدرالية، بينما في بريطانيا تمت إزالة النصب التذكارية لتجار العبيد البارزين.

كما قام المتظاهرون البلجيكيون بتشويه تماثيل الملك ليوبولد الثاني بسبب إرثه القاتل في مستعمرته الشخصية فيما يعرف الآن بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى