أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

ازرعوا الأمل وتفائلوا .. مقال للدكتور أحمد لطفي شاهين من فلسطين المحتلة

إيسايكو: ازرعوا الأمل وتفائلوا .. مقال للدكتور أحمد لطفي شاهين من فلسطين المحتلة

من اروع القصص التي قرأتها أن فتاة صغيرة كانت مريضة مرض قيل لها انه خطير ولن تنجو منه … كانت تنتظر الموت ويائسة وذات يوم سألت أختها وهي تراقب شجرة بالقرب من نافذتها :
كم عدد الورق الباقي على الشجرة ؟؟
فأجابت الاخت بعين يملؤها الدمع : لماذا تسألين يا حبيبتي ؟
أجابت الفتاة المريضة :
لاني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة… جارتنا قالت لي ذلك وانا يزداد مرضي كلما سقطت الاوراق .. وقال لي الطبيب انني لن انجو من مرضي..
ردت الاخت وهي تبتسم : إذن فلننتظر .. وحتى انتهاء الاوراق سنستمتع بحياتنا ونعيش أياماً جميلة .. ما رأيك؟
كتمت دموعها واحتضنت اختها المريضة بحرارة .. ومرت الأيام وتساقطت الاوراق ولكن بقي غصن واحد فيه مجموعة من الاوراق ..ظلت الطفلة المريضة تراقبه ظناً منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه تلك الاوراق سينهي المرض حياتها .. وتموت .. وانقضى الخريف .. وجاء الشتاء ولم تسقط الاوراق .. وكانت الفتاة سعيدة مع أختها وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد وتتحسن حتى شفيت تماماً ونسيت المرض ومرت كل عواصف وامطار الشتاء وجاء الربيع وازهرت الارض بالورود والفراشات والطيور فكان أول ما فعلته الفتاة انها ذهبت لترى معجزة الغصن الذي لم يسقط ابداً
فوجدته ورق بلاستيكي وادركت ان أختها ثبتت الغصن على الشجرة لتحيي في قلبها الأمل في الحياة وفعلاً نجحت .
– إن الأمل روح أخرى ، إذا فقدتها انت
فلا تحرم غيرك منها ولا تسمح للتشاؤم ان يقتلك بالتدريج.. واعلم انك بكلمة منك قد تقتل غيرك وانت لا تعلم كما لاحظنا كلمة الطبيب وكلمة الجارة
ان زراعة الامل فن يجب أن نتقنه
إن كلمة.. أنت “رائع ” ..
أنتِي “ رائعة ”
كلمة فقط قد تجعل إمراة عادية تسير كالطاوس بين حشد من النساء الفاتنات عندما يقول لها زوجها” انتي رائعة وجميلة وانا احبك ولا أرى في الكون سواكي..”
انت رائع .. قلها لطفلك عندما يفعل اي شيء ستجعله يشعر انه رئيس جمهورية
بينما كلمة أنت ” غبي” كلمة قد تكسر قلب طفلٍ نبيه وذكي .. وتقفل أبواب عقله عن الإستيعاب .. وتجعله يعتقد انه غبي فعلا
إنها ” كلمة ” واحدة أو ” كلمات “ عديدة قد تشكل فارقاً كبيراً في حياة من تخاطبوهم فاحرصَ على انتقاءَ كلماتك وأن تكون ايجابيا مبادرا و ببساطة..
لأن الإنسان البسيط الأنيق في تعامله وحديثـه يقتحـم أعماق كل من يقابله ويحظى بإحترام الجميع بطريقته ومن القصص المرتبطة بالتفاؤل قصة عجوز تركب كل يوم تقريبا في القطار إلى آخر محطة ثم تعود لبيتها وأثناء ركوبها في القطار تجلس أمام نافذة القطار تفتحها بين لحظة وأخرى وترمي أشياء من الكيس إلى الخارج…. ويتكرر المشهد كل يوم … !!!
سألها أحد الركاب : ( ماذا تفعلين؟) فردت عليه: ( أنا أرمي بذور الورد والاشجار )…
استغرب وقال : ( بذور ماذا ؟؟؟)
قالت السيدة: بذور الورد والاشجار لأني أنظر من النافذة و أرى أن الطريق موحشة ، ولدي طموح أن أسافر و أمتع نظري بألوان الزهور يوما ما بعد ان تكبر
قال لها الرجل كيف للزهور أن تنمو على حافة الطريق وكله غبار وحرارة ولا يوجد من يسقيه وقد تأكلها الطيور.
ردت: صحيح أعلم أن الكثير منها سيضيع هدراً و لكن بعضها سيقع على التراب ، وينغرس و سيأتي اليوم الذي ستزهر فيه ولا تنسى أيام المطر قادمة .. تفائل يا ولدي
نزل الرجل من القطار و هو يظن أن العجوز مجنونة و أصابها الخرف..
مرت الأيام والشهور وركب الرجل القطار وبينما هو جالس والقطار يسير إذ به يلمح زهورا واشجارا قد نمت على حافة الطريق وتغير المنظر وتعددت الألوان فقام من مكانه ليرى السيدة العجوز فلم يجدها …… فسأل بائع التذاكر عنها فقال له البائع أن تلك العجوز توفيت منذ شهور …… تحسر الرجل على موت العجوز …… وقال في نفسه: ( الزهور والاشجار نبتت فعلا … لكن ما نفعها فالسيدة العجوز قد ماتت و لم تراها للاسف )
وفي نفس اللحظة وفي المقعد الذي أمامه …. سمع الرجل فتاة صغيرة تخاطب أباها وينتابها سيل عارم من السعادة قائلة ( أنظر يا أبي إلى هذا المنظر الجميل …. انظر الى هذه الزهور والاشجار….وتلك الطيور إنها جميلة جدا) فأدرك الرجل معنى العمل الذي قامت به السيدة العجوز التي حتى وإن لم تتمتع بمنظر الزهور إلا أنها منحت هدية جميلة للناس جميعاً… بعد عدة ايام جاء الرجل معه بذور والقاها في الاماكن التي لم ينبت فيها شيء عسى ان يكون سببا في إسعاد الناس .. وأنت .. إرمي بذورك دائما.. لا يهم إذا لم تتمتع أنت برؤية الزهور …. لكن سيتمتع بها غيرك .وتكون أنت سببا في سعادة غيرك وستكون ناشرا للحب و السلام. ..لا تلتفت للمحبطين ولا الحاسدين ولا الحاقدين و لا تنتظر الشكر والعرفان وقدم ما استطعت من العمل الجميل…. ولنسعى ونساهم بنشر البذور في كل مكان حتى تزهر الحياة ويستفيد منك الانسان والطيور وكل الكائنات واذا لم يستفيد منك احد فهذه الاشجار تسبح خالقها وانت تأخذ الأجر على ذلك ماذا يجب ان نتعلم من هذه القصص؟ نتعلم ان نكون ايجابيين دائما وان نصنع الطاقة الايجابية بالأمل والتفاؤل ونوزعها على من حولنا بمبادرة طيبة وكلمة خير ..وان نزرع الامل والايجابية دوما وان نحذر من التأثر بالطاقة السلبية من الآخرين فالطاقة السلبية مرض خطير لا يقل تأثيره عن الأمراض العضوية الأخرى التي قد تفتك بجسم الإنسان. ومن الممكن لهذه الطاقة السلبية التأثير على بعض الناس بشكل قاتل والخطير لأن هؤلاء الأشخاص السلبيين لا يحتفظون بهذه الطاقة السلبية لهم فقط، بل يفرضونها على الأشخاص من حولهم، فيصبح هؤلاء الأشخاص يعانون من ذات المشاعر السلبية أيضاً فاحذروهم
و اذا كنت ترغب في ان تبقى ايجابيا وزارعاً للامل والتفاؤل واذا كنت ترغب في تجنب الطاقة السلبية للآخرين من المحيطين بك،فهذه طرق بسيطة وسهلة:

1- عدم التأثر برأي الآخرين فيك:
إن إرضاء الناس من حولك أمر شبه مستحيل، ولهذا عليك تجاهل آرائهم السلبية التي يوجهونها إليك، وان تسعى لتصبح راضياً عن نفسك وعن أفعالك أنت فقط ما دمت ترضي الله اولا واخيراً.

2- عدم التأثر العاطفي الشديد بمشاكل الآخرين: احذر عند تعاملك مع مشاكل الآخرين، من التعمق العاطفي الكبير والتأثر بهذه المشاكل فهذا سيجعلك تعاني من طاقة سلبية مزعجة اكتسبتها من هؤلاء الأشخاص مع العلم أنها مشاكلهم من البداية وليست مشاكلك، ولذلك إن لم تتمكن من الفصل بين حل المشاكل و الانغماس بالمشاكل ، عليك الابتعاد عن هؤلاء اصحاب المشاكل المسببين للطاقة السلبية.

3– وضع الحدود: احرص على وضع الحدود مع الناس السلبية لتمنع تحول حياتك لحياتهم وفي كل مرة تلتقي فيها مع هؤلاء تسير نحو دوامة من السلبية لا نهاية لها، واعلم أن لا أحد يمكنه إجبارك على الإنصات لتشاؤمه وملله من الأشياء والحياة وشكواه الدائمة.

4-الاستمتاع بوقتك: من المهم للغاية إيجاد وتخصيص الوقت للترفيه عن نفسك مبتعداً عن الجميع لتتمكن من الاسترخاء والتفكير بأمور خاصة بك وحدك أو يمكنك قراءة كتاب أو حتى احتساء فنجان من القهوة ومشاهدة غروب الشمس، فجميعها أمور تعطيك طاقة ايجابية وتحفز الابداع داخلك.

5- السيطرة على المشاعر: الوحيد القادر على التحكم بمشاعره ومنع الآخرين من التحكم به هو الشخص المستقر نفسياً، لذلك تعتبر الطاقة السلبية المنبعثة من المحيطين بك أمور يمكنك السيطرة عليها اذا سيطرت على مشاعرك وحافظت على روحك الايجابية واستمر عطاؤك وتوزيعك للأمل والتفاؤل بأبسط الامور .. على الاقل ابتسم لنفسك .. وابتسم في وجوه الاخرين…

اختم مقالي بقصة عن الفنان العبقري “بيكاسو” وحلاقه الخاص “ايوجينو آرياس” الذي كان صديقا عزيزا له وكان يرفض أن يتقاضى أجرا عندما كان يحلق شعر صديقه، فكان الرسّام يكافئه بأن يهديه بعض لوحاته كل فترة .. وبهذه الطريقة اصبح عند الحلاق 60 لوحة من لوحات بيكاسو . وبعد وفاة بيكاسو 1973, سارعت المتاحف العالمية الكبرى تعرض على الحلاق ملايين الدولارات لشراء هذه اللوحات , لكنه رفض هذه الأغراءات. ..وقدّم اللوحات هدية إلى قريته الأسبانية الصغيرة
Buitrago del Lozoya
التي تقع شمال مدريد . وهكذا ضحّى بملايين الدولارات لكي يرفع من شأن قريته الصغيرة ويجعل منها مقصدا سنويا للملايين من عشاق بيكاسو، والسياح فساهم بذلك في خلق نشاط أقتصادي كبير لهذه القرية، بإقامة متحف يحتوي هذه اللوحات النادرة ولا يزال “متحف حلاق بيكاسو” مفتوحا في قريته وقد تحولت هذه القرية الإسبانية الصغيرة إلى أهم الأمكنة السياحية في اسبانيا وتحوّل أرياس الى أشهر وأنبل حلاق في العالم !!
ذلك لأنه إنسان ايجابي مبادر يحب مصلحة الجميع ويريد ان يبعث الامل في نفوس ابناء قريته الفقراء المنسيين ويفتح لهم ابواب للرزق بكرامة وفعلاً نجح
إن النبل الذي يسكن الروح هو أكبر واعلى من كل الشهادات الأكاديمية…
إن النبل والامل والتفاؤل والايجابية وروح المبادرة .هي مباديء تصنع الحضارات..
فهل يمكن ان نكون ايجابيين مبادرين
نعطي ونعمل لله ثم لاوطاننا وشعوبنا
ان الوطنية الحقيقية هي في الحفاظ على حياة الإنسان وكرامة الانسان
دمتم بألف خير
د.احمد لطفي شاهين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى