فيروس كورونا: صناعة الشمبانيا الفرنسية تعاني وسط الوباء
[ad_1]
شهدت صناعة الشمبانيا سنة استثنائية.
لقد سادت ظروف جوية شبه مثالية، إذ شهدت فرنسا أشعة شمس كثيرة وسقوط أمطار في الوقت المناسب لتوفير الطاقة الضرورية لنمو كروم العنب، ما يبشر توقعات بموسم حصاد مبكر في هذه المنطقة الفرنسية الشهيرة.
بيد أن ظروف السوق لم تكن أبدا بهذا السوء.
لقد تُرِكت مليارات الزجاجات في الأقبية بدون استخدام، إذ أُلْغِيت حفلات الزواج والمناسبات التجارية بسبب تفشي وباء فيروس كورونا. وفي نهاية المطاف، من سيشعر بأجواء احتفالية عندما يكون ثمة فيروس محتمل على طرف كل كأس خاص بشرب الشمبانيا.
هذه العوامل قادت إلى انخفاض الطلب على الشمبانيا وتأجيج التوترات في مئات القرى المنتجة للنبيذ حول منطقتي رانس وإبيرناي بشكل لم تشهده هذه القرى منذ الحرب العالمية الثانية.
“أخشى أن يقتلنا الجوع قبل فيروس كورونا”
وقال برنارد بوليو، وهو منتج للشمبانيا ورئيس سابق لنقابة زارعي العنب المستخدم في صناعة النبيذ التابعة للكونفدرالية العامة المتحدة للشغل، وهي أكبر منظمة نقابية في فرنسا “ترك كوفيد كل شيء يترنح. انخفاض المبيعات يصدمنا جميعا. لقد عجَّل بنشوب أزمة، إذا سألتموني، كانت في الطريق منذ وقت طويل”.
ومن المُرجح أن تتفاقم هذه التوترات خلال اجتماع مقرر يوم 18 أغسطس/آب المقبل، عندما يتم اتخاذ قرار بشأن العنب المنتجة والذي من المقرر أن يُسمح لنحو 15 ألف مزارع بتسويقها.
وبشكل فريد على مستوى النبيذ الفرنسي، تتبع المنطقة المنتجة للشمبانيا قاعدة “العائد الفردي”.
ويعني هذا أن جميع مزارعي العنب يوافقون على بيع جزء محدد من محصولهم من كل هكتار . وكل فائض سيُترك للعفن في الحقل أو يُنقل إلى “احتياطي” في الثلاجات لاستخدامه في حال ضعف المحاصيل مستقبلا.
وهناك دائما مساومات بين المزارعين ووسطاء السوق، 300 تاجر أو نحو ذلك يشترون العنب لصالح الشركات المرموقة المنتجة للشمبانيا مثل بولينغر، و كراغ، ومام.
لكن الأمور وصلت إلى ذروتها.
الاقتصاد البريطاني يعاني الركود لأول مرة منذ 11 عاما
ومن جهة أولى، يرغب وسطاء السوق ،الذين يمثلهم اتحاد شركات الشمبانيا، في عائد منخفض يبلغ نحو 7 آلاف كيلوغرام في كل هكتار – نحو 200 زجاجة – بهدف تجنب تكلفة تخزين ملايين الليترات من الشمبانيا التي لم يتم بيعها.
بيد أن المزارعين يرغبون في عائد أكبر يصل إلى نحو 8500 كيلوغرام. وتقول النقابة التي تمثلهم إن هذه هي الكمية الدنيا التي من شأنها أن تسمح للمزارعين بالاحتفاظ ببعض السيولة النقدية. وتساورها مخاوف أقل بشأن المخزون غير المباع، قائلة إن الظروف الاستثنائية الحالية جيدة للغاية بحيث لا يمكن إهدار هذه الفرصة.
وفي ظل المناخ المليء بالتوترات، الذي يسبق موسم الحصاد لم تسمح أي نقابة بإجراء مقابلات. لكن مراقبين يشعرون بالانزعاج من الإشارات التي تسبق الاجتماع المقرر يوم 18 أغسطس/آب.
وبالنسبة إلى بوليو، فإن الأزمة ترسم خطوط الصدع التي ظلت تتشكل منذ سنوات.
يقول “أزمة الطلب سبقت بوقت طويل وباء كوفيد 19. في فرنسا، يعمد الشباب إلى تناول كميات أقل بكثير من النبيذ كما هناك منافسة متنامية من مشروب بروسيكو ومشروبات فوارة أخرى”.
هل يؤدي فيروس كورونا إلى تسريع وتيرة إحلال الروبوتات محل العمالة البشرية؟
ويضيف “لكن الأزمة الأخرى تتمثل في انعدام التوازن المتزايد بين شركات الشمبانيا الكبرى والمنتجين الصغار. ومن خلال تقديم أسعار مرتفعة، اجتذبت هذه الشركات بشكل متزايد مزارعي العنب حتى يبيعوا كل المحاصيل”.
ويمضي قائلا “ونتيجة لذلك، هناك منتجون مستقلون أقل، وفي الأوقات العصيبة مثل هذا الوقت، تسود قواعد الشركات الكبرى وداعميهم الماليين”.
يشعر إيف كوفرور، وهو منتج مستقل، بالإحباط بسبب تراجع احتمال حل الأزمة في وقت قريب. يقول “بعيدا عن التوصل إلى ترتيب يرضي كل الأطراف، يبدو أنهم سيتوصلون إلى ترتيب لن يرضي أي طرف”.
وبغض النظر عن التشاؤم السائد، يظل البعد التاريخي في صناعة الشمبانيا مفيدا بشكل دائم.
وأخذا في الاعتبار كل شيء، ظلت تجارة الشمبانيا تكتسب قوة لنحو 300 عام. لقد تجاوزت أزمة الحروب، والثورات وحالات الكساد – ويبدو الأمر اليوم وكأن صناعة الشمبانيا لا تواجه منافسين جديين بصفتها شعار البهجة في عالم المشروبات.
يا ليت العالم كان أكثر بهجة قليلا.
[ad_2]
Source link