الانتخابات الأمريكية 2020: بايدن يتعهد بإنهاء “ظلام حكم ترامب”

قال المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد “وضع الولايات المتحدة في ظلام” لفترة طويلة جدا.

وأضاف نائب الرئيس الأمريكي السابق أن منافسه تسبب بالكثير من الغضب والكثير من الخوف والكثير من الانقسام.

ويتجه بايدن البالغ من العمر 77 عاما إلى الحملة العامة للانتخابات الرئاسية متقدما بشكل واضح على منافسه ترامب البالغ من العمر 74 عاما، لكنه يملك 75 يوما إضافيا لتوسيع الثغرة بينه وبين ترامب.

ماذا قال بايدن؟

وكان بايدن يتحدث من قاعة شبه فارغة في بلدته ويلمينغتون في ولاية ديلوير، وقال “هنا والآن، أعدكم، إذا منحتمونا ثقتكم للرئاسة، بأن استحضر افضل ما فينا، لا اسوأ ما فينا. سأكون حليفا للضوء لا للظلام”.

واضأف “حان الوقت لأن نتكاتف، نحن الشعب، وإذا اتحدنا سوف نتغلب على حقبة الظلام في أمريكا. سوف نختار الأمل لا الخوف، الحقائق لا الخيال، والعدالة لا الامتيازات”.

وقال بايدن ، في إشارة إلى الخيار النقيض ” بإمكاننا اختيار طريق الغضب والأمل الواهي والمزيد من الانقسام، طريق الظلال والشك، أو يمكننا اختيار طريقا آخر ونقرر معا التعافي والإصلاح والاتحاد. طريق الأمل والضوء”.

ووصف بايدن الانتخابات القادمة بإنها “ستغير حياة” الشعب الأمريكي، وتحدد ملامح أمريكا لسنوات طويلة قادمة.

ووعد بايدن أن يشفي بلدا يعاني من وباء وكارثة اقتصادية وتمزقه العنصرية.

وتابع قائلا “ما نعرفه عن هذا الرئيس هو أنه لو منح أربع سنوات أخرى سيكون حكمه مطابقا لما كان عليه في الفترة الأولى، سيبقى رئيسا لا يتحمل المسؤولية، يحجم عن القيادة ويتقارب مع شخصيات دكتاتورية ويؤجج نار الكراهية والانقسام، سيستيقظ كل يوم معتقدا أنه هو مركز الحكم، لا أنتم”.

وتساءل بايدن “هل هذه أمريكا التي تريدونها لأنفسكم وأطفالكم ؟”.

وفي إشارته إلى ضحايا فيروس كورونا قال بايدن “فشل رئيسنا الحالي في واجبه الأساسي تجاه الأمة: فسل في حمايتنا”.

واستعار من الشاعر الإيرلندي سيموس هيني مقولة “هذه هي لحظتنا، أن نجعل الأمل والتاريخ يشدوان بأغنية واحدة”.

ماذا حدث أيضا في المؤتمر ؟

وتوجت كلمة بايدن مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي استمر أربع ليال.

ولم تكن هناك بالونات في الهواء ولا أغنيات احتفالية وغابت كافة المظاهر الفرحة التي تميز مؤتمرات الأحزاب الأمريكية، بسبب وباء كورونا، واكتفى المنظمون بكلمات تبث عن بعد معظمها مسجل مسبقا، ولم تستغرق الفقرات سوى ساعتين كل مساء.

وألقى من تنافسوا على الترشيح مع بايدن كلمات مسجلة أثنوا عليه فيها، ومنهم بيرني ساندرز وإليزابيث وارين وإيمي كلوبوتشار وكوري بوكر.

• الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020: كيف كشفت إدارة ترامب “وجه أمريكا المظلم”؟

• الانتخابات الأمريكية 2020: من هو جو بايدن الذي ينافس ترامب لدخول البيت الأبيض؟

ويتوقع أن يحصل عضو الكونغرس السابق بيتو أورورك وعمدة سواث بيند السابق بيت بوتيجير ورجل الأعمال أندرو يانع على مناصب في إدارة بايدن في حال فوزه.

وصور المتحدثون في الليالي السابقة في كلماتهم ترامب على أنه فشل في مهامه أنه أناني ويشكل خطرا على الديمقراطية، وحضوا الأمريكيين على إخراجه من البيت الأبيض في الانتخابات القادمة، وردد بايدن أصداء هذه الدعوات.

وهاجمت السيناتور كمالا هاريس التي أصبحت أول مرشحة سوداء لمنصب نائب الرئيس، فشل ترامب في قيادة الأمة ، وركزت على صرخات الاحتجاج بسبب الظلم العنصري في عهده، وقالت “ليس هناك تطعيم ضد العنصرية، علينا إنجاز المهمة، لكن يكون أي منا حرا حين نصبح جميعنا أحرارا”.

كيف رد ترامب ؟

وقد زار ترامب الذي أطلق على منافسه ألقابا من قبيل “جو البطيء” و”جو الناعس” مكان ولادة منافسه في ولاية بنسلفانيا، وقال في كلمته “بايدن ليس صديقا لبنسلفانيا”، واتهمه بتدمير سوق الوظائف الأمريكي عن طريق التجارة العالمية واتفاقية باريس حول المناخ وخطط الطاقة النظيفة.

وأضاف ” إذا أردتم تصورا لحياتكم في ظل حكم بايدن تصوروا خرائب في مينيابوليس وفوضى وانتشارا للعنف في بورتلاند وطرقا ملوثة بالدماء في شيكاغو ، وتصوروا جحيما قادما إلى بلداتكم ، إلى كل بلدة في أمريكا”.

وبينما كان بايدن يتحدث الخميس أصدرت حملة ترامب 2020 بيانا وصفت فيه بايدن بأنه “قطعة شطرنج يحركها اليسار”.

وقال المتحدث تيم مورتوغ “اسمه على بطاقة الترشيح، لكن الأفكار تأتي من المتطرفين الاشتراكيين”.

من هو جو بايدن؟

أصبح جو بايدن عضوا في مجلس النواب عن ديلوير عام 1973، ثم تدرج في المواقع حتى اصبح رئيس لجنتي العلاقات الدولية والقضائية في المجلس .

وبعد فشله مرتين في الوصول إلى الرئاسة عامي 1988 و 2008 اصبح نائبا للرئيس في عهد باراك أوباما، وبقي في منصبه من عام 2009 إلى 2017.

وكاد أمله أن يصبح مرشحا للرئاسة ينهار في فبراير/شباط من العام الجاري، لكن الناخبين السود كافؤوه بنصر جعل ترشحه لا مفر منه بشكل مفاجئ.

وكانت هناك علامات استفهام بخصوص سن بايدن، حيث سيكون الرئيس الأكبر سنا في حال فوزه. كذلك تعرض ميله نحو اليسار إلى انتقادات.

لكنه في النهاية استطاع أن يجتذب الأجنحة المعتدلة والتقدمية في الحزب بان أقنع أعضاء الحزب بأنه صاحب الحظ الأقوى لهزيمة ترامب.