نائب الأمير ورؤية واضحة .. بقلم ماجد العصفور
“الإيمان بحرية الرأي ثابت والالتزام بالنهج الديمقراطي راسخ بما لايقبل التسكيك والمزايدة”
“محاربة الفساد واجب شرعي واستحقاق دستوري ومسؤولية أخلاقية”
“لا حماية لفاسد مهما كانت صفته أو مكانته”
“أبناء الأسرة الحاكمة جزء من أبناء الشعب تسري عليهم ذات القوانين ومن يخطئ يتحمل مسؤولية خطئه فليس هناك من هو فوق القانون”
هذه مقتطفات هامة من خطاب سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لأبنائه المواطنين والذي جاء في وقت هام ووسط ظروف بالغة الأهمية لدولة الكويت.
فقد جاء الخطاب من الأب لأبنائه ليؤكد على أن المرحلة المقبلة بالغة الدقة وتتطلب تضافر وتوحيد كافة الجهود لتجاوز كافة القضايا التي تواجه البلاد بعيدا عن مظاهر العبث والفوضى والمساس بكيان الوطن ومؤسساته.
وبلاشك فقد جاءت كلمات سمو نائب الأمير معبرة عما يجول في قلوب أبناء الكويت هذه الأيام بالتشديد على تطبيق القانون على الجميع ومكافحة الفساد الذي وصفه بالآفة المدمرة ومواصلة تطبيق الإصلاحات الحكومية بنجاح لتجاوز تداعيات أزمة كورونا الاقتصادية التي أضرت بالاقتصاد والميزانية العامة للدولة بشكل ملموس.
ولعل الأبرز في كلمة سموه تمثل أيضا بلهجة اتسمت بالحزم تجاه البعض ممن يحاول أن يشق الصف ويثير الفتن وخاصة في مواضيع تتعلق بأمن الوطن وبأنه يتابعها شخصيا ولن يسمح لأي مسيء بالإفلات من العقاب.
كما تطرق سمو نائب الأمير إلى أن التحديات الحقيقية الجادة لا تحتمل ترف التسويف والانشغال بالمماحكات السياسية وتصفية الحسابات وتسجيل النقاط والانحراف في استخدام الأدوات الدستورية الرقابية وهو الأمر الذي يعيق تحقيق الإصلاح المنشود مشددا على أهمية التعاون الجاد والفاعل لتلبية طموحات المواطنين.
كما جدد سموه الثقة الكبيرة بقدرة حكومة الشيخ صباح الخالد وبالتعاون مع المخلصين من أبناء البلد في التصدي للملفات والقضايا المهمة والتي كانت نتيجة تراكمات طويلة عبر روح الفريق الواحد والفكر الخلاق والجدية والحكمة.
لقد جاءت هذه الكلمة السامية في توقيت هام لتضع النقاط على الحروف فالإيمان بحرية الرأي ثابت والالتزام بالنهج الديمقراطي راسخ بما لايقبل التشكيك أو المزايدة فقد تم توارثه عبر الأجيال كما أكد سموه ولكن يجب أن يكون دائما وفق إطار قانوني وأخلاقي يراعي المسؤولية ويحافظ على كرامات الناس وسمعتهم ويحقق الصالح العام وهو ما يستوجب تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية لتصويب المسار العام واستشعار التحديات والمخاطر التي تحيط بنا.
وأخيرا فإن الآمال كبيرة برؤية توجيهات الأب الكبير نائب الأمير الشيخ نواف تترجم على أرض الواقع لتحقيق الإصلاحات المنشودة وإستكمال مسيرة تاريخية طويلة من الإنجازات بعيدا عن بعض الشوائب الطارئة التي نتمنى زوالها نهائيا.
ماجد العصفور