هل يتقبل الشارع العربي سعي حكوماته للتطبيع مع إسرائيل؟
[ad_1]
فجر القرار الإماراتي الأخير بالتطبيع، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، الجدل من جديد بشأن ما إذا كانت أي سلطة عربية، تضع الرأي العام لشعبها موضع الاهتمام، وهي تقدم على التطبيع مع الدولة العبرية؟ وهل هناك لدى أي دولة عربية، دراسة واضحة أو إستطلاع قيم للرأي يظهر مدى قبول أو رفض ذلك التطبيع؟.
استطلاعات إسرائيلية فقط
ويبدو بعد مراجعة العديد من التقارير، أن الاستطلاعات الوحيدة المتوافرة بهذا الصدد هي صادرة، عن مؤسسات إسرائيليةـ وإن كان من الصعب لشروط تتعلق بالموضوعية ،أن يتم الاستناد لطرف واحد من طرفي التطبيع في هذه الحالة، فيما يتعلق بحجم المؤيدين أو الرافضين.
ويكشف إستطلاع للرأي، أجرته الخارجية الإسرائيلية، نهاية العام 2018، أن نسبة لابأس بها من مواطني البلدان العربية، يفضلون التطبيع مع إسرائيل، ووفق موقع “إسرائيل تتكلم بالعربية”، والتابع للخارجية الإسرائيلية فإن السؤال حول قبول التطبيع طرح على ألف شخص في كل دولة من الدول العربية التي شملها الاستطلاع.
وأشارت النتائج إلى أن العراق، حل في المرتبة الأولى، حيث أعرب ما نسبته 43 % من المستطلعة أراؤهم، عن تأييدهم للتطبيع، وجاءت الإمارات ثانية بنسبة 42%، والمغرب ثالثا بنسبة 41%، وتونس رابعة بنسبة 32%، والسعودية أخيرة بنسبة 23%. ، وكان لافتا عدم ذكر الموقع للكيفية التي أجرى بها الاستطلاع، كما أنه لم يأت على ذكر الموقف، في دول مجاورة مثل سوريا ولبنان، ولا الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل مثل مصر والأردن.
ولايمكن الاستناد بشكل أحادي، لاستطلاعات تأتي من طرف واحد هو الطرف الإسرائيلي، في ظل عدم وجود اهتمام في جانب الدول العربية، الراغبة على المستوى الرسمي، في اللحاق بركب التطبيع مع الدولة العبرية، وحيث بات جليا خلال الفترة الماضية، كيف تسعى الدول الراغبة في التطبيع مع إسرائيل، إلى إبراز المنادين بالتطبيع، ودعمهم بكافة السبل، سواء عبر الإعلام الرسمي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تيار موجود بالفعل
غير أن ذلك لاينفي، وجود تيار في الرأي العام العربي، بات راغبا وتحت تأثير حملات وسائل الإعلام الرسمية، في إقامة علاقات مع إسرائيل وإن كان من الصعب بمكان، الجزم بحجم هذا التيار ومدى قوته، في ظل عدم معرفة عدد المنخرطين فيه بدقة.
ربما تعكس صورة وسائل التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان عن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، حالة الرأي العام في العالم العربي، وإن كانت أيضا غير دقيقة، فبعد الإعلان مباشرة عن الاتفاق، من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصدر هاشتاج “التطبيع خيانة”، موقع تويتر، حيث تخندق رافضو الخطوة الإماراتية، والتطبيع بشكل عام، لينتقد آلاف المغردين من منطقة الخليج ، خطوة أبو ظبي في هذا الاتجاه.
على الجانب الآخر، احتشد مغردون مؤيدون للتطبيع مع إسرائيل، خاصة من الإمارات والسعودية والبحرين، ليصفوا الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بالخطوة العظيمة والشُّجاعة، واحتفى ناشطون إمارتيون على تويتر، بوضع علم اسرائيل في تغريداتهم، مرفقا بكلمات تأييد كتبت بالعبرية، تثني على الاتفاق بين بلادهم وإسرائيل.
دعم رسمي لمؤيدي التطبيع
ولايمكن كما سبقت الإشارة، التأكد بصورة دقيقة من حجم الرفض، أو التأييد الشعبي، للتطبيع مع إسرائيل، وذلك إما لعدم اهتمام من قبل السلطات العربية بهذا الشأن، أو لعدم وجود استطلاعات رأي أو دراسات جدية، وكذلك لانحياز السلطات الراغبة في التطبيع مع إسرائيل للطرف المؤيد لتوجهها.
ويرصد المراقبون في هذا الشأن، كيف أن السلطات السعودية، سعت وعبر أذرعها الإعلامية الكثيرة، إلى فتح الأبواب على مدى العامين الماضيين، لبث آراء سعودية لكتاب ومثقفين، تشجع وتروج للتطبيع مع إسرائيل، وتظهر أن إسرائيل ليست العدو، في وقت انخرطت فيه نفس السلطة، في قمع كل من يملك رأي مخالفا، للرأي الرسمي في هذا الشأن.
ولايغفل المراقبون، في معرض النظر إلى الآراء المؤيدة للتطبيع، في بعض الدول العربية، أن هناك العديد من المؤيدين ممن لايملكون المعلومات الكافية، أو ممن تأثروا بالحملات الإعلامية المنسقة، التي تروج للتطبيع، وكذلك قطاع آخر من الذين أتعبتهم ظروف الحياة القاسية، في العديد من زوايا المنطقة العربية، بين فقر وحروب وانعدام ديمقراطية، فباتوا يرون في التطبيع مع إسرائيل، حلما بالخلاص دون أن تكون لديهم معلومات، أو حجج منطقية قوية تدعم توجههم.
برأيكم
هل يتقبل الشارع العربي سعي حكوماته للتطبيع مع إسرائيل؟
وهل ترون أن السلطات العربية مهتمة بمدى موافقة مواطنيها على التطبيع قبل الشروع فيه؟
كيف ترون نتائج الاستطلاعات الإسرائيلية بأن هناك نسبة لابأس بها في الدول العربية تؤيد التطبيع؟
وما هو تقييمكم لمن يرون أن التطبيع مع إسرائيل سيأتي بالخير والاستقرار للشعوب العربية؟
لماذا لا يعطي الرافضون فرصة لتجرية علاقات مع إسرائيل والخروج من حالة الحرب والعداء؟
إذا كنتم في دولة من الدول التي طبعت مع إسرائيل منذ زمن هل لمستم تحسنا في ظروف حياتكم بعد هذا التطبيع؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 17 آب/أغسطس من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
[ad_2]
Source link