أخبار عربية

الانتخابات الأمريكية 2020: “ترامب الصغير ملكي أكثر من الملك”



دونالد ترامب جونيور

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

دونالد ترامب جونيور

في الليلة الأولى من مؤتمر الحزب الجمهوري، صعد دونالد ترامب جونيور الإبن الأكبر للرئيس الأمريكي على المسرح، خاطفاً انتباه الأمة الأمريكية.

“سياسات ترامب كانت بمثابة الوقود الصاروخي للاقتصاد”، هكذا قال ترامب الإبن في كلمته مشيداً بقيادة أبيه. لكن كلماته الأقوى لم تكن حول الرئيس وإنما هجومه على جو بايدن، المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة.

قال ترامب الإبن ” سياسات بايدن اليسارية المتطرفة ستوقف انتعاشنا الاقتصادي بصورة مفاجئة” وحذر المحافظين من أن الديمقراطيين يمكنهم تدمير المكاسب الاقتصادية التي حققها الناس في ظل وجود أبيه في البيت الأبيض.

وأضاف ترامب الإبن “وعد بايدن بأن يأخذ المال من جيوبكم ويضعه في المستنقع. ولا عجب في ذلك لأن جو بايدن هو وحش المستنقع. فهو مستقر فيه على مدى النصف قرن الماضي”.

ترامب: الطريقة الوحيدة لانتزاع الانتخابات منا هي التزوير

مجلس النواب الأمريكي يقر تمويلا لخدمة البريد على الرغم من اعتراض ترامب

بايدن يتعهد بإنهاء “ظلام حكم ترامب”

يرى أنصار ترامب الإبن وهو مدافع شرس عن سياسات والده أنه قادر على اثارة الحماسلدى قاعدة الشعبية للحزب الجمهوري، فيما يتهمه منتقدوه بأن يصب الزيت على النار.

تذخر خطاباته بهجمات عنيفة على الليبراليين، وعلى هانتر بايدن نجل جو بايدن وعلى وسائل الإعلام.

يبذل ترامب الإبن – وهو الخطيب المثير للحماس، الرياضي والمحب للصيد- كل ما في وسعه لمساعدة أبيه في الفوز بولاية ثانية.

وتركز استراتيجية الحزب الجمهوري على تنشيط القاعدة الجماهيرية للرئيس، إذ يعتبرون ترامب الإبن الورقة الرابحة في هذه المعركة.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

يشبه ترامب الإبن والده في جوانب عدة

يحظى ترامب الإبن بعلاقة غير اعتيادية مع أنصار الرئيس، وخاصة الذين يعيش كثيرون منهم في مناطق ريفية ويشاركونه حب الصيد”. ينظر إليه باعتباره وسيلة اتصال بقاعدة ترامب”، كما يشرح رون بونجين المخطط الاستراتيجي الجمهوري ذو الصلة بالبيت الأبيض.

ويقول مايكل كاكلمان رئيس الحزب الجمهوري في ولاية كنساس والذي يحضر حالياً مؤتمر الحزب إنهم يحبون نموذجه “الواقعي”.

يؤيد الكثير من أنصار الرئيس مواقف ترامب الإبن حتى عندما يذهب أحيانا لأبعد من والده. مثل دعمه لجهود صناعة الأسلحة في رفع القيود المفروضة على كواتم الصوت.

يحظى كذلك بالإعجاب بسبب جرأته، إذ رسم لنفسه صورة أقرب للشخصيات المثيرة للإعجاب.

وخلال العام الماضي، ظهر في مسيرة نظمتها جماعة We Build the Wall (نحن نبني الجدار) لجمع تبرعات لإقامة الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. وقد واجه مؤسسو الجماعة مؤخراً اتهامات بالاحتيال على المتبرعين.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

ترامب الإبن يحشد التأييد لأبيه عام 2016 داخل متجر للسلاح في ولاية مين

أثناء اضطلاعه بدور المتحدث باسم الحملة الانتخابية، عادة ما يظهر ترامب الإبن محاطاً باللافتات التي تحمل اسم أبيه. وفي أوقات كهذه يبدو الدور الذي يقوم به معداً مسبقاً، فحين تحمل نفس اسم والدك يكون من الطبيعي أن تقوم بدور قائد المشجعين. ورغم أن هذا الدور قد يغضب البعض، لكن ترامب الإبن كبر ونما في ظل أبيه.

يلقى ترامب الإبن معاملة نجوم الروك داخل محافل المحافظين. يقول لورنس ليفي عميد المعهد الوطني لدراسات الضواحي بجامعة هوفسترا الأمريكية إن ترامب الإبن مناصر فعال لوالده في مسيرة الحملة الانتخابية بصورة ملحوظة، وهذا ربما يكون مقدمة لدور أكثر بروزا.

يقول ليفي ” إن أبناء الشخصيات النافذة يتعلمون ألا يعيشوا فقط بل أن يزدهروا في ظل آبائهم، والذي سيختفي يوماً ما، لكنهم وقتها سيصبحون هم رأس العائلة”.

وفي الوقت الحالي، يشبه ترامب الإبن والده في جوانب عدة، ويبدو مثيراً للانقسام مثله.

وفيما يثير البهجة والحماس لدى أنصار الرئيس، ينزعج منه الليبراليون.

“إنه خير مثال على المحسوبية”، هكذا تصفه كريستينا غرير الأستاذة العلوم السياسية المساعدة في جامعة فوردام.

بينما يرى جون راينيش المخطط الاستراتيجي الديمقراطي في نيويورك إنه يستغل جوانب مظلمة في فترة الرئاسة الحالية، واصفاه إياه بأنه ” نسخة مصغرة، ولكن أكثر صراخاً من أبيه”.

ويضيف “دونالد جونيور بمثابة البنزين على النار”.

بلحيته وشعره القصير، يرتدي ترامب الإبن قمصاناً مفتوحة الياقة، ويحرك يديه أثناء كلامه. وفي خطاباته يقفز على قدميه كما لو كان ملاكماً داخل حلبة” إنه ينشط ويشعل الأجواء، كما يقول جاك أوليفر أحد جامعي التبرعات للحزب الجمهوري.

ويضيف أنه “يمتلك شخصية مشعة”.

أمضى ترامب الإبن العطلات الصيفية في طفولته في تشيكوسلوفاكيا السابقة يمارس هواية الصيد مع جده لأبيه، كما كان شاباً مشاكسا. ففي أوائل العشرينيات من عمره احتجز في نيو أورليناز بتهمه السكر في الطريق العام وأودع السجن.

لديه خمسة أبناء من زوجته السابقة فانيسا هايدون وهي عارضة أزياء سابقة. بينما تعمل صديقته الحالية كيمبرلي غيلفويل مسؤولة جمع تبرعات في حملة ابيه الانتخابية. ( تطلق عليه اسم “جونيور مينت” وهو نوع من حلوى الشيكولاتة على سبيل التدليل).

كان ترامب الإبن مثار جدل بسبب لقاء في نيويورك جمعه بمحامية روسية على صلة بالكريملين عام 2016. وقد تم النظر في هذا اللقاء ضمن التحقيق الذي اجراه المحقق الخاص روبرت موللر بشأن مزاعم وجود صلات بين حملة ترامب وروسيا خلال صيف ذلك العام، غير أن موللر خلص في النهاية إلى عدم وجود أدلة كافية تدعم وجود شبهة جنائية.

وقد دافع الأب عن ابنه وقلل من أهمية اللقاء. وكما قال لي الرئيس مع مراسلين آخرين على متن طائرته الرئاسية في صيف 2017 ” لقد عقد اجتماعا. ولم يحدث شيء خلال هذا الاجتماع.”

يتحدث الرئيس عن ابنه – وهو مدير في مؤسسة ترامب -كما لو كان طفلاً صغيرا، قائلاً عن “إنه ولد جيد. إنه طفل جيد”.

وقد صب الرجلان تركيزهما مؤخراً على الانتخابات المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني، فمستقبلهما على المحك.

ووفقاً للورنس ليفي الأستاذ بجامعة هوفسترا فإن حظوظ الرجل الصغير قد تعززها النتائج يوم الانتخابات. ” إنه يستعد لأن يكون الوريث المالي والسياسي لعلامة ترامب التجارية، وقراره بشان ما سيفعله يتوقف على مدى نجاح حملته”.

ويقول ليفي إن ترامب الإبن قد يذهب لأبعد من ذلك، مضيفاً “تبدو القاعدة الجماهيرية مثيرة بالنسبة له. إنه يتمتع بشعبية كبيرة في الولايات الحمراء. إذا ما أراد لسبب ما أن يصبح عضواً بالكونغرس، يمكنه أن يحقق نجاحاً كبيراً، لكن أعتقد أن طموحاته أبعد من ذلك”.

وستزيد فرص نجاحه إذا ما استطاع مساعدة أبيه في الفوز هذه المرة. ومن الآن حتى شهر نوفمبر ستبقى أعين الرجلين مركزة على الجائزة الكبيرة وهي الفوز في الانتخابات.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى