“قالوا لي إن فكرة مشروع مستحضرات العناية بالبشرة جنون”
[ad_1]
عندما كانت تاتا هاربر تؤسس علامتها التجارية لمستحضرات العناية بالبشرة في الولايات المتحدة، قيل لها إنها لن تنجح أبداً.
وبدأت مهمة تاتا هاربر لإنتاج مجموعة من المستحضرات الطبيعية للعناية بالبشرة عندما علمت أن زوج والدتها يعاني من السرطان في عام 2005، ونصحه أطباؤه باعتماد أسلوب حياة أكثر صحة، وطلبوا منه تقليل كمية السموم والمواد الكيميائية الاصطناعية التي كان يعرض جسده لها، سواء كان ذلك من خلال الأطعمة التي كان يتناولها أوالمساحيق التي كان يضعها على جلده، مثل الكريمات والشامبو والصابون.
وتقول هاربر الكولومبية الأصول (44 عاماً): “إن ذلك جعلها تدرك أنها وبقية أفراد الأسرة أيضاً بحاجة إلى إجراء تغيير في نمط حياتهم”.
وتضيف:”بينما كنت أبحث عن منتجات جديدة له كنت أبحث عن منتجات جديدة لنفسي أيضاً، لأنني كنت أحاول أن أجعل أسلوب حياتي أكثر صحة”.
فراغ في سوق المنتجات الطبيعية
وبدأت هاربر بتناول الأطعمة العضوية قدر الإمكان، واستبدلت مواد ومنتجات التنظيف بأخرى خالية من المواد الكيميائية في منزلها. لكنها كانت مترددة في استبدال مستحضرات التجميل الاصطناعية الباهظة الثمن ببدائل طبيعية.
وتقول: “أنا امرأة لاتينية وأحب منتجات التجميل، كانت المنتجات الطبيعية بسيطة للغاية، وكانت معظمها تحتوي على على ثلاثة مكونات، ففكرت في قرارة نفسي بأنني لن أستبدل سلسلة المستحضرات السويسرية فائقة التقنية للعناية بالبشرة بهكذا مستحضر بسيط أبداً، كان ذلك بالنسبة لي أمراً أساسياً جداً”.
فانيا اسماعيل: كردية فازت بجائزة المبدعين البريطانيين لعام 2019
زها حديد: العراقية التي احتفي بها غوغل في اليوم العالمي للمرأة
مصممة سودانية: “الثياب المحتشمة ليست سوداء وباهتة ومملة”
ولكن، وبعد تعمقها في البحث والتفكير بالأمر، أدركت أنه ثمة فراغ في سوق منتجات العناية الطبيعية الفاخرة بالبشرة، لذلك، ورغم عدم خبرتها في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة، إذ كانت مهندسة صناعية تعمل في مجال التطوير العقاري، قررت إطلاق مشروعها الخاص في هذا المجال.
وتقدر قيمة الشركة التي تحمل اسمها بأكثر من 65 مليون دولار حالياً، عدا عن الإيرادات السنوية التي تقدر بأكثر من 25 مليون دولار.
وفي تلك الأثناء، كانت الممثلات غوينيث بالترو وكيت هودسون وهيلاري داف، من بين أبرز المعجبات بمنتجاتها، وأطلقت عليها مجلة فوربس اسم “ملكة حركة العناية الطبيعية بالبشرة “.
من مساعدة جدتها إلى إنتاج أفخر العلامات التجارية
ولدت وترعرعت هاربر في مدينة بارانكويلا الكولومبية، على الساحل الكاريبي للبلاد. عندما كانت طفلة، كانت تصنع علاجات وكريمات للجلد مع جدتها التي كانت تستخلص علاجاتها من الفواكه التي كانت تبتاعها من الأسواق المحلية.
التحقت هاربر بالجامعة في المكسيك وحصلت على شهادة الهندسة الصناعية من معهد مونتيري للتكنولوجيا، وذلك بعد أن أنهت المرحلة الثانوية في بلدها، ثم انتقلت هي وزوجها الكولومبي هنري (انفصلا لاحقاً) في عام 2000 إلى ميامي في الولايات المتحدة، وشرعا في أعمال البناء وبيع الشقق.
وبعد بضع سنوات، كانا يقومان بالعمل نفسه في نيويورك، عندما تم تشخيص زوج والدة هاربر بالسرطان.
“قيل لي إنني مجنونة”
ومن أجل تأسيس مشروع العناية بالبشرة، شرعت هاربر بإجراء الكثير من البحوث في العلوم الطبيعية والأعشاب الطبية والتكنولوجيا الحيوية. ولكن قوبلت جميع خططها بالتشكيك. وتقول: “كان الناس يقولون لي إنني مجنونة”.
وتضيف: “كان رد فعل العاملين في هذا المجال هو أن الفخامة والطبيعة لا تجتمعان”.
لكنها لم تستسلم وبدأت العمل مع الكيميائيين للتوصل إلى عدد من مركبات منتجات العناية الطبيعية بالبشرة، مستخدمة مدخراتها التي جمعتها هي وزوجها لدفع تكاليف المشروع. ولم تكن مهمة سهلة على الإطلاق بحسب قولها.
وعادةً ما يستغرق تطوير منتج للعناية بالبشرة مدة أسبوعين. لكن المدة التي استغرقتها عملية تطوير معرفتهما كانت خمس سنوات وثمانية كيميائيين”.
وبحلول عام 2010 كان المنتج الأول جاهزاً ومعروضاً للبيع، وأطلقت شركة “تاتا هاربر” منذ ذلك الحين.
وفي تلك المرحلة انتقلت تاتا وهنري وأطفالهما الثلاث، إلى مزرعة عضوية تبلغ مساحتها 1200 فدان في ولاية فيرمونت الأمريكية الصغيرة، وتقع على بعد حوالي 563 كيلو متراً شمال شرق مدينة نيويورك. وحتى يومنا هذا ، يتم إنتاج كافة منتجاتها من هناك.
منتجات طبيعية خالصة
وتتكون جميع منتجاتها من الأعشاب والنباتات الأخرى في المزرعة، بالإضافة إلى مكونات طبيعية أخرى تُشحن جواً من 70 دولة حول العالم. كما تتم تعبئة سلسلة المستحضرات في زجاجات يمكن إعادة تدويرها بسهولة، وتصنع الملصقات وأدوات التعبئة الأخرى من الورق المعاد تدويره والأصباغ الطبيعية المستخرجة من فول الصويا.
وتقول هاربر: “عادةً ما تستعين الصناعة بمصادر خارجية لتصنيع منتجاتها، لكنني رفضت ذلك لأنني مهندسة صناعية وأيضاً كوني زبونة مستحضرات التجميل، كنت أفكر دائماً بأن الشركة التي أشتري منها هي الشركة المنتجة للمنتجات”.
وجاءت فرصتها الكبيرة بعد أن أطلقت علامتها التجارية، عندما نشرت مجلة “فوغ” مادة عن علامتها موزعة في ثلاث صفحات.
وتقول: “لم أكن أتوقع الحصول على تغطية من هكذا مجلة في وقت قصير، لكن كان لذلك تأثيراً إيجابياً كبيراً”.
إعجاب المشاهير
وكانت شهرة العلامة التجارية لدى المشاهير عاملاً رئيسياً آخر في نجاحها. تقول: “كانت غوينيث بالترو، دائماً من أشد المعجبات والداعمات للعلامة التجارية، وقد انطلقت العلامة نوعاً ما من هناك”. وتحرص هاربر على التأكيد على أن دعم المعجبين المشهورين حقيقي قائلةً: “”ليس لدينا ميزانيات لدفع أموال للمشاهير”.
وتتوفر الآن منتجات تاتا هاربر على نطاق واسع في جميع أنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا وآسيا وأستراليا ، مع خطط للتوسع في أسواق جديدة بما في ذلك الصين وروسيا واليابان.
ويبلغ عدد موظفي الشركة الآن حوالي 150 موظفاً، ويقال إن المبيعات السنوية نمت بنسبة 50 في المئة سنوياً. وتحتفظ هاربر وزوجها السابق بحصة الأغلبية، مع مستثمرين خارجيين بما في ذلك صندوق الأسهم الخاصة الأمريكية ACG.
وتقول: “لقد كنا محظوظين. آمن بنا مستثمرونا وفهموا الحركة”.
وتهتم تاتا بالبحث وتطوير المنتجات والعلاقات الإعلامية، في حين يعد هنري المسؤول عن المبيعات والتمويل. وكلاهما في منصب الرئيس التنفيذي المشترك رغم انفصالهما قبل أربع سنوات.
وتقول مورتيمر سينغر، وهي خبيرة التجارة بالتجزئة ورئيسة شركة الاستشارات الإدارية الأمريكية Traub ، إن هاربر سفيرة رائعة لعلامتها التجارية “تاتا هاربر رائدة في مجال العناية الطبيعية بالبشرة” وتضيف: “هي نفسها موهبة رائعة كونها مصدر إلهام لعملائها، فهي تعيش الحلم”.
وثمة عدد قليل جداً من شركات التجميل قادرة على الاعتماد على الذات بشكل كامل وإنشاء مكوناتها الخاصة في منشآتها الخاصة”.
وخلال فترة الإغلاق بسبب فيروس كورونا، وبعد إعداد الترتيبات اليومية اللازمة لتدريس أطفالها الثلاث (تتراوح أعمارهم بين 8 و 10 و 11 عاماً) في المنزل، تحضر اجتماعات عبر الإنترنت وتجري مكالمات هاتفية طوال اليوم حتى الساعة 6 مساءً.
بعد عقد من إدارة أعمالها، تقول إنها لا تستطيع أن تتخيل رغبتها في فعل أي شيء آخر. “الكثير من قيمي الشخصية اساس العلامة التجارية. وظيفتي تجعلني أعمل”.
ومثل العديد من الشركات المصنعة الأخرى، اضطرت هاربر إلى إغلاق منشآتها الإنتاجية أثناء الوباء. ونظراً لتقسيم المبيعات بالتساوي بين المواقع الالكترونية والمتاجر الفعلية، والتي تم إغلاق العديد منها مؤقتاً، فقد تأثر عمل الشركة. لكنها تعتقد أن الأزمة العالمية الحالية ستعمل على التأكيد على أهمية العلامات التجارية التي تدعم الصحة الجيدة والاستدامة. “إذا كان هناك أي شيء، فإن هذا سيجعل الناس تقدر أكثر ما نقوم به”.
[ad_2]
Source link