التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي منافس | جريدة الأنباء
[ad_1]
- بعض الشركات التكنولوجية تمادت في طموحاتها وأصبحت تنافس الإنسان وهذا هو الخطر الأعظم
- الانتقال للتكنولوجيا الجديدة يجب أن تسبقهما دراسة مستفيضة من جميع الجوانب
- يجب احترام رغبات الناس وإعطاؤهم حق اختيار النمط المعيشي الذي يناسبهم وألا نكون أنانيين
- الفرص الوظيفية الجديدة المنطلقة من قاعدة التكنولوجيا الحديثة لن تكون مناسبة لعدة شرائح
- عظماء المخترعين لم تكن لديهم أدوات تكنولوجية ومع ذلك استطاعوا أن يقدموا أهم الاختراعات
- ضرورة إيجاد حلول منطقية للقضاء على البطالة والفقر شريطة توافقها مع مبادئ حقوق الإنسان
- لماذا لا ينصب نصف اهتمامنا على الأبحاث التي تخدم الطب والبيئة بدلاً من التكنولوجيا فقط؟
اعتبر مؤسس وصاحب فكرة مشروع «سفينة الأمل» المخترع عبدالرحمن الحريبي ان وجود التكنولوجيا والابتكارات في حياتنا بالشيء المهم ولابد منه، ولكن التحول الجذري والانتقال لهذا النمط الجديد يجب ان تسبقها دراسة مستفيضة من جميع الجوانب ووضع الحلول المناسبة لتفادي المشاكل المتوقعة من هذا التحول المصيري وخصوصا أن بعض الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي تمادت في طموحاتها وأصبحت منتجاتها تنافس الإنسان في كل شيء تقريبا وهذا هو الخطر الأعظم.
وقال الحريبي في دراسة مستفيضة تناولت الآثار السلبية التي قد تظهر بسبب التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي على الحياة البشرية أن بعض الشركات والمصانع تحولت أعمالهم للأسلوب التكنولوجي المتطور وقاموا بتطبيق نظام الأتمتة ونتج عن ذلك الاستغناء عن ملايين الموظفين والعمال والمزارعين في جميع أنحاء العالم، والسبب أن هذا التطور الجديد لم تتم دراسته جيدا حيث كان يجب وضع الحلول المناسبة لخلق مصادر رزق بديلة للشرائح التي ستتضرر من ذلك التحول قبل البدء بتطبيقه والعمل به.
وأكد انه في حال لم نجد الحلول المناسبة لهذه المشكلة بأسرع وقت فربما يتفاقم الوضع بشكل أوسع وتتحول حالة البطالة الى فقر وينتج بسببها مشاكل اقتصادية واجتماعية وصحية ونفسية، والأخطر من ذلك أنه من الممكن أن تنشأ أجيال غير متعلمة أو أمية بسبب عدم إمكانية أسرها توفير المصاريف المعيشية والإنفاق على تعليم أبنائهم. وفي فيما يلي تفاصيل الدراسة:
بما أن البعض يعبر عن رأيه وينادي بضرورة تغيير نمط الحياة الذي نعيشه حاليا بشكل جذري وأنه يجب علينا الانتقال للنمط الجديد ومواكبة الثورة التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي والعمل على تطبيقهم في حياتنا بشكل كامل وذلك لأن هذا التحول سينعكس على حياة البشرية بشكل إيجابي في جميع المجالات.
فأنا كمواطن عالمي أعيش على هذا الكوكب وأتأثر بما يحدث به سلبا وإيجابا سواء كان التأثير مباشرا أو غير مباشر، أردت أن أمارس حقي أيضا وأعبر عن رأيي بهذا الشأن بصراحة وشجاعة ولن أخشى الانتقادات التي قد أتعرض لها بسبب اختلاف رأيي عن البعض ورفضي الجزئي لهذا المبدأ وأقول مع احترامي الشديد لجميع الآراء التي تؤيد هذا التحول أرجو أن تسمعوا رأيي وسأبدأ بطرح عدة أسئلة ومن ثم سأعرض الحلول.
أولا: هل تمت دراسة تبعات هذا التحول المصيري الذي ينادي به البعض من جميع الجوانب؟ وما هي انعكاساته الإيجابية والسلبية على حياة شعوب العالم لكي نعلم إن كان هذا التحول سيصب في مصلحتنا جميعا أم لا؟
ثانيا: إن كان تحولنا لهذا النمط الجديد ستكون له محاسن كثيرة وآثار إيجابية على أغلبية سكان العالم بينما سيأثر بشكل سلبي على فئات أخرى، فسؤالي هل تم وضع حلول منطقية وقابلة للتطبيق ومنصفة للفئات التي ستتضرر من هذا التحول؟
فمن حيث المبدأ وجود التكنولوجيا والابتكارات في حياتنا هو شيء مهم ولابد منه، وذلك لأنها أثبتت على مر السنين بأنها تساعد الإنسان على إنجاز الأعمال الصعبة والشاقة والمعقدة بشكل سريع ودقة عالية كما أنها توفر الحلول المميزة والآمنة للكثير من المشاكل التي تواجهنا في الحياة، وإن كانت مبادئ وأهداف الثورة التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي ستسير بهذا النهج وتخدم جميع جوانب الحياة بشكل أفضل فهذا شيء محمود، أما إن كانت ستأثر بشكل سلبي على جوانب أخرى فستتحول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من نعمة الى نقمة على الكثير من الناس.
فكما تعلمون أن بعض الشركات والمصانع تحولت أعمالهم للأسلوب التكنولوجي الحديث وقاموا بتطبيق نظام الأتمتة بمعنى التشغيل الآلي لمنشآتهم واعتمدوا على الروبوت في صناعة منتجاتهم، وبالتالي أدى هذا التحول الى الاستغناء عن ملايين الموظفين والعمال والمزارعين في جميع أنحاء العالم وأصبحوا عاطلين عن العمل وبلا مصادر رزق، والسبب في رأيي أن هذا التحول الجديد لم تتم دراسته بشكل مستفيض من جميع الجوانب وكان يجب وضع الحلول المناسبة لخلق مصادر رزق بديلة للشرائح التي ستتضرر بسبب هذا التحول قبل البدء بتطبيقه والعمل به.
وها هي جائحة كورونا أتت لنا وارتفعت بسببها نسبة البطالة في العالم ودعمت مبدأ تحويل المصانع والشركات لنظام التشغيل الآلي وطريقة العمل عن بعد واستخدام الروبوت في أعمالهم بشكل أكبر، وإن لم نجد الحلول المناسبة لهذه المشكلة بأسرع وقت فربما يتفاقم الوضع بشكل أوسع وتتحول حالة البطالة الى حالة فقر وينتج بسببها مشاكل اقتصادية واجتماعية وصحية ونفسية، والأخطر من ذلك أنه من الممكن أن تنشأ أجيال غير متعلمة أو أمية بسبب عدم إمكانية هذه الأسر في توفير المصاريف المعيشية والإنفاق على تعليم أبنائهم.
والسؤال هنا: إن كان هذا التحول الجزئي بنمط الحياة الذي تمثل بانتقال بعض الشركات والمصانع لتطبيق التكنولوجيا واعتماد الروبوت والأتمتة في أعمالهم أدى إلى كل هذه المشاكل، فكيف سيكون حالنا إذا تحولت حياتنا للنمط التكنولوجي والرقمي والذكاء الاصطناعي بشكل كامل دون دراسة مسبقة ومستفيضة لسلبيات وإيجابيات هذا التحول ووضع الحلول المناسبة لتفادي المشاكل المتوقعة من هذا التحول المصيري وخصوصا أن بعض الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي تمادت في طموحاتها وأصبحت منتجاتها تنافس الإنسان في كل شيء تقريبا وهذا هو الخطر الأعظم.
البعض يقول لا داعي للخوف من هذا التحول فالثورة التكنولوجية الحديثة ستوفر الكثير من الوظائف للناس، والسؤال هنا ما نوعية هذه الوظائف التي ستوفرها الثورة التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي، وهل ستكون مناسبة للإمكانيات العلمية والذاتية البسيطة للعمال والمزارعين الذين سيفقدون وظائفهم بسبب هذا التحول وللفئات التي ليست لديها مؤهلات علمية عليا وغير متخصصة في المجالات التكنولوجية؟
فمع احترامي الشديد أنا شخصيا لا أعتقد ذلك لأن الفرص الوظيفية الجديدة ستكون انطلاقتها من قاعدة التكنولوجيا الحديثة، وبالتالي لن تكون هذه الوظائف مناسبة لهذه الشرائح بشكل حقيقي كما أنه من غير المنطق أن يتم توظيف مزارع أو عامل بسيط بوظيفة برمجة الأجهزة الحديثة وإصلاحها أو ابتكار أنظمة إلكترونية وتكنولوجية وهو شخص ذو تعليم بسيط أو أمي ولا يملك خبرة أو دراية في هذه المجالات نهائيا.
وإن كان البعض يضع اللوم على هذه الشرائح بأنهم هم السبب في تردي أوضاعهم وكان يجب عليهم أن يتحصلوا على مؤهلات عليا أو تعليم جيد، فيجب الرد عليهم بأن هذه الشرائح لا ذنب لهم بهذا الوضع لأنهم أتوا لهذه الحياة ووجدوا أنفسهم في بيئة فقيرة والأجور المادية التي تتحصل عليها أسرهم متدنية جدا ولا تكاد أن تكفي قوتهم اليومي وبالتالي لم تتمكن هذه الأسر من تعليم أبنائهم بالمستوى المطلوب واضطرت هذه الشرائح للعمل بالوظائف والأعمال التي تناسب قدراتهم وإمكانياتهم العلمية البسيطة.
وإن كانت هناك رؤية لتدريب وتأهيل هذه الشرائح ليتمكنوا من العمل بالوظائف الجديدة فسؤالي من الجهة التي ستتكفل بالنفقات والمصاريف المادية لتدريبهم وتأهيلهم وخصوصا أن أعدادهم بالملايين في جميع أنحاء العالم، ولحين الانتهاء من مرحلة التدريب والتأهيل من الذي سيتكفل بالمصاريف المعيشية والدراسية والعلاجية لهم ولأسرهم أثناء هذه الفترة، أم سيكون الحل بتحمل هذه الشرائح جميع المصاريف والنفقات المطلوبة لهذا الغرض من خلال اقتراضهم وبيع مقتنياتهم الشخصية البسيطة لإرضاء بعض أصحاب الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي وفرض ابتكاراتهم ومنتجاتهم على حياتنا وتمكينهم من تحقيق الأرباح المادية على حساب الضعفاء والبسطاء في العالم، والسؤال هنا إن كان هذا هو الحل بنظر البعض فهل سيكون مرضيا للجميع ويتوافق مع مبادئ وقوانين حقوق الإنسان؟
سؤال آخر هل ستكون التخصصات الدراسية مستقبلا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فقط ويتم إبعادنا كبشر عن بقية العلوم الأخرى التي توارثناها عبر العصور وطريقة تعاملنا معها بشكل مباشر واستمتاعنا بأدواتها التقليدية التي أثبتت جدارتها وجدواها بسبب متطلبات سوق العمل والوضع الجديد الذي سيفرض علينا وبالتالي يقتصر عمل الإنسان على برمجة الآلات والأجهزة وإصلاحها وابتكار أنظمة إلكترونية وتخزين المعلومات وتحتل الآلة مكان الإنسان في كل شيء ويصبح الوضع على النحو التالي: سيارة بلا سائق وطائرة بلا طيار وفنادق بلا موظفين ومستشفيات بلا أطباء وممرضين ومدارس وجامعات بلا معلمين ومختبرات بلا علماء ومطاعم بلا طهاة ومزارع بلا مزارعين… إلخ، هل هذا الوضع منطقي ومرض للجميع؟
أنا أتساءل ما سبب هذه الرغبة الشديدة في تحول الحياة للنمط التكنولوجي والرقمي بشكل كامل فهل سبق لأحد أن ذهب للمستقبل وعاش هذه التجربة وأتى ليحدثنا عنها ويثبت لنا أهميتها وفوائدها على الحياة، والسؤال الآخر لماذا لا ينصب نصف هذا الاهتمام على الأبحاث العلمية التي تخدم مجال الطب والبيئة والطبيعة بدلا من أن يكون اهتمامنا فقط في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتسابق على تطويرهم.
وأنا هنا سأستشهد بالمقولة المشهورة للعالم الفيزيائي (ستيفن هوكينغ) عندما قال أعتقد أن تطور الذكاء الصناعي قد ينذر بنهاية الجنس البشري فعندما يطور الإنسان الذكاء الصناعي فإنه سيطور نفسه بمعدلات متزايدة فنحن البشر نتطور بيولوجيا ببطء ولا نستطيع التنافس مع الذكاء الصناعي.
وإن كان حجة البعض بأننا نحتاج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتطوير العلم وخدمة البشرية فباعتقادي أننا لسنا بحاجة لهما بهذا القدر الكبير والمفرط في حياتنا والدليل على ذلك أن عظماء المخترعين أمثال (توماس إديسون ونيكولا تسلا) وغيرهم لم تكن لديهم أدوات تكنولوجية أو ذكاء اصطناعي في ذلك الوقت ومع ذلك استطاعوا أن يقدموا للعالم أعظم اختراعات بالتاريخ ولازلنا نستفيد من هذه الاختراعات في حياتنا.
وإن كان البعض يقول لا داعي للمبالغة والخوف فالتكنولوجيا الحديثة لن تفرض أدواتها وأساليبها على الحياة وأن الإنسان له حرية الاختيار للنمط المعيشي الذي يناسبه وبإمكانه استخدام التكنولوجيا الحديثة أو رفضها تماما والبقاء على النظام التقليدي، فباعتقادي أن هذا الكلام غير واقعي على الإطلاق وذلك لأن الأهداف الأساسية للتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي التي يسعى لها البعض هو التغيير الجذري لنمط الحياة الحالي والانتقال لنمطها الجديد الذي يخدم مصالحها بحجة التقدم العلمي وخدمة الحياة البشرية وأن يتم إلغاء جميع الأدوات والأساليب الحالية وأنظمة الطاقة المشغلة لها أيضا لكي نكون مجبرين للانتقال لهذا النمط الجديد واستخدام أدوات وأساليب وأنظمة التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتطبيقهم في حياتنا بشكل كامل ونكون أسرى لها ولأهدافها التي لا ندري إلى أين ستأخذنا بسبب عدم وجود بديل آخر لها.
هنا سؤال موجه لرجال الأعمال وخبراء الاقتصاد في جميع أنحاء العالم من إنسان بسيط يريد أن يعرف الإجابة فقط لا غير، إذا كان ملايين البشر في جميع أنحاء العالم عاطلين عن العمل وليست لديهم أموال ينفقونها على شراء حاجاتهم من الغذاء والدواء والملابس وشراء السيارات والمنازل وتأجير المحلات والعلاج في المستشفيات الخاصة والإنفاق على تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات وإيداع أموالهم ورواتبهم في البنوك والسفر عبر شركات السياحة والطيران والسكن في الفنادق واستخدام وسائل النقل والمواصلات بأنواعها والاستفادة من الخدمات التي تقدمها جميع أنواع الشركات، كيف سيتمكن الاقتصاد المحلي والعالمي من الانتعاش وتتمكن الشركات والمصانع والبنوك وغيرهم من تحقيق أرباح مالية؟
والسؤال الآخر موجه لشركات التكنولوجيا والروبوت والذكاء الاصطناعي كيف ستتمكنون من الاستمرار في بيع منتجاتكم لزبائنكم وتقديم الخدمات بجميع أنواعها لعملائكم إذا كانت المصانع والشركات والفنادق والكثير من القطاعات التي تتعاملون معها تعاني من انخفاض كبير في الطلب على منتجاتها وخدماتها بسبب ضعف القوة الشرائية الناتج من حالة البطالة العالمية؟ أنتظر الإجابة منكم وشكرا جزيلا.
وفي النهاية، أود التوضيح أنني لست ضد التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والروبوت أو رافضا لهم رفضا تاما بل إنني أؤكد على أهمية وجودهم في الحياة بشكل منطقي ومعقول، كما أنني أقول كلمة حق بأن بعض أصحاب الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والروبوت لهم مساهمات خيرية كبيرة وقاموا بتقديم الكثير من المساعدات المادية والمعنوية للفقراء وللبيئة وللأبحاث العلمية في جميع أنحاء العالم، ولكن اعتراضي فقط على مبدأ التحول الجذري والانتقال لهذا النمط الجديد بلا دراسة مسبقة ومستفيضة من جميع الجوانب لمعرفة ماهي انعكاسات هذا التحول وتأثيره على الحياة بشكل عام وفرضه على حياة الآخرين دون أدنى اهتمام لمشاعرهم وأذواقهم ورغباتهم.
فكما يعلم الجميع أن أي شخص يرغب في إنشاء مشروع تجاري فذلك يتطلب منه عمل دراسة جدوى وخطة عمل لكي يعلم إن كان هذا المشروع سينجح أم لا وما هي الأرباح التي ستعود عليه من هذا المشروع؟ وأين تقع نقاط الضعف حتى يتفاداها منذ البداية؟ كما أنه يضع الخطط البديلة لمواجهة المشاكل التي من الممكن أن يتعرض لها مستقبلا.
والسؤال هنا إذا كان المشروع التجاري يتطلب عمل كل هذه الدراسات قبل البدء به فما بالكم أن يتم تغيير نمط الحياة الحالي والانتقال للنمط الجديد بشكل جذري دون دراسة مسبقة ومستفيضة لجميع الجوانب؟
ولهذا السبب يجب علينا الانتباه لهذا الخطر القادم وإدراك حجم المشكلة التي ستنشأ من هذا التسرع وخصوصا (مشكلة البطالة العالمية) كما يجب علينا أن نفكر جميعا في تقييم الأمور قبل تطبيقها في حياتنا وألا نجعل دفة القيادة بيد بعض الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي فقط ونلغي دورنا وحقوقنا وعقولنا كبشر ولا يصبح لنا رأي وتكون هذه الشركات هي المسؤولة عن حياتنا بشكل كامل وهي التي تفكر وتقرر وتقود وهي التي تحدد مصائرنا وتغيير سلوكنا كيفما تشاء ولا ندري الى أي حد سيكون سقف ابتكاراتها ومنتجاتها.
كما يجب علينا وضع الحلول المناسبة والمنطقية والمنصفة للفئات التي ستتضرر من هذا التحول حتى لا نكون أنانيين، كما يجب احترام أذواق ورغبات الناس في اختيار نمط الحياة الذي يناسبهم والمحافظة على وجود الأدوات والأساليب المستخدمة حاليا والأنظمة المشغلة لها باستمرار لحين التأكد من الأنظمة الجديدة وإثبات جدواها وإمكانية استخدامها في الأدوات والأساليب الحالية حتى يتم الحفاظ على التنوع ويكون الخيار للمستهلك شريطة أن يكون هذا التنوع صديقا للبيئة، ومن المهم أيضا أن نحافظ على الصناعات اليدوية والحرفية بجميع أنواعها والعمل على إبقائها بشكل دائم ودعمها في جميع أنحاء العالم والاستمرار في صناعة المواد الأولية والأدوات التي تستخدم في صناعتها حتى لا تنتهي.
لا قيمة للإنسان أمام الآلة
تساءل المخترع عبدالرحمن الحريبي إن كان النظام الجديد المتعلق بالتكنولوجيا سيطبق لامحالة، فما ذنب الملايين الذين درسوا لسنين طويلة في تخصصات غير تكنولوجية وصرفت عليهم أموال من أجل تعليمهم سواء كانت هذه الأموال أتت كمساعدة من أسرهم أو عن طريق الاقتراض أو من خلال عملهم في المطاعم والمقاهي وتوصيل الطلبات وتحملهم للمشقة طيلة هذه السنوات لكي يحققوا أحلامهم ويصلوا لأهدافهم؟ والسؤال هنا هل يجب عليهم أن يدرسوا من جديد حتى يحصلوا على عمل؟
ورأى الحريبي إنه في حال كان نمط الحياة الجديد بهذا الشكل فحتما سيصبح الإنسان لا قيمة له أمام الآلة وستكون حياتنا بشعة وكئيبة وهذا أمر غير عادل وعكس الفطرة البشرية، فالتنوع في جميع جوانب الحياة شيء مهم، ومن حق الإنسان أن يختار شكل الحياة التي يريد أن يعيشها ونوعية العمل الذي يحب أن يعمل به لكي يبدع في عمله وألا يفرض عليه نمط حياة جديدا لا يناسبه لأننا بشر ولدينا مشاعر وأذواق مختلفة ونستمتع بالحياة بطبيعتها الجميلة وبتنوع العلوم والفنون والصناعات والحرف اليدوية التي تكون بها لمسة بشرية، ولذلك نجد البعض من أصحاب الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي ليسوا مؤمنين بتطبيق النمط التكنولوجي في حياتهم بشكل كامل بل إن أكثرهم يعيش نمط حياة عكس ذلك تماما وإنما كل ما في الأمر أنهم ينظرون لهذا الموضوع من جانب تجاري فقط ولو أننا لاحظنا أيضا سنجد أنهم أشد الناس حرصا على اقتناء التحف واللوحات الفنية والأثاث العتيق في منازلهم، كما أنهم يفضلون الصناعات اليدوية والمواد الطبيعية المستخدمة في صناعتها كما أننا لاحظنا هذه الأيام أن بعض الشركات العالمية أعادت صناعة بعض منتجاتها بأشكالها القديمة لإرضاء فئة كبيرة من زبائنها بسبب تفضيلهم للشكل والأداء التقليدي لمنتجات هذه الشركات وهذا دليل على اختلاف الأذواق وأهمية التنوع في الحياة، كما أنه دليل على (تناقض البعض).
مبادرة عالمية وحلول منطقية
أكد المخترع عبدالرحمن الحريبي من خلال دراسته انه بصدد تشكيل فريق عمل محترف لإطلاق مبادرة عالمية للحفاظ على التنوع المعيشي للإنسان وحمايته من الآثار السلبية التي قد تظهر بسبب التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية وستكون أهدافها على النحو التالي:
أولا: العمل باستمرار على إيجاد الحلول المنطقية لتعديل المسار وإبعاد الأضرار التي من الممكن أن تنشأ بسبب التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية على الحياة بشكل عام بطريقة منطقية وعادلة ومرضية للجميع حتى يتحقق التوازن الطبيعي في الحياة.
ثانيا: إيجاد الحلول المناسبة لخلق مصادر رزق بديلة للفئات التي ستتضرر من تطبيق التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والروبوت في الصناعات والأعمال والوظائف شريطة أن تكون مناسبة لهذه الفئات ولإمكانياتهم العلمية والذاتية وأن تعود عليهم بالنفع المادي وتصون كراماتهم.
ثالثا: عدم فرض التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي على الحياة بشكل كامل ودعم التنوع في الأدوات والأساليب والأنظمة المشغلة لها شريطة أن يكون هذا التنوع (صديقا للبيئة) وألا يأثر بشكل سلبي على أي جانب من جوانب الحياة واحترام أذواق ورغبات الناس في اختيار النمط المعيشي الذي يناسبهم.
رابعا: دعم الصناعات اليدوية والحرفية في جميع أنحاء العالم والاستمرار في صناعة المواد الأولية والأدوات التي تستخدم في صناعتها حتى لا تنتهي.
واضاف الحريبي بالقول: اسمحوا لي بأن اطلع حضراتكم على جزء من خطة العمل التي سأعمل عليها وهي عبارة عن رسالة إنسانية سامية مني لخدمة شعوب العالم وأعتقد أنها ستوفر الحلول المرضية للكثير من الناس من خلال إيجاد مصادر رزق بديلة تكون مجدية وآمنة لمن سيتضرر من هذا التحول الجديد، كما أنني أعتقد أنها سترفع الحرج عن بعض الشركات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والروبوت من خلال إيجاد حل منطقي وعادل لهذه المعضلة العالمية، وقد قمت بنشرها كاملة في جريدة «الأنباء» بتاريخ 12 ابريل 2020 وأطلقت عليها اسم «مشروع سفينة الأمل» وستكون طريقة العمل بهذه الخطة من خلال استخلاص فحواها المنشور في الجريدة فقط ومن الممكن أن تتم إضافة تعديلات عليها إذا تطلب الأمر.
[ad_2]
Source link