الانتخابات الأمريكية 2020: عائلة بارزة تجسد الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة
[ad_1]
ساعات معدودة فصلت بين إعلان زوجين في إحدى أكثر العائلات الأمريكية نفوذا عن تركهما وظيفتيهما.
الزوجة هي كيليان كونواي، إحدى أبرز مستشاري دونالد ترامب. والزوج هو جورج كونواي، القيادي البارز في إحدى اللجان السياسية داخل الحزب الجمهوري.
وفي قلب الصورة الإجمالية تظهر حسابات ابنتهما على موقعي تيك توك، وتويتر، تعارض فيها الرئيس دونالد ترامب، وتؤيد المرشح الرئاسي المنافس جو بايدن.
وترِد تلك الأخبار في توقيت بالغ الأهمية للجمهوريين، وهو موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب.
ولا تُعدّ حال عائلة كونواي هذه فريدة في أمريكا الآن إذْ تتجه لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الرئاسية منقسمة على ذاتها أكثر من أي وقت مضى على مدى عقود.
وكانت كيليان كونواي أثناء عملها مستشارة في البيت الأبيض توصف بأنها من أكثر أنصار دونالد ترامب ولاءً ومن أطول حلفائه زمنا فيما يتعلق بالعمل معه.
وإلى جانب منصبها كمستشارة للرئيس، كانت كيليان إحدى الشخصيات العامة الرئيسية في إدارة ترامب التي يتواتر ظهورها على شاشات التليفزيون وعلى منصات التواصل الاجتماعي للدفاع عن الرئيس ومهاجمة خصومه.
ولكن لسوء الحظ، هناك اثنان من هؤلاء الخصوم شديدا القُرب (بالمعنى الحرفي) من كيليان.
أحدهما زوجها جورج، الذي رغم كونه جمهوريا فإنه قيادي في فصيل داخل الحزب يسعى للحيلولة دون إعادة انتخاب ترامب رئيسا.
وثاني الخصوم هو ابنتهما المراهقة كلوديا، والتي لا تتوقف عن الظهور على منصات التواصل الاجتماعي معلنة تأييدها لـ جو بايدن – المنافس الديمقراطي لـ ترامب في انتخابات الرئاسة.
وبذلك، تمثل عائلة كونواي تجسيدا لحالة الانقسام العميق حول المسائل السياسية في أمريكا والتي يعتقد البعض أن تبعاتها على البلاد قد تكون طويلة المدى فضلا عن خطورتها.
لا تكلّ ولا تملّ
لم تغادر كيليان فريق ترامب منذ مشاركتها في حملته الانتخابية، ورغم تأخر انضمامها إلى الحملة لكن كيليان صعدت بسرعة لتصبح (ثالث) مدير لها.
وقال ترامب عن كيليان إنها كانت عنصرا “حاسما” في فوزه بالانتخابات، كما كانت داعمة “لا تكلّ ولا تملّ” لأجندته، مما دفعه على الفور إلى تعيينها في منصب استشاري بارز.
وبينما كان يأتي ويرحل عديد من المستشارين والمتحدثين الإعلاميين، ظلت كيليان في موقعها ولم تبارح أرض المعركة أبدا.
وعندما شكك منتقدون في مصداقية الصور التي التقطت في حفل تنصيب ترامب وأنه لم يكن الأكثر شعبية في التاريخ، تصدّت كيليان للانتقادات واصفة كلمات التشكيك بأنها “حقائق بديلة”.
وواجهت كيليان اتهامات بإساءة استخدام موقعها في الإدارة الأمريكية بعد أن ظهرت في حوار تليفزيوني وروّجت لخط أزياء تملكه إيفانكا ابنة الرئيس ترامب.
كما دافعت كيليان عن سياسة ترامب بخصوص الهجرة، مشيرة أكثر من مرة إلى “مذبحة بولينغ غرين”، والمشكلة أن هذا الهجوم الإرهابي لم يقع قط في المدينة.
لكن أسلوب كيليان الهجومي السريع جعلها أهلا للدفاع عن سياسات ترامب.
“فاشل بامتياز“
وكان جورج، زوج كيليان، من غير الراضين عن إدارة الرئيس ترامب للأمور.
ورغم كونه جمهوريا، فإن جورج قيادي في لجنة داخل الحزب تُدعى “مشروع لينكولن” وتسعى للحيلولة دون إعادة انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
ولا يكفي هنا القول إن الرئيس لاحظ ما يفعله زوج مستشارته؛ لقد تعرض جورج لهجوم صريح من ترامب الذي نعته بأنه “فاشل بامتياز” وبأنه “زوج من الجحيم” في إحدى تغريداته على تويتر.
وزعم ترامب أن جورج (الذي يسميه ساخرا باسم “مونفيس”) حانقٌ لعدم حصوله على منصب كبير في وزارة العدل.
وهنا وقفت كيليان إلى جانب زوجها في خندق واحد، مدافعة عنه بالقول إن ما قاله ترامب غير صحيح.
ويمكن القول إن هذه الوقائع وغيرها تمثل اختبارا للعائلة، لكن يبدو أنها شيء آخر دفع الزوجين إلى التراجع عن مكانهما في الصفوف السياسية الأمامية.
“أفسد حياتي”
بعد عدد من المنشورات على تطبيق تيك توك في الأسابيع القليلة الماضية، غردت كلوديا، ابنة كيليان وجورج، على تويتر قائلة إن وظيفة أمها قد “أفسدت حياتها”.
وأثارت كلوديا، البالغة من العمر 15 عاما، على وسائط التواصل الاجتماعي فكرة التحرر القانوني من تبعية والديها، معلنة دعمها للمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن.
بعد هذا التصرف من كلوديا، أقدم الزوجان كونواي على الإعلان عن تخليهما عن وظيفتهما لقضاء وقت أكثر مع العائلة.
وليست عائلة كونواي، رغم انخراطها في العمل السياسي على مستوى رفيع، بمعزل عن عموم المجتمع الأمريكي.
انقسام عميق
يقول مركز أبحاث “بيو” المستقل إن حالة الانقسام والشحناء التي تشهدها الحياة السياسية الأمريكية تتفاقم.
ولم يقف الجمهوريون والديمقراطيون عند حدود الظن بخطأ سياسات بعضهما البعض، وإنما تجازوا ذلك إلى وصف تلك السياسات وممثليها بالـ “لا أخلاقية” بين كلمات أخرى.
وحتى عندما تكون الخلافات داخل الحزب الجمهوري -كما في حالة كيليان وجورج- ففي ظل الأسلوب الفجّ الذي يتبعه ترامب في القيادة فأنت إمّا معه أو ضده وليس هناك موقف وسط.
ولا يظن غير القليل من الناس أن أمريكا (أو أية دولة أخرى) يمكن أن تسير بشكل أفضل في ظل حالة من الانقسام العميق.
وتشير استطلاعات الرأي الآن إلى أن 75 في المئة من مؤيدي الحزبين الديمقراطي والجمهوري ليسو فقط مختلفين بشأن السياسات، وإنما باتوا غير قادرين على التوافق بشأن “حقائق أساسية” حول العالم.
وفي آخر خطاب له عن “حالة الاتحاد”، قال الرئيس السابق باراك أوباما: “أحد المسائل القليلة التي فشلت فيها في رئاستي هي أن مستويات الريبة والشحناء بين الحزبين قد تفاقمت ولم تتراجع”.
وإذا كان قد بات من الصعب مجاورة أشخاص مختلفين في الرؤى، فإن قصة عائلة كونواي تبعث على الأمل.
ووفقا لاستطلاع رأي أجراه موقع “فايف ثيرتي أيت” فإن ثلث الأزواج في الولايات المتحدة يدعمون أحزابا سياسية مختلفة.
وإذا كان في إمكان عائلة كونواي الاستمرار في حياتها رغم اختلاف أفرادها في الرؤى السياسية، بل وأن تضحّي في سبيل ذلك بمناصب رفيعة، فإن أمل الاستمرار أقوى في عائلات أخرى.
[ad_2]
Source link