أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

صهينة العقوووول .. مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني

إيسايكو: صهينة العقوووول .. مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني

عندما أسمع بعض المطلبين والعقول الفراغة التي تبرر التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل بأنه تطبيع مع الديانة اليهودية وأن اليهود اقرب للمسلمين من غيرهم من الديانات الأخرى ينتابني شعور بالإحباط وخيبة الأمل من مجتمع يكون أبناءه بهذا المستوى المتدني من الثقافة، مجتمع لا يمز بين اليهود كديانة والاحتلال ككيان سياسي صهيوني مغتصب لأرض ليست بأرضة، يسعى لبناء إمبراطورية صهيونية من الخليج للمحيط، لذا وجدت من الضروري في هذا العامود أن أبدأ بفك تشابك الأفكار لدى بعض العقول المتصهينة من خلال تسليط الضوء على مفهومي “اليهودية” و”الصهيونية” لعلي بذلك أستطيع أن أذيب الجليد الذي شل تفكير كثير من الناس ودعاهم للتجرد من مبادئهم وثوابتهم وانجرافهم وراء الأفكار الصهيونية التي جعلت من باطن أدمغتهم حلبة لصراع الثيران الذي لا فائدة منه.
فاليهودية في معناها العام هي ديانة سماوية نزلت على سيدنا موسى عليه السلام وكتابها التوراة، وفرض علينا الدين الإسلامي الحنيف أن نؤمن بها كديانة سماوية أنزلت على نبي من أنبياء الله كما نتفق مع الكثير من معتقداتها مثل تحريم الدم ولحم الخنزير … وعلى ذلك أجزم بأن ديننا الإسلامي الحنيف لم يحثنا على معادات إي دين سماوي أنزل على نبي من أنبياء الله.
أما الصهيونية هي حركة سياسية يهودية، ظهرت في وسط وشرق أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات، وبعد فترة طالب قادة الحركة بإنشاء دولة منشودة في فلسطين، وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث والذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم، وبعد تأسيس دولة إسرائيل أخذت الصهيونية على عاتقها توفير الدعم المالي والمعنوي لهذا الكيان المحتل الي أصبح مقره فلسطين.
فعندما نرفع شعار لا للتطبيع نحن هنا لسنا بموقع معاداة الديانة الهودية بمعناها الحقيقي ولسنا ضد اليهود كمعتنقي ديانة سماوية نحترمها ونؤمن برسلها، وليس لدينا عداء مع اليهود في أنحاء العالم فمن خلال زيارتنا للدول الأوروبية وغيرها نتعامل مع يهود وقد يأتوا إلينا يهود من دول عدة كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وغيرها من دول العالم، بالإضافة إلى ذلك نحن هنا لا نمنع اليهود من دخول بلاد المسلمين فكثير منهم أتوا إلى ديارنا من جنسيات متعددة ونقوم باستقبالهم ضمن وفود رسمية لأننا بالأساس لا ننظر إلى الديانة بأنها عدو لا يحق لمعتنقيه زيارتنا أو التعامل معنا، بل نحن في هذا المقام ضد الصهيونية كفكر عنصري محتل عدواني يسعى للهيمنة على العالم بشتى السبل والتي اتضحت من خلال عمليات التطهير العرقي التي ارتكبها الصهاينة ضد السكان الأصليين الفلسطينيين وعمليات بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة كأدلة ثابتة وواضحة على ممارسات الصهيونية الاستعمارية.
وهذا الفكر الذي يصهين اليهودية هو بذاته الفكر الذي يصهين العقول هو كذلك الفكر ذاته الذي سيقودنا إلى شرق أوسط جديد، وهو أيضا ذات الفكر الذي يبرر تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل بأنها خطوة مستحقة سياسيا واقتصاديا وفكريا، فتسابق كثير من الدول العربية والإسلامية على أقامه علاقات وطيدة مع الكيان الصهيوني ودعوة الشعوب لتقبلها بحجة بناء اقتصاد متين من خلال الشراكة مع هذا الكيان، سيُغير في المستقبل ملامح خريطة الشرق الأوسط متجهلا بالوقت ذاته بان هذا الكيان لا مبادئ له وللتاريخ الحديث شواهد عدة، فدولة الاحتلال مبادئها لا تسمح لها باحترام الاتفاقات الدولية ولنا خير دليل تحالفها مع دول ضد دول حليفه لها، بالإضافة إلى ذلك أدعوا أصحاب هذا الفكر بأن يدرسوا نوايا الصهاينة بشكل جيد ويتمعنوا بالأهداف التي قام على أساسها هذا الكيان الصهيوني لن يقف ولن عند حدود فلسطين كوطن بل ستتوسع مطالبهم بعد التطبيع باحتلال كل أرض خلق على سطحها يهودي قديما.
تغريده
لا يحق لنا أن نتدخل بشؤون الدول الأخرى ولا ننتقد توطيدهم لعلاقاتهم الدبلوماسية مع دول أخرى نختلف معها بالمبادئ والأخلاق والتوجه بكافة أشكاله، كما أننا لا ننظر للمواقف السلبية التي تعرضنا لها أثناء الغزو الغاشم بأن تؤثر على مبادئنا وثوابتنا من قضايا وضعناها ثوابت لا يمكن تخطيها، فمن هنا إذا كان هناك دولة تستحق التهنئة في هذا المقام هي دولة الكويت أميرا وشعبا وحكومة التي لم تتغير ثوابتها بهذا الموضوع سواء أكان ذلك على المستوى الرسمي او الشعبي، ولم تدفعها المصالح السياسية إلى بناء علاقات مع كيان سياسي محتل لأرض غير أرضة.

د. احمد الحسيني
DR-ALHUSSINI@HOTMAIL.COM
alhssinidr @

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى